سهرة اليوم على الساعة (20:00سا) بواغادوغو مالي - الجزائر كتيبة حليلوزيتش أمام موعد كبير للتخلص من منافس خطير يواجه المنتخب الوطني سهرة اليوم نظيره المالي في قمة كروية كبيرة ومثيرة ستحدد نتيجتها النهائية بنسبة عالية معالم التنافس الحقيقي على تذكرة المرور إلى الدور الأخير على درب التأهل إلى مونديال البرازيل، وعلى اعتبار أن منعرج واغادوغو يعد الأكبر والأخطر في مشوار الطرفين، الباحث كل منهما عن انتصار يضفي مزيدا من الشرعية على الأهداف والطموحات، فالخضر دشنوا الرحلة بانتصار عريض رفع المعنويات وتثمينه اليوم بنتيجة إيجابية يخول لهم ضرب سربا من العصافير بحجر واحد؛ البقاء في سدة المجموعة وإبعاد منافس مباشر على التأشيرة خطوات إلى الوراء، وفي الجهة المقابلة رهنت نسور مالي نسبة كبيرة من حظوظها في كسب الرهان، وتدرك جيدا أن أي تعثر جديد سيصب رأسا في رصيد الخضر . الملعب المحايد ليس أفضلية مباراة تحمل كل توابل الإثارة والندية، ستدخلها كتيبة حليلوزيتش بمعنويات جد مرتفعة، بعد فوز جولة التدشين والاستفادة من التباري في ملعب 04 أوت بالعاصمة البوركينابية واغادوغو، بعيدا عن الأوضاع المتردية بالعاصمة المالية باماكو، وبالمرة تفادي ضغط مناصري النسور، لكن حذار من الإفراط في الثقة فالملعب المحايد لا يعني بالضرورة تحقيق نتيجة إيجابية، لأن الظروف والمحيط العام يبقى إفريقيا خالصا، والأفضلية الحقيقية تصنعها الإرادة والرغبة الجامحة في الانتصار، ما يجعل التحضير البسيكولوجي أبرز سلاح في معركة اليوم، كما أن رفقاء سيدو كايتا لا يملكون خيارا آخر غير الظفر بالزاد كاملا لإنعاش حظوظهم في السباق، سيما والوضع الأمني في مالي قد يكون حافزا لدولييها، مثلما كان الشأن مع نسور قرطاج أين توجوا باللقب القاري للمحليين في عز الأزمة التونسية. الخضر لأجل البقاء في الصدارة ومالي لأجل تدارك الخسارة والجميل في مواجهة سهرة اليوم أن التنافس سيكون ميدانيا لمعرفة المنتخبين بعضهما جيدا، وبحث كل منهما عن الفوز، ما من شأنه إلغاء عديد الفوارق وترجيح كفة الأكثر جاهزية ورغبة في قهر الآخر، وعليه فالصورة واضحة لمنتخبنا الذي يدرك جيدا أن تحقيق الفوز اليوم سيبقيه في الصدارة ومن ثمة وضع قدم في الدور الموالي، كما أنه سيأتي على حظوظ ومعنويات الماليين، الذين يرتقب أن يرموا بكل ثقلهم في الميدان، لاستدراك هزيمة كوتونو وتفادي الخروج مبكرا من رواق السباق، سيما وإنجاز النسور في «كان 2012» رفع أسهم التشكيلة المالية على الساحة القارية. وعليه فالصورة واضحة للناخبين، حيث يسعى حليلوزيتش لتكريس تفوق الخضر والإبقاء على ديناميكية الانتصارات التي باشروها منذ اعتلائه العارضة الفنية الوطنية، وهو الذي صرح في آخر ندوة صحفية بأنه سيلعب لأجل الفوز إدراكا منه بصعوبة المأمورية «سنذهب إلى واغادوغو برغبة أكيدة في الفوز، لكن التعادل يرضيني أيضا خاصة وأن المنافس قوي للغاية». والأجمل عشية هذه القمة أن «الكوتش وحيد» وفق لحد الآن في زرع ثقافة الانتصار لدى اللاعبين وخلصهم من عقدة اللعب خارج الديار، نتيجة ارتفاع معنوياتهم و اكتسابهم جرأة هجومية جسدتها رباعية رواندا وقبلها ثلاثية النيجر. وفي الجهة المقابلة يدخل الماليون اللقاء بظهر إلى الحائط ، حيث يلزمهم الفوز ولا شيء سواه للعودة إلى السباق، وهو ما أكده المدرب أمادو باتي ديالو الذي لم يكترث للغيابات في صفوف تشكيلته وصرح : « سنلعب لأجل الفوز لأننا لا نملك الحق في الخطأ، وسنعمل على تفادي الضغط الرهيب المفروض على الجهاز الفني واللاعبين». وليس الضغط وحده ما يؤرق النسور فهناك غيابات نوعية يتقدمها سامبا دياكيتي وعبدواللاي مايغا وعصمان كوليبالي وباكاري طراوري، ما من شأنه أن يفقد التشكيلة المالية توازنها، ويرجح كفة الخضر المطالبين بحسن تسيير النتيجة والوقت والتفاوض من موقع قوة، لتبقى النزعة الهجومية أفضل وسيلة لإرباك المنافس وإبعاد الضغط عن دفاعنا الذي يبقى الحلقة الأضعف والهاجس الأكبر في معركة واغادوغو.