كشف نور الدين بوطرفة، الرئيس المدير العام لشركة سونلغاز، عن تصدير الطاقة الكهربائية لأوروبا بداية من نهاية السنة الجارية. وقال بوطرفة، أمس خلال نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الثالثة، إن الكمية التي تطرح في السوق ستبلغ سقف 400 ميغاوات، مضيفا أن ''تصدير الطاقة الكهربائية سيحل المشاكل التقنية للشبكة الوطنية وتسمح بتحسين الوضع المالي للشركة'' دون إعطاء تفاصيل وافية. وحسب نورالدين بوطرفة فإن هذه العملية لن تؤثر على الإنتاج أو الاستهلاك الداخلي، باعتبار أن سونلغاز تنتج حاليا 7300 ميغاوات، مع شروع مركز توليد الكهرباء حجرة النص (بولاية تيبازة)، إضافة إلى مركزي غليزان والأربعاء في الإنتاج في انتظار تشغيل مراكز المسيلة وباتنة بداية من شهر أوت الداخل. وقال إن سونلغاز تخطط لبناء مصنعين آخرين بطاقة 400 ميغاواط لكل منهما بحلول عام 2014. وأوعز المتحدث سبب انقطاعات الكهرباء بشكل متكرر خلال شهر جويلية خاصة إلى صعوبات واجهتها سونلغاز في توزيع، مؤكدا أن ''ليس هناك أي مشكلة في الإنتاج'' قبل أن يضيف: ''لضمان حسن التوزيع، يجب إنشاء مراكز تحويل إضافية'' ولكن قبل ذلك يقول بوطرفة: ''نحتاج إلى الأوعية العقارية للقيام بذلك بمساعدة السلطات المحلية لأننا بحاجة لتمرير الخطوط وإلا سيظل الحال على ما هو عليه وسوف تستمر الانقطاعات''. وذكر بوطرفة مثال بجاية وغرب العاصمة التي قد تواجه مشاكل إذا لم يتم تثبيت مراكز التحويل لضمان توزيع يومي للتيار الكهربائي. وأرجع الرئيس المدير العام لسونلغاز الانقطاعات المسجلة في الأيام الأخيرة في بعض أحياء العاصمة مثل عين نعجة إلى نتيجة أعطاب مست ''الكابلات'' الكهربائية الممدودة تحت الأرض.ذ واتهم بعض المقاولين بقطع هذه الأسلاك خلال أعمال صيانة الطرقات قائلا: ''يحفرون قرب مسالك الكابلات بعشوائية ويغطون بعد إنهاء أشغالهم الحفر غير مبالين بمصالح قطاعات أخرى مثل سونلغاز أو حتى إخطار المصالح المعنية''، مشيرا في الوقت نفسه إلى ''إنه بهذه الذهنيات ستكون هناك تعطلات إن عاجلا أو آجلا''. ولفت ضيف الإذاعة الرأي إلى كون ''عدد التعطلات على مستوى الكابلات تحت الأرض أكبر من عدد تعطلات الخطوط المحمولة على الأعمدة''. وهذه الوضعية حسب المسؤول الأول على قطاع الكهرباء والغاز ليست طبيعية. وقال إن الكشف عن الخلل لهذه الكابلات يحتاج على الأقل إلى ثلاث ساعات لإصلاحها. وأشار السيد بوطرفة، في سياق متصل، إلى تسجيل رقم قياسي في زيادة استهلاك الطاقة الكهربائية حيث تبلغ ذروة الحاجة وطنيا خلال فصل الصيف. زيادة قدرها المسؤول ب51% أي ضعف ما كانت تشير إليه توقعات شركته التي لم تتعد 8 % في أقصى الحالات والسبب عند السيد بوطرفة يرجع إلى استخدام أعداد كبيرة من مكيفات الهواء في المنازل. ولم يذكر ضيف القناة الثالثة استعمال الطاقة من الضغط العالي على مستوى محطات تحلية المياه، تزايد محطات البنزين، زيادة تموين الاستثمارات بالطاقة الكهربائية، ناهيك عن الإنارة العمومية التي تعمل أحيانا ليل نهار بالطرق السريعة والمدن الكبرى. كما لم يشر نورا لدين بوطرفة إلى ازدياد حاجة المستشفيات، الإفراط في استعمال الكهرباء داخل المؤسسات العمومية في انتظار انطلاق العمل بالسكك الحديدية المكهربة. وتلبية احتياجات كل هذا الكم من القطاعات يجب مواكبته بإستراتيجية متجددة تتماشى وحجم التنمية المستدامة التي تعرفها البلاد. وهل لنا أن نذكر أن التفكير في سياسة تصدير الطاقة الكهربائية للخارج يأتي كنتيجة منطقية للاكتفاء الذاتي بالمعنى التقني للمشروع. وعذر المتحدث بتسبب مقاولي الأشغال في عطب الأسلاك الأرضية غير مقنع، إن لم يكن غير مقبول لأنه حري بالمصالح العمومية أن تتحرك جملة إلى نقطة ما وفي الوقت نفسه للمراقبة ومتابعة الأشغال وتصليح الأعطاب حين تقتضي الضرورة وليس لوم الآخرين على أخطائهم، وهذا حفاظا على ديمومة الخدمة والمصلحة العامة. إلا أن السيد بوطرفة يصر على القول ''لن يكون هناك الظلام لأن نظامنا آمن''.