فرحات مهني يزور إسرائيل ويستقبل من طرف نائب رئيس الكنيست يقوم منذ أمس فرحات مهني رئيس ما يعرف "بالحركة من اجل استقلال منطقة القبائل" ورئيس ما يسمى "الحكومة المؤقتة لمنطقة القبائل" بزيارة إلى إسرائيل تدوم أربعة أيام، وقال مهني في تصريح نقل عنه أمس انه التقى في ذات اليوم نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي ( البرلمان) في القدسالمحتلة.وجاء في موقع "كل شيء عن الجزائر" عن الموضوع أن فرحات مهني الذي وصل إلى إسرائيل صرح من هناك للموقع أن زيارته هذه للدولة العبرية تدخل في إطار ما اسماه "النشاطات الدبلوماسية للحكومة المؤقتة لمنطقة القبائل" وذلك هو الهدف من الزيارة، مضيفا "عمل الحكومة المؤقتة التي يرأسها هو ربط علاقات مع كل دول العالم، وإسرائيل دولة عضو في الأممالمتحدة" غير آبه برد سكان منطقة القبائل عن الخطوة التي أقدم عليها، بل تحدث بلغة الواثق عندما قال بأن سكان المنطقة يساندونه في ذلك ويقفون وراءه. وبحسب معلومات أخرى فإن فرحات مهني وصل إلى إسرائيل رفقة احد أعوانه لم يكشف عن هويته ربما لأسباب خاصة به، أما عن الزيارة فإن هذه المعلومات تقول أن "جاك كابفر" المكلف بالعلاقات الخارجية في حزب الليكود- وهو حزب رئيس الوزراء الحالي بن يمين نتانياهو – هو من رتبها في سرية تامة. وبهذه الخطوة التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء ، كما يطرح توقيت الزيارة أيضا الكثير من التساؤلات حول المغزى الحقيقي والخفي منها كونها تتزامن والذكرى الرابعة والستين للنكبة، التاريخ الذي استولى فيه اليهود على ارض فلسطين وطردوا منها السكان الأصليين، وأقاموا عليها دولتهم بكل ما صاحب هذه العملية من مجازر وتقتيل وترهيب وترحيل للسكان واعتداء وسلب للممتلكات.وتأتي الزيارة أيضا بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة التي عرفتها البلاد، وفي وقت لا يزال فيه الوضع على الساحة العربية يتسم بهشاشة كبيرة وعدم استقرار قد يهدد مصير المنطقة برمتها، وعليه ومن كل هذه المنطلقات يحق التساؤل عن المغزى الحقيقي من زيارة فرحات مهني لإسرائيل؟ وهل ذهب ليبحث تقسيم الجزائر من هناك أو لإثارة القلاقل والمشاكل فيها؟ وهو الذي لم يخف يوما رغبته في الذهاب في هذا الاتجاه بالنظر لمساعيه الطويلة من اجل ما يسميه دائما استقلال منطقة القبائل عن الوطن، وماذا يعني استقلال منطقة القبائل عن الجزائر غير إثارة النعرات والتقسيم وفتح الأبواب للتدخل الأجنبي وغير ذلك مما لا تحمد عقباه.فرحات مهني الذي تجاوز هذه المرة كل خط احمر لم يخف منذ سنوات نشاطه المعادي للجزائر ووحدتها، فقد قام الرجل سنة 2010 بإعلان ما اسماه الحكومة المؤقتة لمنطقة القبائل" انافاد" من العاصمة الفرنسية باريس حيث يقيم منذ سنوات طويلة، حكومة ضمت العديد من الوزراء، وقام العام الماضي بزيارة للولايات المتحدةالأمريكية في محاولة لكسب ود السلطات الأمريكية ومختلف مؤسساتها دعما لنشاطه الانفصالي، وقد طلب في ذلك الوقت أن يستقبل في البنتاغون – وزارة الدفاع الأمريكية- وفي مقر وكالة الأمن القومي لكن طلبه هذا قوبل بالرفض.وقبل ذلك وفي العام 2009 قام أيضا بمساع حثيثة داخل منظمة الأممالمتحدة وبالضبط أمام "الهيئة الدائمة للشعوب الأصلية" طمعا في الحصول على دعم لمخططه، وتقول معلومات أخرى أن فرحات مهني يريد بالضبط ربط علاقات متينة مع الدولة العبرية من اجل تنفيذ مخططه لكن أيضا كونه ينحدر من إحدى القبائل الأربعة المسماة "آت أوغشلال" التي تدعي أن لها روابط مع اليهودية. ويبدو واضحا أن فرحات مهني يريد فعلا استغلال الظروف التي تمر بها المنطقة العربية على وجه عام، والجزائر للتقرب من القوى الكبرى طمعا في إعطاء دفع قوي لمخططه التدميري الذي عمل من اجله أيضا حتى مع المغرب، حيث يربط علاقات قوية مع أطراف عدة هناك، بل وتقول معلومات في هذا الشأن أن الرجل يتلقى دعما ماليا منها.والغريب أو ربما ليس من باب الصدفة أن تأتي زيارة فرحات مهني لإسرائيل بعد أيام قليلة فقط عن تلك التي قام بها الكاتب والروائي بوعلام صنصال هو الآخر إلى الدولة العبرية، حيث شارك الأسبوع الماضي في ملتقى للكتاب بالقدسالمحتلة، وهي الزيارة التي استنكرتها النخبة المثقفة في الجزائر وفي العالم العربي وأدانتها جهات سياسية فلسطينية أيضا، وهذا التتابع من شخصيات شاذة في التحول جهة الدولة العبرية يطرح أكثر من تساؤل حول الجهات الخفية التي تشجع مثل هذه الخطوات التي لا ندري هل هي محسوبة أم غير محسوبة؟ ولماذا في هذا الظرف بالذات وما الغرض منها؟ رغم أن الجميع يعرف أن الجزائر من الدول الراديكالية في رفضها التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني.