تشهد هذه الأيام معظم أحياء مدن ولاية بسكرة تدهورا بيئيا خطيرا ينذر بحدوث كارثة تهدد حياة السكان جراء الانتشار الواسع للأوساخ والنفايات المنزلية بشكل اثأر تذمر آلاف المواطنين المعرضين للإصابة بمختلف الأمراض مادامت الظروف المناخية ملائمة في ظل الارتفاع القياسي في درجات الحرارة ذات الظاهرة السلبية تستفحل أكثر مع نهاية كل أسبوع بشكل فوضوي وعبر جميع الأمكنة المخصصة للرمي أو غيرها ولم تسلم من ذلك حتى بيوت الله المحاصر بعضها بأكوام النفايات وكذا المؤسسات التربوية الأسواق وقاعات العلاج فضلا عن الروائح الكريهة المنبعثة منها على مئات الأمتار ويزداد الوضع سوءا عند تعمد البعض حرقها بنية التقليل من حجم انتشارها ما يؤدي إلى انتشار دخان كثيف ملوث يغطي سماء الأحياء القريبة الذي عادة ما يتسبب في حدوث حالات اختناق خاصة في أوساط مرضى الجهاز التنفسي. الانتشار الواسع للنفايات جعلها مصدر الإنتشار الحشرات السامة التي تهدد السكان خاصة المجاورين لها و مرتعا للكلاب الضالة عبر معظم المناطق خاصة بالجهة الشرقية للولاية أين أبدى السكان تذمرهم من غزو الكلاب للأحياء والشوارع في الفترة الليلية والصباح الباكر وفي ظل غياب الإنارة العمومية عبر عدد من الأحياء تضاعف خطرها أكثر، وإذا كانت السلطات المحلية عادة ما تتحجج بضعف امكانياتها المادية والبشرية للقضاء على الظاهرة مقابل التوسع المذهل في شبكة النسيج العمراني من خلال المشاريع السكنية والمرافق الخدماتية المنجزة ورغم استنجاد بعضها بالمقاولات الخاصة في إطار الاتفاقيات المبرمة للمساهمة في الحد من الظاهرة التي تحولت إلى كابوس يؤرق يوميات المواطن إلا أن ذلك لا يعفي المواطن من تحمله المسؤولية كاملة، مادام الكثير منهم يساهمون بشكل سلبي في تدهور المحيط من خلال تعمد الرمي العشوائي دون مراعاة لأدنى شروط النظافة في الوسط الحضري بعد أن لجأ بعضهم إلى سرقة وإتلاف الحاويات البلاستيكية ما ضاعف من حدة الأزمة ،رغم النداءات المتكررة لرؤساء الجمعيات وأئمة المساجد للحفاظ على نظافة المحيط حماية للسكان من جميع الأخطار الصحية المحدقة بهم.