أرشيف أكس أون بروفانس مليء بشكاوى الجزائريين ضحايا مجازر ماي 45 كشف الباحث و المؤرخ محمد شرقي أمس الثلاثاء، عما وصفه بالأرشيف الجزائري المدفون بآكس أون بروفانس الفرنسية. و قال بأنه تمكن من الحصول على بعض الوثائق السرية الخاصة بشكاوى الجزائريين الذين لم يرضوا بالجرائم الفظيعة التي ارتكبها المعمرون في حق الآلاف من سكان قالمة و غيرها خلال مجازر ماي 45. وقد عرض الباحث محمد شرقي بعض الشكاوى المستخرجة من الأرشيف المذكور أمام المشاركين في الملتقى الدولي حول مجازر ماي 45 بجامعة قالمة. و قال بأنها تعبر عن الظلم و القهر و الإبادة التي تعرض لها سكان قالمة خلال الانتفاضة وبعدها، و كانت الأمهات يشتكين الظلم الذي طال أبناءهن و أزواجهن الذين اختطفوا و أعدموا رميا بالرصاص بكاف البومبة و حرقا بأفران الجير . و أضاف بأن القادة الفرنسيين لم يردوا على هذه الشكاوى و قاموا بمساءلة المشتكين و تعذيبهم للضغط عليهم و إجبارهم على السكوت. و من الشكاوى التي تحصل عليها الباحث تلك الخاصة بعائلة بومعزة أول شهيد يسقط برصاص السفاح آشياري بقالمة يوم الثامن ماي 45. و يكشف أرشيف الشكاوى أن الجزائريين لم يسكتوا رغم الدمار و المجازر التي لحقت بهم الأمر الذي فسره القادة الفرنسيون بأنه مؤشر على أن ما هو قادم سيكون أكبر من انتفاضة شعبية محدودة و بالفعل كانت الثورة المقدسة بعد ماي الأسود الذي يعد جريمة ضد الإنسانية و حرب إبادة و تطهير عرقي منظم و مخطط له من قبل قادة الإحتلال الفرنسي .