كشف أمس الدكتور شايب رشيد الأستاذ بقسم الهندسة الميكانيكية بجامعة قسنطينة بأن ما بين 7 آلاف إلى 8 آلاف عامل يموتون سنويا بسبب حوادث العمل في الجزائر، في حين أجمع مختصون على أن الجزائريين ما زالوا يفتقرون لثقافة تأمين مواقع العمل. وأوضح ذات المتحدث بمناسبة فعاليات اليوم الوطني الثاني حول النظافة والأمن الصناعي الذي ترأسه ونظمته جامعة قسنطينة أمس، بأن الجزائر سجّلت-وفقا لإحصائيات وزارة العمل والضمان الاجتماعي- حوالي 50 ألف حادث عمل خلال سنة 2011، وبأن ما بين 7 إلى 8 آلاف من الضحايا يموتون سنويا في تلك الحوادث، وهي الحوادث التي تتسبّب حسبه في ضياع 14 ألف يوم سنويا، وهي حصيلة ثقيلة تؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني ككل، مشدّدا على عدم إغفال المشاكل الصغيرة بأي موقع عمل لأنها غالبا ما تتسبّب كما قال في كارثة، مثلما وقع بإحدى الإقامات الجامعية التابعة لجامعة تلمسان قبل فترة عندما قتل 11 شخصا بسبب تسرب بسيط للغاز. وأضاف المسؤول على هامش فعاليات هذا اليوم الذي شارك فيه مختصون من جامعتي مارسيليا وريمز الفرنسيتين وممثلين عن جامعات رومانية وايطالية، بأن أغلب هذه الحوادث تعود بالدرجة الأولى إلى غياب ثقافة تأمين مواقع العمل في الجزائر، حيث قال بأن هذه الثقافة ما تزال محدودة جدا ولا يتم العمل بها في أغلب الأحيان، مشيرا إلى وجود بعض الفرق المختصة نوعا ما، لكنها تبقى دون المستوى المطلوب حسب قوله . وخلال فعاليات هذا اليوم الوطني الذي يهدف إلى ترسيخ ثقافة تأمين مواقع العمل سواء كان داخل مصانع أو ورشات أو حتى مؤسسات ذات طابع خدماتي، أجمع المشاركون على ضرورة مراعاة عملية التأمين ونشر الثقافة فيما بين العمال، و قالوا بضرورة إخضاع كل العمال في أي مؤسسة منتجة مهما كان طابعها لتكوين خاص يساهم في التقليل من عدد الحوادث، مشددين على ضرورة تغيير العقليات بالدرجة الأولى من أجل ترسيخ مبدأ الوقاية والنظافة معا بمراكز العمل، كما أشار الدكتور الإيطالي الذي شارك في تنشيط فعاليات هذا اليوم على مراعاة عملية تأمين البنايات خلال المخططات الأولية، على أن تشمل العملية كل العمارات والبنايات داخل أي مجمّع عوضا عن حصرها في بناية أو اثنين كما يحدث أحيانا. وقد قام أعوان الحماية المدنية بالتعاون مع مسيري التيليفريك بقسنطينة بعملية مناورة بالبرج الإداري بهدف توضيح الرؤية لدى أبناء المدينة ممن يخافون من توقف التيليفريك، حيث بينوا طريقة إجلاء الركاب دون تسجيل ضحايا. إيمان زياري