ألقى الاحتلال الصهيوني منذ بداية العدوان على قطاع غزة في السابع أكتوبر الماضي 45 ألف صاروخ وقنبلة، أسقطتها الطائرات خلال حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يمارسه الكيان الصهيوني على السكان المدنيين، ويحدث ذلك وسط صمت دولي وفشل الهيئات الدولية في وقف هذه الحرب البشعة التي لم يشهد لها مثيل في العصر الحديث، وكشف في هذا الإطار، ملخص المشهد الفلسطيني اليومي الذي يصدره المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة، عن إلقاء الاحتلال الصهيوني 65 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة، ما يزيد عن 5 أضعاف قوة القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما. وأدى العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ أكثر من 3 أشهر إلى تدمير 72 بالمائة من الوحدات السكنية التي تعرضت للتدمير بشكل كلي وجزئي، كما قدر نفس المصدر العدد الإجمالي للوحدات السكنية التي تعرضت للتدمير بشكل كلي وجزئي ب 355 ألف وحدة، في حين عدد الوحدات السكنية التي تعرضت للتدمير الكلي قدرت ب 67946 وحدة، وقدر حجم الأضرار التي مست المباني والأبراج السكنية جراء العدوان ب 3.6 مليار دولار، إلى جانب مليار دولار قيمة الأضرار التي مست البنية التحتية. وفي السياق ذاته ارتكب الاحتلال الصهيوني منذ بداية العدوان مئات المجازر في حق العائلات الفلسطينية، وقدر الملخص اليومي للمشهد الفلسطيني عدد المجازر التي ارتكبها الاحتلال ب 1903 مجزرة، كما قدر عدد النازحين ب 1.9 مليون نازح، و2850 معتقل فسلطيني من قطاع غزة اختطفهم جنود الاحتلال أثناء اقتحام بعض الأحياء ومراكز النزوح، كما أن أغلب المعتقلين حسب نفس المصدر من النساء والأطفال، وكان المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان وثق منذ يومين في تقرير أصدره حالات تعذيب ومعاملات قاسية وغير إنسانية تعرض لها المعتقلون الذين اختطفهم جنود الاحتلال من قطاع غزة. وبخصوص الوضع الصحي في القطاع، كشف نفس الملخص عن ارتفاع حصيلة الشهداء من الكوادر الطبية إلى 386 شهيد و 283 جريح، بالإضافة إلى 99 معتقل تم اختطفاهم من المستشفيات التي اقتحمها جنود الاحتلال بشمال قطاع غزة، وكشف نفس المصدر عن حاجة 6 آلاف مصاب للسفر للخارج للعلاج بشكل عاجل لإنقاذ حياتهم، كما دمر المحتل أزيد من 150 مؤسسة صحية و30 مستشفى و 53 مركزا صحيا، إلى جانب 121 سيارة إسعاف تم تدميرها. وعلى صعيد المرافق والخدمات ارتفع عدد الشهداء من كوادر الدفاع المدني إلى 42 شهيدا و 127 مصابا، وتدمير عدد من المركبات، وأشار ملخص المشهد الفلسطيني إلى أن 80 بالمائة من آليات ومعدات الإنقاذ الخاصة بالدفاع المدني تم تدميرها، وفي الوقت ذاته لم تسلم الهيئات التابعة للأمم المتحدة من جرائم المحتل، حيث استهدف عدة مرات مراكز النزوح التابعة لوكالة الأونروا، كما استشهد 135 شخصا من كوادر وموظفي هذه الوكالة. وفي قطاع التعليم ارتفع عدد المدارس والجامعات التي دمرها الاحتلال إلى 385 مؤسسة، منها 93 مؤسسة خرجت عن الخدمة بعد أن دمرت بشكل كامل، كما تعرضت 90 بالمائة من المباني المدرسية الحكومية لاستهداف مباشر، إلى جانب 29 بالمائة من الأبنية المدرسية لا يمكن تشغيلها لتعرضها للهدم الكلي أو أضرار بالغة، وقدر نفس المصدر عدد الشهداء من الطلبة في مختلف المراحل التعليمية ب 4119 شهيد و7536 جريح، إلى جانب 221 شهيد و703 جريح من الكادر التعليمي. الاحتلال يستهدف الصحفيين للتغطية على جرائمه يواصل جيش الاحتلال الصهيوني حربه على الصحفيين في قطاع غزة، واستهدف أمس صحفيين اثنين بخانيونس سقطا شهيدين، هما الصحفي حمزة الدحدوح نجل مراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح والصحفي مصطفى ثريا، ليرتفع بذلك عدد الصحفيين الذين استشهدوا بقطاع غزة منذ بداية العدوان إلى 109 شهيد، ويحاول الاحتلال الصهيوني من خلال حربه المعلنة على الصحفيين، التغطية على جرائمه وحرب الإبادة التي يمارسها ضد المدنيين العزل من النساء والأطفال وكبار السن في غزة، وكذا المجازر المروعة التي يرتكبها بشكل يومي، ونددت حركة حماس أمس في بيان أصدرته عقب استشهاد صحفيين بهذه الجريمة والإرهاب الصهيوني، وجاء في البيان أن الصهاينة يحاولون من خلال هذه الممارسات واستهداف الصحفيين التغطية على الجرائم البشعة ضد الإنسانية التي يرتكبونها في قطاع غزة، وطالبت الحركة المؤسسات الحقوقية الدولية بتوثيق هذه الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني لمحاكمة هذا الكيان المارق. من جانب آخر أصدرت الفصائل الفلسطينية مساء أول أمس بيانا بخصوص مخططات قادة الاحتلال حول إنشاء إدارة سياسية مدنية في غزة، وجاء في بيان الفصائل أن هذه المخططات ستفشل أمام صمود الشعب الفلسطيني وبسالة المقاومة، وأشار نفس البيان إلى أن حكومة الاحتلال ما تزال تسعى في مخططها القديم الجديد لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني من كل أراضيه، في حين هذا الوهم حسب نفس البيان سيتحطم على صخرة صمود الشعب وصبره، وسيفشل ويسقط كما سقطت كافة المشاريع الصهيونية الأمريكية، وتابع البيان أن فشل قادة الاحتلال في تحقيق نكبة التهجير الثانية، جعلهم يعملون على إيجاد وسيلة أخرى لضرب الصمود الفلسطيني واستغلال الظروف الإنسانية الكارثية التي يواجهها الشعب، من استمرار حرب الإبادة الجماعية عبر العدوان العسكري والحصار الشامل وتدمير البينة التحتية، عبر استحداث هيئات محلية مدنية وعشائرية كما يزعم لإدارة قطاع غزة، وهذا لن يتحقق حسب بيان الفصائل، بفضل الشعب الفلسطيني العصي على الانكسار ومقاومته المبدعة في الميدان. من جهة أخرى صعد الاحتلال الصهيوني من عدوانه على الضفة الغربية، حيث اقتحم مساء أول أمس مدينة جنين، مما أدى إلى استشهاد 6 فلسطينيين من ضمنهم أربعة أشقاء، كما قتلت مجندة صهيونية وأصيب أربعة جنود بجروح، واعتبرت حركة حماس هذا التصعيد امتدادا للعدوان الهمجي الذي يستهدف وجود الشعب الفلسطيني على أرضه، ومحاولة يائسة لن تفلح في كسر إرادة الصمود والمقاومة لدى جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية.