ترفع القراءة الأولية في رزنامة الجولات الأربعة المتبقية من بطولة الرابطة الثانية عتبة النجاة من شبح السقوط في فوج الشرق إلى حدود 40 نقطة، وهو الرصيد الذي يكفي لترسيم بقاء أي فريق في الوطني الثاني الموسم القادم، لكن المؤشر قد ينخفض إلى ما دون ذلك، ولو بنقطة أو نقطتين، لأن الرزنامة تتضمن مواجهات مباشرة بين فرق تشكل أبرز أطراف المعادلة، في صورة اتحاد عنابة، جمعية عين مليلة، هلال شلغوم العيد، أولمبي المقرن وبدرجة أقل جمعية الخروب. الوضعية الراهنة تجعل 9 فرق معنية بحسابات السقوط، بدرجات متفاوتة، دون إدراج وفاق سور الغزلان في هذه القائمة، لأنه أحرق آخر حظوظه في النجاة بهزيمته الأخيرة داخل الديار، وحتى «معجزة» الفوز باللقاءات الأربعة المتبقية لن تكون كافية لإنقاذ «السور» من الانهيار، وعليه فإنه ينصب في خانة المرافق الأول لمولودية العلمة إلى قسم ما بين الجهات، في انتظار التعرف على هوية الزبون الثالث على متن قطار النزول، الأمر الذي يفضي الكثير من الإثارة في نهاية موسم تضع 5 فرق فقط خارج حسابات قاعدة الهرم، ويتعلق الأمر بالبطل أولمبي أقبو، وكذا قطبي مدينة باتنة (المولودية والشباب)، إضافة إلى مولودية قسنطينة وشباب برج منايل، في حين أن أزيد من ثلثي تركيبة فوج الشرق مهددة باللعب الموسم المقبل في بطولة ما بين الجهات. مواجهات مباشرة بطابع «النهائيات» مفتاح بوابة النجاة ومن خلال رزنامة كل فريق يتضح وأن بعض الأندية قادرة على ضمان البقاء بكل أريحية، شريطة النجاح في تحقيق الأهم في المباريات التي تبدو في المتناول، كما هو الحال بالنسبة لاتحاد خميس الخشنة، الذي قد يكفيه فوز داخل القواعد للخروج نهائيا من دائرة الحسابات، وهذا بمراعاة مخلفات باقي المباريات، لكن إمكانية ارتفاع «العتبة» إلى حدود 38 نقطة، أو ما يزيد عن ذلك كفيل بتعقيد أوضاع فرق أخرى، انطلاقا من نادي التلاغمة، الذي تبدو مأمورية نجاته مرهون بكسب الرهان في ملعب خبازة، في «سيناريو» سيجبره على تمديد «السيسبانس» إلى غاية آخر جولة، إلا أن المعطيات قد تسير في اتجاه مغاير، في حال نجاح اتحاد عنابة في العودة بنقطتين على الأقل من تنقليه إلى الخروب وعين مليلة، لأن حسابات التساوي في الرصيد النقطي مع «الطلبة» لا تخدم مصلحة «التلاغمية»، بصرف النظر عن مدى قدرة «لاصام» و»لايسكا» على تدارك التعثر داخل القواعد. على هذا الأساس فإن ملاعب القاعدة الشرقية ستكون «الفيصل» في أمر التأشيرة الثالثة للنزول، خاصة ملاعب عين مليلة، الخروب وشلغوم العيد، لأن اتحاد عنابة سيخوض مباريات جد هامة خارج قواعده، ووضعيته الحالية تحتم عليه تفادي الهزيمة في عين مليلة والخروب، مع حصد الزاد كاملا في شابو، بينما يبقى أبناء «قريون» مطالبون بحصد نقاطهم داخل القواعد لترسيم النجاة، والحسابات ذاتها تنطبق على جمعية الخروب، التي ستواجه 4 منافسين كلهم مازالوا ضمن كوكبة المهددين بالسقوط، لكن مصير «الخروبية» يبقى بأيديهم، والاطمئنان على مكانة الفريق في الرابطة الثانية يمر على قطع طريق التفاوض أمام زوار ملعب عابد حمداني، وهو شرط يخص أيضا كل من اتحاد الحراش، أولمبي المقرن واتحاد ورقلة، في حين قد يضطر هلال شلغوم العيد للبحث عن نتيجة إيجابية بعيدا عن قواعده، وهذا في حال نجاح اتحاد عنابة في تفادي الهزيمة في واحدة من السفريتين، والسقوط المسبق لمولودية العلمة ووفاق سور الغزلان يمنح فرصا إضافية لفرق ورقلة، الحراش وشلغوم العيد من أجل السعي لحصد نقاط بعيدا عن الديار.