قدم أمس أساتذة وباحثون، في ملتقى وطني حول تربية الأحياء المائية بمعهد علوم البيطرة بقسنطينة، تجارب ناجعة في تربية الأسماك المدمجة بالزراعة المائية، جسدت في بيوت بلاستيكية وعلى أسطح البيوت والشرفات، كما تم استعراض تجربة رائدة لمحطة تربية الجمبري. وقالت الدكتورة وداد علوش، طبيبة بيطرية مشرفة على نظافة المحيط بالمحطة التجريبية لتربية الجمبري بسكيكدة، بأنه تم جلب أمهات الجمبري والقيام بعمليات التبييض والتفقيس والتسمين، حيث تمكن فريق البحث من إنجاح تربية ثلاثة أصناف من الجمبري الأكثر انتشارا في العالم، وهي النوع الكوري، المحلي «كراتيليس» و «الفانامي»، مرجعة ذلك إلى السياسة التكوينية التي انتهجتها الوصاية، من خلال إجراء تكوين لفريق البحث والتركيز على انتقاء أجود أنواع أمهات الجمبري، مع توفير كل الشروط الملائمة لتربيتها. وتسعى المحطة، حسب المتدخلة، لتصبح مصدرا يزود السوق المحلي بالجمبري، لجعل الجزائر رائدة في إنتاجه، في ظل تبدد مخاوف المستثمرين خاصة الناشطين في مناطق لا تتوفر على مصادر المياه، حيث إن المحطة أثبتت بأن تربية الجمبري في البيئة الجزائرية سواء في المياه المالحة أو العذبة تعطي نتائج باهرة.من جهته يونس سياح، مدير أكاديمية التدريب المهني، والخبير في المكتب الدولي للعمل، أبرز دور فضلات الأسماك في نمو المحاصيل الزراعية وضمان منتوج خال من الأسمدة والمبيدات ومختلف المواد الكيميائية، مؤكدا بأن هذا النوع من الزراعة يمكن من توفير كميات كبيرة من الماء، كما أن تجسيده يكون في مساحات ضيقة ويعطي إنتاجا أوفر في ظرف زمني قصير، ويتطلب اعتماد البذور المحلية التي تضمن الاستمرارية في الإنتاج. ومن المشاريع الزراعية المائية الناجعة، إنتاج الشعير والفراولة والطماطم والخس، الذي دام 20 يوما فقط دون استعمال مادة كيميائية وباستخدام أكواب بلاستيكية وحاويات مبطنة، مع استعمال لوح مثقوب وأجهزة قياس الحموضة وكمية الأملاح، وذلك بوضعها في بيوت بلاستيكية وتوصيلها بأحواض تربية الأسماك لتغذية البذور من فضلات الأسماك، أو باستغلال أسطح وشرفات المنازل.وتم استعرض مشروعين أحدهما في وهران والثاني في غرداية لإنتاج الفراولة والخس وفق أنظمة زراعة أفقية وعمودية، كما نجحت تجربة إنتاج الأعلاف دون تربة في ظرف قصير وبإنتاج وفير.