تتواصل بتمنراست فعاليات اللقاء الدّولي لمهرجان الإمزاد في طبعته الثّالثة وتشكّل مسابقات الشّعر والرّقصات الشّعبية التارقية من بين الفقرات الثقافية التي تحتضنها دار الثّقافة لعاصمة الأهقار ضمن فعاليات هذا الحدث الثقافي والفني الذي تعيش على وقعه مدينة تمنراست أجواء جدّ مميزة. وقد استقطبت هذه الفعاليات جمهورا واسعا من عشاق الكلمة والنغمات الشّعرية التّارقية “تيسيواي” والتي كانت مرفوقة بوصلات من تراث الإمزاد الأسطوري الذي أبدع فيه شباب تارقي لفرق من الجزائر والنيجر ومالي. وترك المجال مفتوحا لأنغام الإمزاد التي تعزفه الفنانات التارقيات وتمتزج فيه قراءة الأشعار العذبة التي تبوح به الحناجر المفعمة بالحياة والأمل حيث كان التنافس ” شديدا” بين مختلف الفرق الجزائرية والنيجيرية والمالية. وقد حاول كل فريق مشارك في هذه المسابقة إبراز الطابع الشّعري الخاص بكل منطقة وخصائصه الأدبية ومن حيث تناوله للموضوعات وما يميزه عن شعر باقي المناطق الأخرى. كما تجاوب الجمهور المحلي وضمن لوحات وألوان موسيقية متنوعة مع إيقاعات الفرق الموسيقية المدعوة من الدول المجاورة والتي شاركت في مسابقة رقصات “التاكوبا” التي هي عبارة عن رقصة بالسيوف تتم بين طرفين من الرجال التوارق الملثمين ويحاول كل طرف في فرض سيطرته على الآخر وإرغام الخصم على الإذعان. إضافة لهذه الفعاليات فقد تمت برمجة مسابقة اختيار أجمل جمل وممتطياته “آميس إيحوسين” وإقامة حفل موسيقي يحييه الفنان نبيل بالي نجل نجم الأغنية التارقية الراحل عثمان بالي من ولاية إيليزي. كما برمجت عدة مسابقات أخرى فيما تبقى من أيام هذا الموعد على مستوى دار الإمزاد لمدينة تمنراست التي دشنت بمناسبة تنظيم هذه التظاهرة الثقافية والفنية حول تراث الإمزاد والتي تجاورها واحة الإمزاد. وستنظم في هذا الصّدد مسابقة في غناء “إسيوات وتزنقرحيت” وهو نوع من الغناء التارقي تؤديه مجموعات صوتية نسوية مصحوبا برقصات الرجال، إضافة لمسابقة أجمل خيمة وفي الرّقصات والغناء بالبارود وفي سباق الجمال. هذا وعرفت فعاليات هذا اللقاء الدولي الثالث لمهرجان الإمزاد تنظيم مسابقة اختيار أجمل فتاة عازفة على آلة الإمزاد، إلى جانب تنظيم مسابقة أخرى في العزف على التازمارت وهي آلة موسيقية نفخية تقليدية، وأخرى في غناء الفرق الفولكلورية المحلية والوافدة من الدول المجاورة.