نعد بإطالة أفراح الجزائريين والمصريون تحولوا إلى أضحوكة العالم عبر ياسين بزاز عن إفتخاره وإعتزازه من أنه كان من ضمن اللاعبين الذين أدخلوا البهجة والسعادة في قلوب الجزائريين ليس فقط في الجزائر وإنما في كل بلدان العالم.. بزاز الذي عاد في حوار خص به "النصر" مبشارة من ستراسبورغ أكدعلى أن التأهل "الخضر" إلى المونديال جاء بضريبة الجهد وتضحيات الأنصار. مشيرا إلى ان المصريين من وراء حملتهم ضد الجزائر قد تحولوا إلى أضحوكة العالم.. في هذا الحوار الشيق والمثير يكشف ابن القرارم عن اللحظات الصعبة والسعيدة في مشوار الفريق الوطني خلال هذه التصفيات إلى جانب أمور أخرى تتعلق "بالخضر" ومشاريعه المستقبلية. * أولا عيد سعيد بزاز؟ - عيد سعيد لكل الجزائريين وأتمنى أن تكون كل أيام الجزائر عيد. * كيف قضيت عيد الأضحى المبارك؟ - في اليوم الأول كانت لدي مباراة لكن في اليوم الثاني قمت بأداء السنة وذبحت الكبش وفق الشريعة الإسلامية. * أكيد أنك حظيت بإستقبال مميز في ستراسبورغ؟ - حظيت بإستقبال رائع من قبل اللاعبين والمدرب كما أن إدارة النادي أقامت على شرفي حفل إستقبال الجميع كان سعيدا بتأهل "الخضر" إلى نهائيات كأس العالم. * كيف كان موقف المدرب جنين وماذا قال لك؟ - بكل تأكيد كان سعيدا خاصة وأن أحد لاعبيه سيلعب المونديال علاقتي به كانت دائما جيدة حقيقة لم يقحمني كثيرا بعد شهر رمضان ولم يكن سهلا إستعادة مكانتي ضمن التشكيلة الأساسية لكنني بذلت مجهودات كبيرة حتى أستعيد مركزي ضمن التشكيل الأساسي لقد هنأني بتأهل "الخضر" إلى نهائيات كأس العالم خاصة وأنه تابع لقائي القاهرة والسودان. * في رأيك هل تغيرت نظرة زملائك والمسؤولين في ستراسبورغ إتجاهك بعد هذا التأهل؟ - بكل تأكيد أن النظرة تتغير غير أن ذلك يفرض عليك أن تكون في مستوى هذه الصورة الأندية تبحث عن اللاعب القادر على إعطاء الإضافة المطلوبة ومدى إنعكاسها على نتائج الفريق. وبدوري أحاول أن أكون عند حسن ظن الجميع بتقديم مردود أحسن في اللقاءات القادمة مع فريق ستراسبورغ. * بماذا تفسر المستوى المتواضع لستراسبورغ هذا الموسم؟ - الأمور معقدة في الفريق، وأظن أننا ندفع تبعات تضييعنا للصعود في الموسم الفارط. كما ان الإدارة فرطت في 8 لاعبين أساسين مما أثر على المردود العام كما ان عدم إستقرار الطاقم الفني كان وراء البداية الصعبة غير أننا بصدد تسجيل عودة تدريجية بتحسن الأداء في الجولات الفارطة وهو ما أنعكس بالإيجاب على الناحية المعنوية للاعبين. البطولة مازالت طويلة وبإمكان الفريق ضمان البقاء. * بالعودة إلى التصفيات بماذا تفسر التحول الذي حدث في ظرف 3 أيام؟ - عشنا 3 أيام مجنونة في مصر واجهتنا العديد من الصعوبات وإعتداءات ولم نكن على الأطلاق في ظروف جيدة، ما جعلنا ندخل اللقاء في ستاد القاهرة تحت الصدمة غير أن الأمر أختلف تماما في السودان أين شعرنا بدفئى الأنصار إلى جانب الإستقبال الأخوي الذي حظينا به من قبل السودانيين وأحسسنا أنهم واقفين إلى جانبنا ما عشناه في القاهرة لايمكن أن ينسى. * في هذه الأوقات الصعبة ماذا كان يقول لكم الناخب سعدان؟ - كان يد ما يرفع من معناوياتنا وخطابه كان واضحا وصريحا بعدم التأثر بما حدث وركز عمله على هذا الجانب وهو ما ساعد اللاعبين على التحرر من كل الضغوطات وأداء مباراة في القمة بأم درمان والنتيجة أننا تأهلنا إلى المونديال. * بصفتك أقدم لاعب في تشكيلة "الخضر" إلى جانب صايفي ورحو ما الذي صنع الفارق طوال هذه التصفيات؟ - هذه المرة الأمور إختلفت تماما عن التصفيات السابقة، فهناك تحسنا على جميع الأصعدة والمستويات وعلينا أن نشيد بالعمل الجبار الذي قام به رئيس "الفاف" محمد روراوة على مستوى التنظيم هذا إلى جانب حنكة الشيخ سعدان الذي وظف كل خبرته ومعارفه حتى نضمن المرور إلى المونديال، كما ان هناك نقطة أساسية أخرى صنعت الفارق خلال هذه التصفيات وهي النوعية الجيدة للاعبين وسلوكهم المثالي داخل المجموعة حيث أصبحنا نشكل عائلة واحدة متضامنة ومتماسكة وهذا ما صنع قوة الفريق، هناك بعض المنتخبات تتوفر على لاعبين مميزين لكن العلاقات فيما بينهم ليست جيدة لكن وسط مجموعة "الخضر" هناك تفاهم تام وأجواء عائلية وعندما نحضر إلى المنتخب فكأننا ذاهبون إلى ملاقاة أخوة او أفراد من العائلة وهذه العوامل كلها صنعت قوة وتماسك الفريق الوطني وقد تجلت روح المجموعة خلال هذه التصفيات حيث قدم كل لاعب ماعنده من أجل بلوغ هذا الهدف. * كيف عشت الأربع دقائق الأخيرة من اللقاء وهل راودك الشك في حدوث ماوقع في القاهرة؟ - الجميع عاش الدقائق الأخيرة على الأعصاب لكن كانت لدينا الثقة الكاملة في الله على أن مجهوداتنا لن تذهب سدى، وكنا في كرسي الإحتياط نعد الدقائق وكأنها دهر وعشنا ضغطا رهيبا ثقتنا في إمكانات اللاعبين جعلتنا وإثقين من أن الفوز لن يفلت منا والحمد لله أننا حققنا المبتغي. * كيف كانت العلاقة مع اللاعبين المصريين في الميدان - بكل صراحة كانت عادية وأنا شخصيا لم ألاحظ شيئا كانوا مركزين في اللعب كما كان الشأن بالنسبة لنا. الرئيس قال لي هذه بحة الفرحة * كيف كان شعورك أزاء الإستقبال الجماهري "للخضر" ومن قبل رئيس الجمهورية؟ - شعور لايوصف، لقد أحسست لحظتها بفخر وإعتزاز كبيرين على أنني ساهمت في إدخال الفرحة على الشعب الجزائري وإلى كل الجزائريين عبر العالم. * ماذا قال لك رئيس الجمهورية؟ - عندما صافحت سيادة الرئيس كنت قبلها قد أصبت ببحة وكان صوتي خافتا فقال لي الرئيس هذه البحة من الفرحة وشكرنا على المجهودات التي قدمناه في هذه المغامرة وبهذه المناسبة أريد أن أوجه كل تحياتي وتشكراتي إلى الرئيس على الدعم الذي حظينا به من قبل سيادته. * في حوار سابق مع "النصر" قلت أن أغلى أمنية عندك التسجيل في مصر هل أنت آسف على ذلك؟ - بكل تأكيد أن كل لاعب يريد تسجيل هدف في هذا المستوى من المنافسة لا أتأسف على ذلك الأهم أننا حققنا التأهل بفضل قوة وتضامن المجموعة لقد أثبتنا قوتنا في الميدان. * هل تتابع الحملة الشرسة التي تشنها مصر ضد الجزائر؟ - هذا أمر مؤسف وعار على المصريين أن تصل الأمور إلى هذا الحد بسبب مباراة في كرة القدم الله يغفر لهم المقابلة جرت فوق الميدان وتأهلنا لا لبس فيه لقد أحسنا إستقبال المصريين في البليدة وكان رد الإحسان أنهم أعتدوا علينا في القاهرة لكن نحن الجزائريون معرفون بسعة قلبنا وبكرمنا. المصريون تحولوا إلى أضحوكة في العالم بسبب مباراة في كرة القدم ومايحز في النفس أن هذه الإساءات تأتي من مسلمين وأطلبوا منهم الرجوع إلى جادة الصواب ونطلب من الله أن يهديهم. بإمكاننا أحداث المفاجأة في أنغولا * ماهي حظوظ "الخضر" في "الكان" على ضوء نتائج القرعة؟ - القرعة أوقعتنا في مجموعة ليست سهلة خاصة وأنها تضم منتخب البلد المنظم إلى جانب مالي ومالاوي وبالنظر لتركيبة هذه المجموعة يمكن وضع "الخضر" بين أنغولا ومالي بكل تأكيد أن هدفنا هو الذهاب بعيدا في هذه النهائيات وتقديم مردود أحسن من دورة 2004. كما ان تأهلنا إلى المونديال يضعنا محط أنظار المنافسين وعليه أرى أننا سنسير هذه "الكان" مقابلة بمقابلة وإذا ما لعبنا بنفس الطريقة كما في التصفيات بإمكاننا إحداث المفاجأة في هذه النسخة. * هل أتصل بك سعدان؟ - لم يتصل سنلتقي يوم 26 ديسمبر في تربص الفريق الوطني وستكون الفرصة مواتيه لتقاسم الفرحة مع أهلي في القرارم لأنني بعد عودتنا من السودان إلتحقت مباشرة بفريقي. * غيابك على فريقك خلال "الكان" الا يسبب لك مشاكل مع إدارة ناديك؟ - قبل الإمضاء على العقد إدارة النادي كانت تعلم جيدا أنني لاعب دولي ومدعو إلى المشاركة مع منتخب بلادي وعليه فإن الأمر واضح ولن تكون هناك مشاكل. * يتعرض بعض اللاعبون الجزائريون إلى موجة من العنصرية في المدة الأخيرة ماهو موقفك مما يحدث لمنيري وعراش في باستيا؟ - الأمر مؤسف حقيقة أظن ان دور رئيس النادي كبير في هذا المجال وعليه حماية لاعبيه من هذه الممارسات وهذا من واجباته الأساسية أتمنى ان تتحسن امورهم. * وهل تعرضت لمثل هذه الممارسات في ستراسبورغ - يجب أن أعترف أنني أحظى بإحترام كبير وسط النادي سواء من قبل الإدارة أو اللاعبين وحتى من الأنصار وأحمد الله على هذه النعمة. مشاركتي في المونديال ستحدد مستقبلي * هل تفكر البقاء في ستراسبورغ؟ - في الظرف الراهن أفضل البقاء في ستراسبورغ حتى لو تلقيت عروضا في الميركاتو هناك كأس أمم إفر يقيا وسعدان يريد لاعبين تنافسيين كما أنني لا أريد تغيير الأجواء خاصة وأنني أساسي في فريقي، عقدي مع ستراسبورغ ينتهي في ختام هذا الموسم وسأرى بعد ذلك والمشاركة في نهائيات كأس العام قد تكون فرصة للحصول على عروض أفضل. * هل مازلت تتابع أخبار شباب قسنطينة؟ - كيف لي أن أنسى ذلك، اتابع أخباره بإستمرار وكل الاندية الجزائرية. * بماذا نختم هذا الحوار؟ - تمنياتي بعيد سعيد لكل الجزائريين وإلى أنصار الفريق الوطني ودون أن أنسى "السنافر" وإلى أهلي في القرارم وأعد بأن أفراح الجزائر ستستمر إن شاء الله. وشكرا لك وإلى جريدة "النصر".