كشف الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش أنه سيوجه الدعوة للمدافع المحوري سفيان فغولي المحترف بنادي فالنسيا الإسباني، و أكد خلال الندوة الصحفية التي عقدها صبيحة أمس الثلاثاء بمركز الصحافة التابع للمركب الأولمبي محمد بوضياف بأنه تحدث مع اللاعب شخصيا و لمس لديه رغبة كبيرة في حمل ألوان المنتخب الجزائري، لكن الأمور الرسمية تبقى معلقة إلى حين تسوية الوضعية الإدارية للاعب، و لو أن « الكوتش فاهيد « أشار إلى أن فغولي يعد واحدا من بين العناصر مزدوجة الجنسية المرشحة لتدعيم المنتخب الوطني قبل الشروع في التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل، حيث يراهن على خمسة لاعبين جدد ممن سبق لهم اللعب في منتخبات الشبان في فرنسا للعب لصالح المنتخب الجزائري بداية من السنة القادمة، من دون أن يبادر إلى كشف الأسماء، و اكتفى بالتأكيد على أنه لا يوجه الدعوة للعناصر المزدوجة الجنسية إلا لمن يبدي تحمسه الكبير لتقمص الألوان الجزائرية. من جهة أخرى إعتبر حليلوزيتش قضية عدم إستدعاء اللاعب كريم زياني للمشاركة مع « الخضر « في المباراة المقررة هذا الأحد ضد جمهورية إفريقيا الوسطى مجرد زوبعة في فنجان أثارتها الصحف الوطنية، لأنني و كما قال « المسؤول الأول و الوحيد عن الخيارات التكتيكية، و عند شروعي في وضع آخر الروتوشات على القائمة المعنية بهذه المواجهة كان زياني ضمن التعداد المتشكل من 40 لاعبا، لكنه تعرض حينها لإصابة نتجت عن تمزق عضلي أبعده عن أجواء التدريبات لمدة 5 أيام، مما جعلني أقرر شطبه من القائمة، إلا أن اللاعب تماثل إلى الشفاء بسرعة، و شارك بعد ذلك بأربعة أيام مع نادي الجيش في مقابلة رسمية تندرج في إطار الدوري القطري، غير أن ذلك لا يسمح لي بإستدعائه من جديد للمشاركة في هذا التربص، كوني لم أدرج إسمه حتى ضمن القائمة الإحتياطية«. غياب زياني لن يشل التشكيلة و بودبوز لم يستعد لأسباب إنضباطية و أوضح التقني الفرانكوبوسني في معرض حديثه عن هذه القضية بأن وسائل الإعلام الوطنية ضخمت الأمور، لأن زياني يعتبر على حد قوله عنصرا من مجموعة اللاعبين التي تشكل تعداد المنتخب، و غيابه عن لقاء هذا الأحد لن يشل التشكيلة، رغم إعترافه بأن زياني قدم الكثير للمنتخب بعدما قضى نحو تسع سنوات، لكنه مع ذلك أكد بأن الطاقم الفني الوطني يسعى لتطبيق سياسة العمل التي كان قد سطرها منذ شهر جويلية المنصرم، و ذلك بتجريب كل اللاعبين إلى غاية شهر ديسمبر القادم، من أجل ضبط قائمة تتشكل من 30 عنصرا، ستخوض غمار التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل، و هي المحطة الأبرز و الأهم للمنتخب الجزائري على المديين القصير و المتوسط، الأمر الذي دفع بحليلوزيتش إلى فتح قوس كشف فيه عن علمه بتذمر زياني من القرار المتخذ في حقه، غير أن السياسة المعتمدة لا تعترف بالنجوم في المنتخب مهما كانت قيمة اللاعب، و أن المكان في التعداد الرسمي سيكون من نصيب الأكثر جاهزية و إستعدادا لتقديم إضافة للتشكيلة، لأن المصلحة العامة يجب أن توضع في المقام الأول، و كل عنصر مجبر على التضحية للمساهمة في تحقيق الهدف المسطر، و هو نفس الطرح الذي ذهب إليه المدرب الوطني عند رده المقتضب على سؤال يتعلق بعدم توجيه الدعوة للاعب رياض بودبوز، حيث جدد التأكيد على أن قضية لاعب نادي سوشو إنضباطية بحتة، و حرمانه من المشاركة في لقاءين رسميين إلى حد الآن يمكن أن يكون عبرة لبقية اللاعبين، بحثا عن الإنضباط و الجدية في العمل وسط المجموعة، و لو أنه أشار إلى أن الأبواب ليست مغلقة في وجه كل من بودبوز و زياني ، و عودتهما إلى « الخضر « ستتم بمجرد كشف كل عنصر عن جاهزيته لتقديم الإضافة المطلوبة. مستوى المحليين ضعيف و لا يعقل ان يتعب لاعب بعد 60 دقيقة من المقابلة وفي سياق حديثه عن القائمة التي إستدعاها لمواجهة منتخب إفريقيا الوسطى هذا الأحد أكد حليلوزيتش بأنه راهن على اللاعبين الأكثر استعدادا و جاهزية من جميع الجوانب، بدليل أنه إستغنى عن خدمات عناصر لم تكن جاهزة من الناحية البدنية، على غرار كل من مراد مغني، رفيق حليش و العمري الشاذلي، بينما تم إبعاد المهاجم كريم بن يمينة لعدم إقتناع الطاقم الفني بالمردود الذي قدمه في المباراة التي لعبها كأساسي ضد تانزانيا. إلى ذلك عمد حليلوزيتش إلى الدفاع عن خياراته بخصوص بعض العناصر، و في مقدمتهم الحارس مايكل فابر، حيث قال الناخب الوطني في هذا الصدد : « كنت خلال تربص ماركوسيس المقام في شهر أوت الماضي قد وعدت فابر بالاستدعاء للمنتخب إذا ما تمكن من الظفر بمكانة أساسية مع نادي لانس الفرنسي، لأنني لا أعطي الفرصة سوى للاعبين الأساسيين في نواديهم، و فابر أصبح الحارس الأساسي لفريقه، مما أجبرني على الوفاء بالوعد الذي كنت قد قطعته على نفسي، و هذه الدعوة لم تكن على حساب الحارس عزالدين دوخة الذي قررت إعفاءه من المشاركة في هذا التربص، لكنه يبقى ضمن التعداد، و فضلت أن أمنح الفرصة للحارس فابر للإحتكاك بالمجموعة، في أول مشاركة له مع المنتخب في مقابلة رسمية. و عرج الناخب الوطني للحديث عن اللاعب عبد المؤمن جابو و عودته إلى المنتخب، حيث أوضح بأن الطاقم الفني يشيد بالمهارات الفنية التي يمتلكها هذا اللاعب، لكنه يبقى مطالبا بفرض نفسه كصانع ألعاب، و هو أمر يضيف حليلوزيتش لن يكون إلا بتغيير طريقة تفكير اللاعب، و الذهنية التي يلعب بها عند تواجده فوق أرضية الميدان، لأن اللعب الفردي لا يمكن أن يصنع نجاح المنتخب. من هذا المنطلق أشار حليلوزيتش إلى أن مستوى البطولة الجزائرية متواضع جدا، و أنه إضطر إلى إعادة النظر في حساباته، و عدم المراهنة على العناصر المحلية لتدعيم المنتخب، حيث إستطرد قائلا : « لقد قمت بمعاينة بعض مباريات مولودية الجزائر و شبيبة القبائل في المنافسات القارية، كما تتبعت العديد من لقاءات البطولة، إلا أنني لم أقتنع إطلاقا بالمستوى الفني، لأن هناك عناصر موهوبة تمتلك مهارات فنية فردية عالية، غير أنها تحتاج إلى عمل كبير، فمن غير المعقول أن يعاني لاعب محترف من الإرهاق و التعب بعد مرور نحو 60 دقيقة من عمر المباراة، رغم أن مرحلة التحضير للموسم كانت طويلة ، و لاعبين من هذا المستوى لا مكان لهم في المنتخب، لأننا نبحث عن عناصر جاهزة بدنيا و تقنيا «. أبحث عن تشكيلة تلعب بروح انتصارية و إنطلاقا من هذه المعطيات عرج المدرب الوطني على الحديث عن طريقة لعب «الخضر والعمل الذي سيقوم به ، إذ قال في هذا الشأن : « إنني أريد أن أترك بصمتي في طريقة اللعب، لكن البداية ستكون بتغيير ذهنيات وعقليات اللاعبين، و ذلك بالسعي لزرع روح جديدة في المجموعة، تغذيها الرغبة الكبيرة في تحقيق الفوز والانتصار، لأنني مدرب محترف، و أفضل دوما الفوز حتى في اللقاءات الودية، و قد حاولت الإنطلاق بهذا الريتم من العاصمة التانزانية دار السلام، إلا ان ضعف اللاعب الجزائري من الناحية البسيكولوجية، و إفتقاره للثقة في النفس و الإمكانيات حال دون ذلك « . قمنا بنحو 400 تمريرة في لقاء تنزانيا و « البارصا « نموذجنا في اللعب الهجومي هذا و قد عاد « الكوتش فاهيد « لتقييم المستوى الذي ظهرت به التشكيلة الوطنية في المباراة الأخيرة ضد تنزانيا، حيث أشار إلى أن بحثه عن الفوز جعلته يغامر بإنتهاج طريقة لعب إعتمد من خلالها على ثلاثة لاعبين في خط الهجوم منذ البداية،مع مطالبته بلحاج بالإندفاع نحو الأمام لإرهاق قائد المنتخب التنزاني، قبل إقحام بوعزة للعودة في المقابلة، و هي الخطة التي كادت أن تكلف « الخضر « الهزيمة، و لو أن الناخب الوطني أكد بأن الكرة الجزائرية أصبحت متواجدة في المستوى الثاني على الصعيد القاري، بعد المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا، ولا يجب مواصلة التراجع نحو أدنى المستويات. وتطرق الناخب الوطني إلى الجانب التكتيكي خلال مباراة تنزانيا، رغم ان النتيجة كلفت الكرة الجزائرية الإقصاء من السباق المؤدي إلى العرس الكروي القاري القادم، حيث أجرى مقارنة بين أرقام المنتخب الوطني ونادي برشلونة، فأشار إلى أن لاعبي « البارصا « يقومون بحوالي 700 تمريرة في كل لقاء، بينما يجري نادي لوريون الفرنسي نحو 600 تمريرة في المباراة الواحدة، وهو تأكيد على النزعة الهجومية لكل فريق، أما لاعبو المنتخب الوطني فقد استطاعوا حسب حليلوزيتش الوصول إلى إجراء 400 تمريرة في مقابلة دار السلام، وهو أحسن معدل في اللقاءات التي أجراها « الخضر « طيلة الأشهر الماضية، مما جعله يخلص إلى التأكيد على أن تلك المواجهة كانت أحسن لقاء لعبه المنتخب من حيث اللعب الجماعي و التمريرات في منطقة المنافس. على صعيد آخر أوضح حليلوزيتش بأن رهن المنتخب الجزائري كامل حظوظه في التأهل إلى « كان 2012 « لا يعني بأن المباراة القادمة أمام إفريقيا الوسطى ستكون شكلية للخضر، بل أنها تعتبر حسب تصريحه « واحدة من أحد المحطات في بداية مشواره مع المنتخب، كونه يطمح لجعلها نقطة النهاية لسلسلة النتائج السلبية المسجلة منذ أزيد من سنة، فضلا عن كونها ستسمح له بمعاينة اللاعبين تحسبا للمرحلة الحاسمة المتمثلة في تصفيات مونديال البرازيل، و الفوز بلقاء هذا الأحد سيمكن اللاعبين من التخلص من الضغط النفسي الذي يعيشون تحت تأثيره منذ المونديال الأخير ، خاصة و أن المباراة ستلعب في الجزائر، و في ملعب يجد فيه المنتخب دوما صعوبات كبيرة في تحقيق الإنتصارات «. و ختم التقني الفرانكوبوسني حديثه لممثلي وسائل الإعلام الوطنية بالتأكيد على إهتمامه بكل المنتخبات الوطنية على إختلاف أصنافها، إذ قال في هذا الإطار: «لقد إتفقت مع راوراوة على وضع خبرتي و تجربتي في خدمة كرة القدم الجزائرية، و بحكم المنصب الذي أشغله فإنني مجبر على التعامل مع مجمل اللاعبين الجزائريين ونحن نعمل حاليا على تشكيل الطاقم الفني للمنتخب المحلي، و الذي سيكون على رأسه أحد النجوم السابقين في المنتخب الوطني ، كما أنني أنسق عملي مع مدرب المنتخب الأولمبي ، لأن منتخبات الشبان تبقى الخزان الرئيسي لتشكيلة الأكابر باللاعبين « .