''الفقيرات'' طابع غنائي شعبي مازال متجدرا و رائجا في أعراس بونة تتميز أفراح وأعراس بونة الجميلة بالموشحات الطويلة المستوحاة من التراث الشعبي والمدائح الدينية المرفوقة بإيقاعات البنديروالزغاريد حيث ينشط حفل العروس فرقة الفقيرات التي تؤدي طابعا غنائيا يميز أعراس بونة في الأعراس و الحفلات النسائية وحتى الختان. 'الفقيرات''هو جوق نسائي متأصل بتقاليد المدينة، يتكون عادة من أربع إلى خمس نساء، إحداهن الشيخة تغني والبقية يردّدن الأغاني ويضربن على البندير، وأهم ما يميز "قعدة" الفقيرات هو تعطير القاعة بالبخور والعنبر، وإحضار موقد "كانون" من الفحم لتسخين البندير. و لعل الشيء الذي يطبع السهرة الأولى من العرس العنابي هو توزيع الحلويات التقليدية، وعلى رأسها "المقروظ المعسل"، و"الرفيس" المرشق بالمكسرات، بتقديمه مع الشاي والقهوة المنكهة بماء الزهر، بالإضافة إلى أقداح من اللبن. حفلة العروس يطلق عليها بعنابة " التصديرة " الذي أصبحت تقام بقاعات الحفلات المنتشرة بكثرة وسط المدينة أهم ما يميز هذه المناسبة هو حضور فرقة " الفقيرات " بتقديم أغان خاصة، حيث تبدأ بمديح "الصلاة على النبي"، وتستمر الوصلات، الخاصة ب''التصديرة'' إلى غاية مراسم الحناء، حيث يتم بعدها وضع الحناء في يد العروس وتغطيتها بقطعة من القطن و تقدم أم العريس هدية ثمينة للعروس، وفي الغالب تكون عبارة عن إسورتين كبيرتي الحجم من الذهب الخالص، ثم يشرع في التهاليل والمديح الديني الذي يتغنى بجمال العروس .و يسود الصمت بالمكان ليفسح المجال لأداء مديح خاص بالمناسبة . وبعدها، تنطلق من جديد الأهازيج والأغاني مصحوبة بالزغاريد و''الرشقة''، و تتمثل في قيام أم العروس بتوزيع النقود على قريباتها اللواتي يرقصن ثم يسلمن تلك النقود إلى "الشيخة" تشجيعا لها وللفرقة على مواصلة الغناء. طابع لفقيرات كانت يقتصر غنائه بعنابة على مجموعة معينة من النساء المشهورات و نظرا لتقدم بعضهن في السن، أصبحت تؤديه العديد من الشابات ليطرأ تغير كبير بإدخال بعض الآلات الموسيقية الحديثة على هذا الموروث الأصيل، الذي كان له طقوسه وخصائصه المتجذرة في زوايا وباحات المدينة القديمة (لابلاص دارم). حتى الرجال أصبحوا يؤدون هذا اللون الغنائي ،ناهيك عن الكلمات التي أصبحت مزيجا من بعض القديم وكثير من الحديث. كما يميز اليوم الأول في حفل أهل العروس المزين بفرقة "الفقيرات" باستعراض العروس لألبسة تقليدية من جهازها من "ڤندروات"مطرزة بخيوط "الفتلة" و"المجبود" و "الشامسات"و غيرها ،مصحوبة باكسسوارات و حلي مختلفة . أما في اليوم الثاني، فيأتي أهل العريس وتقام وليمة العشاء، ثم تقدم "العطية"، وهي عبارة عن جهاز العروس مرفوق بطبق الحناء وبعض الأساور الذهبية. وعندها تتقدم أم العريس لوضع الحناء لكنتها لتتواصل الأفراح.