سكان الشرفة و العلمة يشلون الطريق أمام المصطافين و يطالبون برحيل المنتخبين عاشت الجهة الجنوبية من ولاية عنابة طيلة يوم أمس على وقع حرجة إحتجاجية عارمة قام المئات من سكان بلديتي الشرفة و العلمة، و هي الإحتجاجات التي ظلت متواصلة إلى غاية ساعة متأخرة من مساء أمس، على إعتبار أن المحتجين رفضوا لغة الحوار مع ممثلي المجالس البلدية، و حملوا المنتخبين كامل المسؤولية في الوضعية الراهنة التي يعيشها المواطنون. و قد وصلت الأمور حد المطالبة بحل المجلسين البلديين للشرفة و العلمة، فضلا عن الإصرار على غلق الطريق الوطني رقم 84 في وجه المصطافين ، الأمر الذي أدى إلى حدوث إنزلاقات تمثلت في الإعتداء على أصحاب السيارات، و تحطيم الواجهات الزجاجية للمركبات، قبل الدخول في مشادات مع وحدات الدرك الوطني. . هذا و قد عبر المئات من سكان بلدية الشرفة عن تذمرهم الكبير من الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، كونهم إستغلوا فرصة التذبذب المسجل على مستوى شبكة التزود بالكهرباء، ليقدموا على شل حركة المرور عبر الطريق الوطني رقم 84 في شطره الرابط بين بلديتي عين الباردة و برحال، و ذلك بإستعمال الحجارة و المتاريس، مع إضرام النيران في العجلات المطاطية، و قد بلغت الأمور حد تسجيل محاولات الإعتداء على أصحاب السيارات و المركبات، في ظل إصرار المحتجين على منع السيارات و الحافلات القادمة من ولايات قالمة، أم البواقي، تبسة و سوق أهراس على المرور عبر هذا المسلك الذي يعرف حركية كبيرة في فصل الصيف، كونه الطريق الذي يسلكه المصطافون الذين يقصدون شواطئ شطايبي، المرسى ، كاف فطيمة و قرباز، مما أدى إلى شل حركة تنقل المصطافين كلية عبر هذا المحور. و على مستوى نفس المحور تواصلت الإحتجاجات العارمة ببلدية العلمة، التي قام المئات من سكانها لليوم الثاني على التوالي بغلق الطريق، إحتجاجا على الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، مع طرح جملة من الإنشغالات اليومية ، و في مقدمتها ظاهرة البطالة و الإصرار على تخصيص حصة من عقود الإدماج المهني للشريحة الشبانية بهذه القرية و كذا وضعية التهيئة و المحيط الحضري، فضلا عن مشكل الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي و التي تزامنت مع فصل الحر، إضافة إلى التذبذب الكبير المسجل في عملية توزيع الماء الشروب.، و قد كانت هذه الإحتجاجات على مستوى مركز بلدية العلمة و كذا قرية الحصحاصية. هذه الحركة الإحتجاجية إستدعت تدخل وحدات مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني، و التي ظلت مرابطة بمختلف أماكن الإحتجاج، في الوقت الذي أخذت فيه الإحتجاجات أبعادا أخرى، عقب الإعتداء على بعض السيارات ممن حاولوا إختراق الحواجز التي نصبها المحتجون، فضلا عن كون الشبان أعربوا عن تذمرهم الكبير من تعطل عجلة التنمية على مستوى بلديتي الشرفة و العلمة، محملين أعضاء مجلس كل بلدية كامل المسؤولية في إنعدام التهيئة على مستوى التجمعات السكنية، ليكون مطلب الرحيل الجماعي للمنتخبين في صدارة الإنشغالات التي طرحها المحتجون، إضافة إلى مطالبة وحدات سونلغاز بالإسراع في إصلاح العطب الحاصل على مستوى المولد الرئيسي الذي يزود الجهة الجنوبية من ولاية عنابة بالتيار الكهربائي، كما أثار المحتجون قضية جفاف حنفيات بيوتهم في هذه الفترة من فصل الصيف ، و أن مشكلة الماء الشروب سيتم التحدث بشأنها مع مسؤولي مؤسسة " سياتا " لتوزيع و تطهير المياه بعنابة، فضلا عن كون ممثلي البلدية كانوا قد وعدوا السكان بالتكفل بعملية تزويد البيوت بالماء عن طريق الصهاريج . إلى ذلك فقد تسبب هذه الحركات الإحتجاجية في وقف حركة المرور عبر هذا الشطر من الطريق الوطني رقم 84، مما نتج عنه تعطيل تنقل المصطافين، في ظل إصرار المحتجين على منع السيارات و الحافلات القادمة من ولايات الطارف، قالمة، أم البواقي، تبسة و سوق أهراس على المرور عبر هذا المسلك ، و قد أجبر العديد من أصحاب السيارات و الحافلات على العودة إلى عين الباردة، و منهم من قرر الرجوع إلى المنزل، بينما أجبرت البقية على التنقل إلى عنابة، لأن الطريق بإتجاه المرسى و بن عزوز كان مشلولا عن آخره، رغم المساعي الحثيثة التي قامت بها وحدات التدخل السريع التابعة للدرك الوطني، لكن المحتجين ظلوا متمسكين بموقفهم، و واصلوا غلق الطريق إلى غاية ساعة جد متأخرة من مساء الأمس.