لماذا الانقسام عن الفردة•• وما هي الأسباب الحقيقية التي أدت إلى ذلك ؟ الانقسام كان نتيجة الخلافات المتكررة داخل الفرقة، بحيث لم نعد نتمكن من العمل والتواصل مع بعض، خاصة وأننا لم نعد نتفق في كثير من الأشياء وفي مقدمتها الطابع الغنائي، وكذا الإيقاع الموسيقي الذي نعتقد أنه حاد عن مبادئه الأولى بل وحتى في أفكارنا مع بعض، ولذا كان لابد من الانفصال الذي أتى كحل نهائي من شأنه أن يعيد فرقة الفردة إلى مسارها الصحيح• ولكنكم الآن "فرقة العامة" والفردة تتابع مسارها ورواجها بعيداً عنكم؟؟ صحيح نحن الآن فرقة "العامة" وهذا الاسم هو الاسم الأول لفرقة الفردة في البدايات الأولى قبل أن ننتقل إلى تسمية الفردة، وكأننا بهذا نقول إننا نريد العودة إلى أصلنا علماً أن الأعضاء الحاليون للعامة هم الأعضاء المؤسسون للفردة سنة 1992 وكذلك هم مؤسسي جمعية الفردة عام 1997 لذا الفرق في الاسم فقط• إذن ما دام الفرق في الاسم فقط.. لما هذا الانقسام؟؟ لا فرق في غياب عضويين عن الفرقة•• هذا ما كنت أقصده وهو حسب ما أعتقد فرق شكلي، أما عن الفرق الضمني بين العامة الآن والفردة فهو كبير جداً•• وهو بالأساس يتمحور حول رغبتنا العميقة في الحفاظ على أسلوبنا الذي بدأنا به ولا نريد التخلي عن أصالتنا وعن أسلوبنا في الغناء من أجل نزعة اسمها العالمية•• نحن تميزنا في البدء بسبب تلك الخصوصية النابعة من عمق مدينة القنادسة التابعة لولاية بشار ومن الجنوب الغربي عموماً•• لذا لا نعتقد أنه سيناسبنا التخلي عن ذلك والركض وراء إيقاعات لا نعرفها، كان غرضنا الأول هو نقل تراث المنطقة والحفاظ عليه وهذا هو طموحنا الحقيقي• يعني هذا أن فرقة العامة لا تطمح للعالمية••؟؟ نحن نطمح لإحياء التراث العيساوي وكذا التراث الزفالي، ونريد التعمق في ذلك من خلال القيام ببحوث موسيقية جادة تساعدنا على فهم تراثنا ومن ثمة نقله عبر الموسيقى والإيقاعات المختلفة•• لأن هذا الموروث الضخم يحتاج بالفعل إلى دراسة وفق أسس علمية• ماذا عن مشاريع فرقة العامة من دون المسار الهام للفردة والذي شكل له صدى عالمي؟؟ المشاريع مستمرة ولا يعني انقسامنا أننا سنبدأ من الصفر•• سبق وأن أخبرتك أن كامل الأعضاء معنا في العامة عدا عضوين فقط بقيا في الفردة•• نحن سنتابع مشاريعنا والجمهور يطلبنا ويعرفنا جيداً، ولعل العمل ضمن فريق موحد هو من أهم الأسباب التي جعلتنا نعاود ترتيب حساباتنا السابقة وتفضيل الانقسام•• نحن نحضر لألبوم وهو في مرحلة التسجيل، سيكون فيه تزاوج بين الطابع العيساوي والزفالي•• هذابالإضافة إلى الجولات والحفلات المكثفة التي نقوم بها بشكل دائم سواء داخل أو خارج الوطن• الذي يستمع للموسيقى التي تؤديها الفرقة يمكنه أن يلمس الحس الصوفي، وذلك عبر الكلمات التي لا تخرج عن الابتهال والمديح من جهة وكذا عبر التدرج الموسيقي الذي يبدأ بإيقاع هادي ثم يرتفع إلى حين الولوج في حالة غريبة من الانسجام مع الإيقاع من جهة أخرى؟؟ التراث الصوفي هو من أولويات الفرقة لاسيما الأغاني الروحانية الخاصة بمديح الرسول صلى الله عليه وسلم أو الابتهالات الموجهة لله عز وجل•• ومثال ذلك عدد من القصائد نحرص على الحفاظ عليها وتأديتها في مختلف المناسبات.. مثل القصيدة التي أداها الشيخ عبد القادر علوي وهي بعنوان "يا العالم ما في الصميم جود عليّ برضاك" التي كتبها سيدي مبارك بن عزي، وهو المتصوف وحفيد سيدي محمد بن بوزيان•• هذه القصيدة التي تقول الحكاية إن هذا الحفيد كان يتكلم كلاما جميلا وموزونا، فخاف عليه جده من العين والحسد ولذا منعه من نظم الشعر، ونتيجة ذلك الكبت تكونت لدى الحفيد أزمة نفسية نتج عنها عدم القدرة على الكلام•• وعليه ذهب مشايخ البلاد إلى سيدي محمد بن بوزيان وترجوه بالترخيص لسيدي مبارك قول الشعر فكان أول ما نطق به هو "يا العالمة في الصميم"• كذلك بالنسبة لقصيدة "يا كريم الكرامة" لصاحبها سيدي قدور العالمي التي تغنينا بها كثيرا وهي معروفة جدا في التراث المغاربي ككل، وهنا أقول لك إن هذا النوع من القصائد الدينية والصوفية كان لها بالغ التأثير على المجتمع، لذا لا يمكن التغني بها من دون موافقة الزاوية وهذه هي العادة التي كانت منتهجة آنذاك لأن الشاعر كان يخاف قبل نشر القصيدة فيبعثها إلى زاوية من الزوايا من أجل النظر في كلام القصيد ومن ثمة التغني بها•• أما عن الإيقاع الذي يبدأ ببطء ثم يتدرج ويتعالى إلى حين وصول القمة فيعني بلا شك الامتلاء بالإيقاع أو الوصول إلى درجة التشبع؛ حيث يمكنها فيما بعد تحديد السكينة التي يمنحها الإيقاع وهذا راجع إلى استعمال عدد من الآلات كالطار و الطعريجة والمهراز وغيرها من الآلات التقليدية• بالإضافة إلى هذه الآلات التقليدية تستعملون العود والكمان؟ نعم وهذا مراعاة للتطور•• بل وحتى للنوتة الموسيقية التي نحرص على توثيقها•• ولكن العود والكمان آلات مكرسة في الغناء الأندلسي والشعبي لذا لا نعتبرها آلات غريبة عنا•• بل هي مكمل للإيقاع• تحرصون أيضا على وجود الصوت النسائي في فرقة العامة تماما كما فرقة الفردة••؟ الصوت النسائي مهم في ترطيب القعدة ومنحها نكهة خاصة تكون أكثر قدرة على لمس مشاعر المستمع، ومعنا في الفرقة المطربة "هنية" التي تملك صوتا قويا ومميزاً•• نحن نحرص كثيرا على قوة الصوت لأن القصائد التي نؤديها صعبة وليست سهلة للأداء، لاسيما بالنسبة للصوت النسوي•• لذا الصوت النسوي الذي معنا في الفرقة والحمد الله يوافق هذه الشروط• قصيدة "يا كريم الكرماء" تكاد تكون بصمة خاصة بكم ولاتغيب عن أي برنامج موسيقي تقدمونه• فما سرّها؟؟ بالفعل•• قصيد "يا كريم الكرماء" من أهم القصائد التي تؤديها الفرقة وهذا نظراً لقيمتها التاريخية في منطقة الجنوب الغربي فهي لصاحبها سيدي قدور العالمي والتي يقول فيها: باسم الكريم، باسم المولى نفتح قولي يا سامعين يا لجواد اللي حاضرين صلوا على النبي كاملين ما لي قوة و لا لي جهد ولا حكم ولا لي تدبير بالقضاء ولا حيلة من أمرني بالصبر والتوكل هو يفجي هموم ذاتي الوحيلة مني الدعاء ومن عندك القبول والحاجة ما تكون فيها تعطيلة أنا والله ما بديت هذا التوسل حتى تيقنت من قدرتك الجليلة اعطيني يا ربي ما طلبت في هذي الليلة•