يجب تكييف المخطط الوطني للكهرباء وتغيير نمط استهلاك المواطنين أكد الرئيس المدير العام لسونلغاز، نور الدين بوطرفة، أن الانقطاعات في التيار الكهربائي المسجلة خلال هذه الصائفة ستستمر، حيث سيتم تسيير الطاقات الكهربائية المتوفرة ''تحت الضغط،'' نتيجة لتسجيل ارتفاع استثنائي في درجات حرارة، مشيرا إلى أن الجزائريين ''على موعد مع رفع الأسعار''. وأوضح المسؤول الأول أمس في فوروم ''ليبرتي'' للشركة القابضة سونلغاز أن المناطق الجنوبية الشرقية مثل بسكرة وبريكة والمسيلة، ستستمر في تسجيل انقطاعات كهربائية نتيجة اعتماد الشركة لصيغة التزويد بالتناوب، مرجعا ذلك إلى التأخر في إنجاز خطي نقل الكهرباء عالية الضغط، والرابطة بين مسيلة وبريكة وبين عين جاسر وبريكة نتيجة رفض المواطنين منح الشركة الترخيص الخاص بتمرير هذين الخطين بأراضيهم. ومن أجل تجنب الانقطاع المستمر خلال عدة أيام، أعلن الرئيس المدير العام أن شركته اعتمدت صيغة التزويد بالتناوب في هذه المناطق خاصة في الفترة الممتدة بين الواحدة والخامسة زوالا. بالنسبة للمناطق الأخرى بما فيها العاصمة، قال نور الدين بوطرفة بأن فروع سونلغاز ستعمل على تسيير الوضعية للتقليص من الانقطاعات المتسببة في انزعاج المواطنين. بالنسبة لهذه المناطق، أكد الرئيس المدير العام للشركة، أن المشكل لا يتعلق بوفرة الإنتاج وإنما بإعادة تأهيل شبكة التوزيع وتجديد مولدات الكهربائية التي أصبحت لا تستوعب الطاقات الحالية. وأشار ذات المسؤول إلى أن التأخر في إقامة مولدات كهربائية جديدة راجع إلى عدم حصول الشركة على التراخيص اللازمة، مشيرا إلى أنه رغم ذلك فإنها اضطرت إلى وضع مولدات كهربائية بطريقة غير شرعية في أحياء مثل بئر خادم. من جهة أخرى، صرح بوطرفة بأن صيف هذه السنة سجل درجات حرارة قصوى لم يتم تسجيلها خلال السنوات السابقة، حيث بلغ مستوى الطاقات الإنتاجية المستهلكة ليلة 4 أوت الفارطة على الساعة التاسعة ليلا، مستوى تاريخيا بمعدل استهلاك 057 ,10 ميغاوات، مقابل 9777 ميغاوات ليلة 2 أوت من السنة الماضية. وحسب الرئيس المدير العام لسونلغاز، فإن الشركة ستسير الطاقات الإنتاجية المتوفرة ''تحت الضغط،'' والمقدر ب11 ألف ميغاوات منها 1200 ميغاوات غير مستقرة تابعة لمحطات كهربائية قديمة كان غلقها مبرمج. وحسب نفس المسؤول، فإن فروع سونلغاز ليست المسؤول الوحيد عن تذبذب التزود بالكهرباء، داعيا الهيئات الأخرى إلى التدخل لتسهيل مهمتها. في نفس الإطار، دعا ذات المسؤول إلى ضرورة تكييف البرنامج الوطني للكهرباء وتغيير معطياته وفقا لنمط الاستهلاك الحالي للمواطنين، الذي أصبح يمثل بالنسبة للعائلات 60 بالمائة من الاستهلاك الوطني، في الوقت الذي لا يتعدى في دول أخرى معدل 30 بالمائة. بالنسبة لنفس المسؤول، فإن عدم التحكم في الطلب وتقديره، خاصة مع زيادة استعمال المكيفات الهوائية صيفا، والتي تمثل حوالي 15 بالمائة من الاستهلاك الإجمالي، حيث يتم إحصاء مليون مكيف جديد مستعمل كل سنة، نسبب في اختلال بين العرض والطلب. على صعيد آخر، صرح بوطرفة بأن المواطنين ''سيكونون على موعد مع رفع أسعار الكهرباء''، مشيرا إلى أن من المستحيل الاستمرار في هذه الوضعية، حيث يتطلب إنجاز الاستثمارات المبرمجة مساهمة المواطنين.