أطفال المدينةالجديدة علي منجلي يقتحمون عالم التهيئة و تسريح البالوعات بعد أن نظم العشرات من سكان المدينةالجديدة علي منجلي ببلدية الخروب بقسنطينة في وقت سابق حملات تطوعية كثيرة لرفع القمامة و الردوم من وسط الأحياء بعد أن اعتزلت المصالح البلدية عن مهامها في هذا الشأن، انضم أطفال المدينة إلى الكبار و باتوا يتدخلون على مستوى نقاط كثيرة للتكفل بمشاكل مختلفة. فبعد مهمة تنظيف الأحياء و إزالة و حرق الأعشاب اليابسة، تحول هؤلاء الأطفال إلى مهمة أخرى تحتاج قوة أكبر تفوق قوة أجسادهم النحيلة، غير أن أطفال حي 400 مسكن تحدوا كل الظروف، و قرروا نهاية الأسبوع الماضي تنظيم عملية لتهيئة مجموعة من المطبات يسقط بداخلها يوميا عشرات الأطفال و تعلق بها عجلات المركبات عند دخولها إلى الموقف الذي يتوسط العمارات. دهشنا عندما شاهدنا مجموعة من الأطفال وسط إحدى التجمعات السكانية بحي 400 مسكن و هم يرصون حجارة وسط حفرة كبيرة، كانت في الأصل بالوعة أزيل عنها غطاؤها منذ سنوات حسب ما أكد السكان، مما أبقاها في ما يشبه حفرة تشكل خطرا على الجميع خاصة بالنسبة للأطفال الذين يلعبون في هذا المربع التي يتوسط العمارات، فضلنا الصمت و الاكتفاء بالتفرج عن بعد في مشهد يبعث الأمل من جديد في أطفال يراهن على أن يكونوا شباب المستقبل بامتياز. "زينو" و أطفال آخرون كانوا يرصون الحجارة بشكل منظم، قبل أن يحضروا غطاء بالوعة من حديد قالوا بأنهم وجدوه مرميا بالقرب من حيهم، و أحضروا كيس دقيق كان يحمل خليطا من الرمل و الإسمنت، الأطفال الذين يدرسون بالقسم الأول و الثاني من التعليم المتوسط و منهم من يدرس في الصف الابتدائي، تحالفوا لرفع الغطاء الحديدي الثقيل و وضعوه في مكانه و كأنهم مختصون تدخلوا للقيام بمهمة لم يتحرك حتى الكبار للقيام بها، ثم باشروا في وضع خليط الاسمنت و الرمل قبل أن يغطوا المكان بكيس و أحاطوه بالحجارة لتنبيه مستعملي المربع خاصة أصحاب المركبات بأن ثمة أشغال يلزمون بتفاديها إلى أن يجف الاسمنت. روح المبادرة و حب العمل التطوعي الذي لمسناه لدى هؤلاء الأطفال، أثار فضولنا و دفعنا لالتقاط مجموعة من الصور لنقل الحقيقة، غير أنهم تفطنوا لنا و رفضوا تصويرهم بهروبهم و الاختباء خلف العمارات، قبل أن نلتقط صورة خفية، اقتربنا منهم و قلنا بأن عليهم أن لا يهربوا، بل على العكس، عليهم أن يفتخروا و كل المجتمع يفتخر بهم للقيام بعمل خيري يمنع تسجيل حالات كثيرة من السقوط خاصة و أن هذه النقطة تعتبر نقطة تجمع رئيسية لديهم من أجل اللعب و كذا لركن سيارات أوليائهم. مشهد آخر وقفنا عليه منذ يومين قرب جامعة المدينة علي منجلي، شاهدنا عن بعد ثلاثة أطفال وسط بركة ماء، اقتربنا قليلا فتفطنا إلى أنها أشغال تتعلق بتسريح بالوعة انسدت بسبب الأوحال أو لعدم تنظيفها تحسبا لتساقط الأمطار، كانوا يقومون بتحريك غصن شجرة لتسهيل مرور المياه و إزالة البركة التي تعيق تنقلات المواطنين في تلك الجهة. هكذا إذا يواجه سكان علي منجلي غياب المصالح البلدية التي شطبت من قائمة مهامها الكثير من النقاط، فبالإضافة إلى القمامة و النفايات التي تنتشر منذ شهر رمضان بشكل رهيب دون تدخل مصالح البلدية، يسجل انتشار واسع للبالوعات غير المغطاة التي اجتهد بعض المواطنين بوضع أغصان أشجار لإعلام المارة بأنها حفرة، في حين فضل "زينو" و رفاقه إنهاء الإشكال من الأساس، و قرروا ملامسة مواد لا تزال أيديهم ناعمة غير مستعدة لملامستها. إيمان زياري