وقفت لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئية ببلدية قسنطينة، في خرجة رقابية بسوق بومزو، على عدم احترام أغلبية المحلات والقصابات لشروط النظافة الصحية الخاصة بحفظ مختلف المواد الغذائية واللحوم، كما سجلت تجاوزات تتعلق بالتخزين ناهيك عن نقص فادح في النظافة داخل المحلات أو بمحيطها إذ تعيش القطط وسط المحلات وتلد بجانب اللحوم، فيما تم حجز قنطار من بقايا الدجاج غير الصالح للاستهلاك، إذ كان على وشك أن يسوق لولا تدخل الفرقة في آخر لحظة وحملها من وسط النفايات ومياه الصرف الصحي. ورافقت النصر، أمس، فرقة رقابة تابعة للجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة، التي يترأسها المنتخب سامي مسعودي والمكونة من رئيس الهيكل البلدي لحفظ الصحة والنظافة العمومية زريرف ياسين ومفتشة بيطرية من البلدية وأخرى من مديرية الفلاحة، فضلا عن مفتشتين من البلدية وكذا مفتش من مديرية التجارة ، كما رافق الفرقة عناصر من الشرطة. ووقف أعضاء الفرقة بمحل قصابة على مستوى سوق بومزو، على نقص فادح في النظافة وهي السمة المميزة لكل المحلات دون استثناء، وهو وضع يعود إلى سببين الأول يتعلق بوضعية السوق المتدهورة والمحلات في حد ذاته، أما الثانية فتتعلق بالعنصر البشري إذ يسجل إهمال كبير من طرف أصحاب المحلات في مجال النظافة. وما أثار استغراب الفرقة، هو العثور على قطة وصغارها وسط محل للقصابة وبجانب اللحوم، إذ كان المشهد مقززا جدا، فيما وجهت ملاحظات لصاحب المحل تتعلق بكيفية تقطيع اللحوم المستخدمة في تحضير النقانق " المرقاز" إذ يتم تقطيعها بطريقة غير صحية ، كما تم إتلاف كمية من اللحوم المفرومة المعدة مسبقا ، كما أكدت المفتشة البيطرية بأنه يجب أن تفرم حسب الطلب ولا يتم إعداداها مسبقا . وفور رؤية التجار لأعضاء الفرقة، التي كانت تراقب السجلات التجارية وظروف حفظ اللحوم والمواد الغذائية وكذا صلاحية استهلاكها، سارعوا لتنظيف المحلات وإخفاء ما يمكن إخفاؤه عن أعين المفتشين، فيما كان البائعون يستقبلون المفتشين بوجوه عابسة، ووصل الأمر إلى حد الشجار والمشاحنة مع أحد أعضاء اللجنة، كما أن غالبيتهم لا يتقبل الملاحظات والتوجيهات القانونية، وهو روتين اعتادت عليه الفرقة في ممارسة عملها، بحسب تأكيد أعضائها. وفي أحد المحلات، تم ضبط ثلاجة مخصصة لعرض اللحوم البيضاء في وضعية متوقفة عن التبريد، إذ حاول التاجر أن يؤكد بأنها تشتغل، لكن فطنة المفتشات حالت دون حججه، التي ظل يقدمها قبل أن يوجه له استدعاء للمثول أمام اللجنة الأسبوع المقبل، في الوقت الذي ظلت فيه ذات الملاحظات تتكرر لدى جل أصحاب القصابات التي تمارس نشاطها وسط النفايات والروائح الكريهة، ناهيك عن ملاحظتنا لرمي مخلفات اللحوم في كل مكان في مشاهد قدمت صورة سلبية جدا عن هذا السوق. ورغم توجيه الفرقة لملاحظات لتجار السوق تتعلق بظروف تخزين المواد الغذائية في محلات مهملة تقع في زاوية مهملة من السوق، إلى أن تم الوقوف على تخزين كميات معتبرة من الحبوب والبقوليات في مكان تنعدم فيه أدنى شروط الحفظ الصحي ، ناهيك عن انتشار الفئران به والقطط وحتى الكلاب الضالة، إذ سرعان ما عمدت المفتشات إلى إتلاف كل السلع والأكياس المفتوحة كما ستعمل على حجز كل المواد المخزنة في المكان مع توجيه تحذيرات بمنع التخزين بها مرة أخرى، كما تم إتلاف أيضا مشروبات غازية منتهية الصلاحية وكمية من الجبن. وقصد أعوان الرقابة، مكانا وسط المحلات إذ وفور وأن شاهد شباب أعضاء الفرقة من بعيد حتى اختفوا بسرعة البرق، وحين وصولنا إلى الموقع، الذي كان يغرق في مياه الصرف الصحي والنفايات، وقفنا على مشاهد صادمة إذ كانوا يقتطعون اللحوم المتبقية من الدجاح ويقسمونها إلى قطع صغيرة، ثم يتم خلطها وتشكلها مجددا من أجل بيعها ، قبل أن يتم استدعاء شاحنة من البلدية من أجل حملها وإتلافها بعيدا عن السوق مخافة إعادة بيعها ، وهي في تلك الوضعية التي تشكل خطرا صحيا كبيرا. ويؤكد رئيس الهيكل البلدي لحفظ الصحة والنظافة العمومية، بأنهم يواجهون يوميا عقبات وعراقيل من طرف التجار ، ناهيك عن التهديدات وهو أمر اعتادوا عليه كثيرا ، إذ أنهم يقومون بدورهم في محاربة الغش وعدم احترام قوانين الوقاية الصحية، إذ أن الهدف الرئيسي هو حماية صحة المواطنين ، مشيرا إلى أن شهر رمضان يشهد عادة ارتفاعا في مستوى المخالفات والغش في نوعية السلع وطريقة تحضير اللحوم، في حين أن العقوبات تصل حد الغلق والمتابعة القضائية. وذكر رئيس الجنة الصحة والنظافة ببلدية قسنطينة، بأنه يتم العمل على جبهتين الأولى تتعلق بالتحسيس بالقوانين أما الثانية فهي الردع، إذ طالما يتم العمل على التعريف بالمخالفات وشروط النظافة، وفي حال عد تطبيقها يتم مباشرة اتخاذ الإجراءات القانونية المعمول بها، كما أبرز بأن هذه الخرجة الرقابية قد أفرزت عن إتلاف قنطار من الدجاج غير الصالح للاستهلاك و كميات من البقوليات و 2.7 كليوغرام من تحضيرة "المرقاز "فضلا عن 3.76 كليوغرام من اللحم المفروم مسبقا ، كما تم توجيه 3 استدعاءات لمخالفين للقوانين.