استطاعت فرقة الفردة البشارية التي انطلقت من القنادسة أن تثبت وجودها بقوة في الساحة الفنية الجزائرية، خصوصا أنها متفردة في اللون والطابع الموسيقي الذي يقدمه أعضاؤها بتجانس فني منقطع النظير، كونها تضم العديد من الفنون والثقافات التي تقاطعت فيما بينها لتشكل معالم طابعها الغنائي، الذي يعشقه الشباب والكهول على حد سواء''المساء'' التقت رئيس الفرقة حسين زايدي الذي أطلعنا على جديدها. -مساء: ماهو جديد الفرقة؟ * ين زايدي: لقد قمنا بتسجيل كوفري يضم 6 ألبومات من التراث الجزائري، بالاشتراك مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف، وقد اخترنا كالعادة أعمالا مختلفة ومميزة أيضا لعمالقة الفن الجزائريين، حيث اغترفنا من خزينة التراث الثرية جدا أجمل القصائد، ونحن نعمل حاليا على تقديم البعض منها خلال الحفلات، لأننا نعمل دوما على تقديم الجديد الممتاز، وحتى يتسنى للجمهور التعرف عليها أيضا. -هل تظنون أن فرقة الفردة بمفردها قادرة على الحفاظ على الموروث الفني؟ *كما تعرفون للفردة جمهورها ومحبوها في كامل ربوع الوطن، علاوة على إحيائها للكثير من حفلات الزفاف، ففي السابق كان عمر العرس البشاري 7 أيام ومن الضروري جدا أن تحيي الفردة اليوم السابع، فهو تقليد في بشار، لكن الملاحظ هو أن الجمهور قد أحب كثيرا هذا الطابع وهو مطلوب بقوة وأظن أن الفردة غير كافية بمفردها الآن. -ما معنى اسم الفردة الذي تطلقونه على الفرقة؟ *الفردة معناها اللمة أو العامة، أي التقصيرة، وهي مكان الاجتماع، وقد أطلقنا هذا الاسم أيضا على اللون الموسيقي والآلة الموسيقية التقليدية التي نستعملها، وهي عبارة عن طبل كبير يقرع على الأرض، وموسيقى الفردة أيضا مرتبطة بتاريخ منطقة القنادسة التي كانت زاوية في السابق، يقصدها طلبة العلم من كل المناطق، غير أن توافد الناس إليها بعد اكتشاف الفحم الحجري بها، حمل إليها العديد من الفنون والثقافات التي تقاطعت فيما بينها لتشكل معالم طابعها الغنائي، الذي يتجلى فيما نقدمه الآن. -غالبا ما يكون الجديد من الملحون التراثي، لماذا؟ *لأن تراثنا الجزائري ثري جدا، وبه الكثير من القصائد الرائعة التي لا يعرف منها الجمهور سوى القليل، وربما عددها لا يتجاوز الثلاث قصائد، في الوقت الذي يمكننا تسجيل 40 قصيدة كاملة تنال الرضا والقبول. -في نظركم، ماهو سر الإقبال الكبير للجمهور على حفلات الفردة التي تعتبر متفردة؟ *حقيقة نحن دائمو البحث عن الجديد، وغالبا ما نضع نصب أعيننا عنصر متعة المستمع، لهذا نحرص دوما على توفير عنصري الاستمتاع والمتعة حتى يشعر الناس بالملل، كما أننا أسسنا قاعدتنا ووثقنا لهذا الفن التراثي الشفهي. -بعيدا عن الفردة؟ *نا موظف بشركة وطنية مسؤول على تسير الموظفين، وحاصل على ليسانس في علم الاجتماع، ولا أخفيكم أن اختصاصي هذا قد ساعدني كثيرا في عملي الفني، فقد اختلفت رؤيتي للأشياء من خلاله.