أثبتت نفسي كممثلة في الدراما في « دموع القلب» و سأخوض قريبا تجربة الإخراج قالت الممثلة حجلة التي اشتهرت من خلال سلسلة « الفهامة »، أنها سعيدة جدا بنجاح مشاركتها في مسلسل « دموع القلب » الذي سمح لها في رمضان الماضي، بالظهور لأول مرة في شخصية درامية مختلفة تماما عما عرفت به من قالب فكاهي ساخر و التي أثرت بشكل إيجابي في الناس و استطاعت أن تنتزع إعجابهم و تشجيعهم، و أشارت في حوارها مع النصر أنها في صدد خوض أول تجربة لها في الإخراج المسرحي رفقة زميلتها في «الفهامة » سالي و التي تستعد معها لإنتاج عمل مسرحي يضم مجموعة من ممثلي «الفهامة» المعروفين. - تميزت هذه السنة بطلة جديدة و مغايرة تماما على شاشة التلفزيون في مسلسل « دموع القلب» عبر شخصية درامية جادة لم يعتد عليها جمهورك، حدثينا عن هذا التغيير؟ - أول دور اقترح علي في هذا المسلسل كان شخصية « رميسة »، غير أن المخرج غير رأيه في آخر لحظة و أخبرني أنه يجد أن الممثلة إيمان نوّال هي الأنسب له، و عرض علي دور « فلة » الأم الفقيرة و البائسة فترددت كثيرا لقبوله في بداية الأمر، لأن الشخصية التي يفترض أنها على مشارف الأربعين تكبرني كثيرا في العمر و لكنني عندما عدت للبيت و أعدت التفكير في الأمر اقتنعت به و قررت رفع التحدي في هذه الشخصية التي لا تشبهني و أخبرت المخرج أني مستعدة للقيام به و حينها لاحظت أن التردد انتقل إليه و بدى متخوفا من قدرتي على النجاح فيه لأنني معتادة أكثر على الأدوار الفكاهية. و رغم أن « فلة » كان مغامرة و تحديا كبيرا بالنسبة لي إلا أن الجمهور فاجأني بردة فعل مشجعة جدا، و المخرج أيضا أبدى لاحقا ارتياحه و أعجب بأدائي في مسلسل « دموع القلب » الذي كان فرصة كبيرة لي لأن الدور رغم صغره إلا أنه فعّال و مهم في القصة من حيث مضمونه العاطفي و الاجتماعي و لذلك أثر كثيرا في الناس، لدرجة أن بعض الأشخاص الذي كانوا حاضرين أثناء تصويري لمشهد التسول تصدقوا علي بالمال فعلا لأنهم لم يروا الكاميرا. - ما عدا « الفهامة « لم نرك في الكثير من الأعمال التلفزيوينة أو الدرامية ما السر في ذلك؟ هل كان هذا خيارك أو لأنك لم تتلقي عروضا مناسبة؟ - منذ تخرجي من المعهد العالي للفنون الدرامية و أنا أحاو ل أن أنتقي أدواري بعناية كبيرة لأنني كنت دوما متخوفة من الشخصيات التي لا تتناسب معي خاصة في بداياتي، و لذلك فالأعمال التي شاركت فيها قليلة نوعا ما و أهمها فيلم « ما وراء المرأة »، مسلسل « مفترق الطرق» و« عائشات »، كما عدت هذا العام للكوميديا من نوع آخر في سيت كوم « حانوت عاشور» التي قدمت شيئا فيها مختلفا تماما عن «الفهامة»، و كانت بالفعل تجربة ممتعة لأن الطاقم الفني لهذا العمل كان حقا في المستوى، و لهذا السبب أعتبر نفسي محظوظة في رمضان هذا العام لأنني أثبتت أنني قادرة على التحول من الكوميديا إلى الدراما و العكس. - أغلب الممثلين الذين برزوا في سلسلة « الفهامة» لم يستطيعوا التخلص من ثوبها و لم نراهم في أعمال فنية أخرى، كيف استطعت كسر صورة الكوميديا الساخرة التي عرفك بها الجمهور و تجريب أمور أخرى أكسبتك شعبية أكبر؟ - أعتقد أن زملائي الممثلين الذي شاركوا في «الفهامة» لم يجدوا بعد فرصتهم للبروز في أعمال مغايرة كما حدث معي ، و أتصور أن المسألة متعلقة بالوقت و العروض الفنية التي قد تطرح عليهم مستقبلا، و أنا جد متأكدة أنهم كما استطاعوا أن يحققوا نجوميتهم في «الفهامة» يستطيعون تحقيق المزيد من التألق في أشياء أخرى تختلف كليا عما قدموه من قبل، أما بالنسبة لي فأنا فنانة جد طموحة و أحاول دوما أن أطور نفسي في كل مجالات التمثيل و هذا ما يدفعني دوما لتجريب كل الأنواع الأخرى. - الكوميديا الساخرة التي تقدم في « الفهامة « تتميز بجانب استعراضي كبير للشخصيات التي تبدو في الكثير من الأحيان مبالغ فيها، كيف كان يتم تحديد هذه الشخصيات من حيث المظهر و المضمون؟ - يتردد هذا السؤال علينا كثيرا و في الحقيقة الإجابة عليه صعبة، فالشخصية الفنية تبنى من قبل الجميع، الممثل و المخرج و المنتج و لا ننسى أن هناك من يكتب أيضا «للفهامة»، فنحن لا نقوم فيها بالارتجال وحدنا كما يعتقد الكثيرون، و لكن في هذا النوع من الحصص الترفيهية تعتبر المبالغة شيئا ضروريا لأنها كوميديا إستعراضية تعتمد على لفت الانتباه بكل الوسائل ليرى الجمهور الجزائري نفسه و مشاكله من خلال الضحك، بطريقة تحاكي واقعه و توصل انشغالاته للمسؤولين ليعرفوا أن هناك العديد من المشاكل التي يجب حلها. شخصيا أعتبر «الفهامة» محامي الجمهور أمام السلطات و الناس عموما، و توقيف بثها يعتبر خسارة لمختلف القنوات الجزائرية و للجمهور في بداية طلتها، خاصة أنها أول حصة فكاهية جزائرية جمعت كل اللهجات و تكلمت بصراحة عن كل المشاكل التي يعيشها الوطن. - ماهي مشاريعك الجديدة و طموحاتك في الفن؟ - حاليا ليس لدي مشاريع جديدة ماعدا الحصة الدينية « ناس و ناس» التي أشارك فيها كممثلة، إلا أنني بصدد إنهاء المرحلة الأخيرة من كتابة نص مسرحية اقتبستها أنا و صديقي سالي، و سنقوم بإنتاجها مع مجموعة من ممثلي « الفهامة» قريبا، و التي تتحدث عن العودة إلى الجزائر سنتين فقط قبل الاستقلال بصورة عميقة و مؤثرة، و ستكون هذه أول تجربة لي في الإخراج الذي أطمح يوما في التخصص فيه.