أكدت الدكتورة في منهجية البحث في الفنون، نجاح بلهوشات، أمس الأول، في يوم دراسي حول التراث وفن الإشهار، الذي احتضنته قاعة المحاضرات بمركز البحث في تهيئة الإقليم بقسنطينة، على ضرورة إعادة النظر في تصميم وإنتاج الإشهار البصري، خصوصا ما تعلق بالهوية البصرية للمنتج. ولفتت الدكتورة نجاح بلهوشات، إلى قدرة المحتوى الإشهاري على نشر والترويج لمختلف عناصر التراث المادي واللامادي وإعادتها إلى الواجهة، مرجعة ذلك إلى قدرة المحتوى البصري على توظيف استراتيجيات كافية لإقناع الناس بالعودة إلى هويتهم الثقافية وتوظيفها في الحياة اليومية، لاسيما ديكور المنازل، والألبسة، وترى بأن اعتماد الفن المعاصر يعد من الحلول الأكثر ملاءمة من ناحية التأثير، خصوصا وأن الحيادية تعد من أبرز مميزاته، أي أنه لا يرمز لثقافة بحد ذاتها. كما استنكرت بلهوشات، أن يوصف التراث بالشيء القديم الذي تجاوزه الزمن، ولا يمكن استخدامه في الحياة اليومية، وقالت بأن الموروث الثقافي المادي واللامادي للشعوب، يمكن ربطه بعدة مجالات وابتكارات حديثة تنافس على المستوى العالمي، مقدمة بذلك مجموعة من مشاريع التخرج الأصلية التي أشرفت عليها خلال السنة الدراسية 2020، بعضها تحول إلى مؤسسات ناشئة، مردفة بأن كل مشروع ركز على عنصر من عناصر التراث، مثل توظيف الزليج في الحياة اليومية، والترويج للثقافة الجزائرية بالاستفادة من أغلفة المنتجات الغذائية، فضلا عن مشروع آخر قامت صاحبته بتوظيف رموز وألبسة تقليدية في تصميم لعبة رقمية.وبخصوص فتح أول ماستر في فن الإشهار في كلية الفنون والثقافة، بجامعة صالح بوبنيدر، والذي كان الأول على المستوى الوطني أيضا، قالت بأن ذلك جاء بناء على النقائص التي تظهر بها أغلب المحتويات البصرية، مضيفة بأنهم، ركزوا على توظيف البحث العلمي وتكوين طلبة وفق منهجية تساعد على تحسين الجودة. من جهتها ترى صاحبة مشروع زخرف الذي يهتم بالترويج للزليج من خلال الإشهار التفاعلي، نور العمراني، بأن التراث الثقافي الجزائري يحتاج إلى الاهتمام بالترويج له وفق تقنيات ابتكارية وعصرية تكون بحجم قيمته الحقيقية، فضلا عن تلبية احتياجات الجزائر في التعريف بتراثها والحفاظ عليه، وأضافت بأنه وزميلتها اختارتا التركيز على جماليات الخزف لتسليط الضوء على دلالات الأشكال والألوان، وعقبت العمراني بأنهما اكتشفا خلال رحلتهم البحثية الكثير من الأسرار في استخدام الزليج عبر التاريخ وتوظيفاته، وقالت بأن توظيف الزليج في القصور على سبيل المثال يختلف عن الموجود في البيت، والغرف. أما عن المشروع الثاني الخاص بتصميم شخصيات ألعاب الفيديو مستوحاة من التراث المادي الجزائري، قالت صاحبته ردينة بن حافظ، بأنها اختارت مجال الألعاب الإلكترونية كونها تعد صناعة فنية يمكن توظيفها في الترويج للتراث والمحافظة عليه، فضلا عن التعريف به على أوسع نطاق. وبحسب المصمم الغرافيكي، سيف الإسلام ولطاش، فإنه من الضروري تحديث تصميم أغلفة المنتجات الغذائية، ناهيك عن استغلال ثراء التراث الوطني من طرف الشركات، لإنشاء هوية بصرية تعبر عن المنتجات الجزائرية التي يتم تصديرها. إيناس كبير