رقصات دون توقف على أنغام قافلة "الإمزاد" حطت قافلة “إمزاد “الثقافية رحالها أمس الأول بقسنطينة، تحت فضول الجمهور المتهافت على المسرح الجهوي لمتابعة أولى عروض تشكيلتها الفنية المتعددة الطبوع و الألوان الموسيقية الأمازيغية، و بأمل الاستمتاع بأنغام الآلة الوترية التقليدية و كنز نساء التوارق”الإمزاد” التي حملت التظاهرة اسمها لكنها للأسف كادت تغيب كليا عن اللوحة النغمية طيلة الحفل ، حيث اقتصر ظهورها و العزف عليها على الوصلة الافتتاحية و التي لم تتجاوز البضع دقائق، في حفل استمر حوالي ساعتين. و قد استجاب الجمهور القسنطيني و بالأخص طلبة الجامعات لدعوات مديرية الثقافة للولاية و تجاوبوا كثيرا مع الأنغام المتنوّعة التي كانت في مجملها إيقاعية، استسلم الكثيرون لها و راحوا يرقصون لساعات متواصلة دون توقّف تحرّكت على وقع رقصاتهم و قفزهم بالإضافة إلى قوة الموسيقى الصاخبة، جنبات المسرح، الذي حذّر الكثير من الخبراء مرارا من تأثير ذلك على هذه التحفة المعمارية النادرة. و رغم المشاكل التقنية المسجلة كالعادة في الصوت، غير أن ذلك لم يمنع الجمهور من الاستمتاع باللوحات الفنية المقدّمة و التي اختزلت ثراء تراثنا الفني الأصيل بتنوّع الطبوع و الألوان من الترقي إلى القبائلي، فالشاوي...و الذي تنافس الفنانون من مختلف مناطق البلاد في إبراز خصوصيات تراث منطقته، حيث أبدع توارق الأهقار في رسم لوحة بألوان النغم و الرقصات المميّزة لنساء و رجال تمنراست و إيليزي الذين انضم إليهم توارق “الآير”من دولة النيجر لوضع بصمتهم على اللوحة الموسيقية التي ميّزتها أيضا الأنغام القبائلية الخفيفة بصوت الفنان مزيان إيزوارن و سحر النغمة الشاوية بقوة خامات صوت المدير الفني للقافلة الفنان حسان دادي، و بهارات فرقة آمنطاف من تمنراست، و لمسة محمد شفيلي من ولاية جنات و الفرقة الاستعراضية “تاكاسي” و فرقة “أتريناسوف”أو نجم الصحراء. و تأتي التظاهرة التي تحمل شعار “حب و سلام” في إطار برنامج جمعية “إنقاذ الإمزاد” الآلة البدائية التي تبقى مصدر فخر و اعتزاز سكان الجنوب و بشكل خاص النساء باعتبارهن سيدات الموقف فيما يخص العزف و الحفاظ على هذه الآلة الوترية العريقة التي يعود تاريخها لمئات السنين و التي تسعى الجمعية حسب رئيستها فريدة سلال إلى الحفاظ عليها من خطر الاندثار الذي يتهددها مع رحيل شيوخ التوارق و بالأخص النساء الترقيات، و ذلك بإعادة بعثها من جديد سواء من خلال تلقين العزف عليها بالمدرسة الخاصة “دار إمزاد”التي تم تأسيسها لهذا الغرض أو بمنحها مكانتها الحقيقية ضمن التشكيلات الوترية الأصيلة و بالتالي منحها فرصة البروز في التظاهرات الفنية المحلية و الدولية. كما تحدثت عن التأثير السحري لأنغام هذه الآلة على الحالة الصحية و النفسية للمتلقي و التي قالت أنها عاشت تجربة خاصة بعد تعرضها لحادث خطير بالصحراء، و هو ما حفزها على التفكير في تأسيس جمعية خاصة لحمايته و الحفاظ عليه كتراث مهم.