أول أمس ومع هطول المطر انتشر عمال البلديات في بلديات العاصمة يحملون هروات ، وأدوات الحفر وكل أشكال قضبان الحديد، ليس للمشاركة في مسيرة ، و لكنه إعلان حرب ليس على جيش أجنبي طبعا، ولكن على البالوعات التي سدت عن آخرها، وكنا تكلمنا في هذا الركن عن نوم رؤساء البلديات في العسل طيلة الصيف، وعدم اهتمامهم بتنظيف ومحاولة تسريح البالوعات لتحضيرها لموسم الأمطار، إلا حين يأتي الفصل الماطر وتصبح مختلف أشكال الأوساخ مثل الإسمنت تغلق البالوعات بإحكام لتصبح طرقاتنا بعدها فيضانات، وشوارعنا بحار صغيرة، يقتضي الأمر استعمال قوارب مطاطية لذهاب الأطفال إلى مدارسهم، واستعمال " ليبوط كاويتشو" سواء للسيدات أو للرجال للانتقال من شارع إلى شارع، وصراحة يبدو الأمر غريبا ومحيرا فعلا حين يعجز رؤساء بلديات عن تسيير ملف البالوعات، فماذا نقول عن ملفات الشغل والسكن وغيرها من الملفات التي تتطلب ذكاء وفطنة و تجربة وممارسة ميدانية، وأشد ما نخشاه أن يأتي يوم تجد وزارة الداخلية والجماعات المحلية نفسها أمام واقع غريب عجيب، وأمام واقع يجعلها تطلق ملتقيات حول تطهير البالوعات في البلديات كي يستفيد الأميار من خبراء أجانب وطريقة تسيرهم لملفات البالوعات، وصراحة لست ادري إن كان رؤساء بلدياتنا يفقدون ذاكرتهم في الصيف وينسون أن ثمة فصل اسمه الشتاء سيأتي بعد الخريف وعليهم أن يتصرفوا ويجدوا حلا من أجل تسريح المجاري في آخر الصيف، والحكاية ليست كيمياء أو فيزياء نووية تعجز الأميار ونوابهم عن حلها، مجرد عمل بسيط مع حملة تطوعية يقودها المير خلال أسبوع وإذا بالمجاري كلها قد أصلحت، لكن أين هو المير الذي له قلب يعقل به وقلب يفكر به، فأكثرهم في رأسه بالوعة مجسدة في الواقع، وربما وجب القضاء على البالوعة وتسريح مجاريها في الرؤوس قبل أن تسرح في الواقع حينها فقط ربما يمكن للناس ان يسيروا تحت المطر دون خطر .