أطرت الفنانة سالي باعولي على حصة ''الفهامة'' الكوميدية، مؤكدة أن الفضل يعود إليها في صقل تجربتها في التمثيل، مصرّة على أنه يمكنها أن تتقمّص أدوارا أخرى غير الكوميديا، لكنها تؤكد أيضا على أنه ليس من السهل ولا الهين أن تُضحك الناس وتُدخل البهجة على نفوسهم. إرتبط اسم سالي باعولي بحصة ''الفهامة'' الكوميدية، إلى درجة أنك لقبت ب ''سالي الفهامة''، ألا يزعجك اللقب؟ بدأت تجربتي في التمثيل بعد التحاقي بمعهد الفنون الدرامية ببرج الكيفان، فالدراسة الأكاديمية هناك فتحت لي شهية تعلم كل شيء له علاقة بالفن والتمثيل بأنواعه، والشيء الذي شجعني أكثر لمواصلة دراستي تواجد أساتذة لديهم خبرات واسعة، خاصة وأن معظمهم خريجو المدرسة الروسية العريقة، وهو ما جعلنا نحن الطلبة نضع كل اهتمامنا فيما ينصحوننا به ونأخذه بعين الاعتبار. بعد التخرج من المعهد دفعة ,2001 التحقت مباشرة بحصة ''الفهامة'' التي فتحت لي أبوابها وساعدتني على تحقيق جزء كبير من أحلامي، وتقمصت أثناءها العديد من الأدوار الاجتماعية والسياسية بطريقة فكاهية هزلية تحمل الكثير من القراءات النقدية للواقع المعيش. كما حالفني الحظ في أن أشترك في أدوار ثانوية وأخرى رئيسية في بعض المسلسلات الجزائرية التي حظيت ببعض الشهرة وشعبية لدى العائلة الجزائرية، على سبيل المثال: ''الغائب''، ''شفيقة بعد اللقاء''، و''دوّار الشاوية''، غير أن اسمي ارتبط بحصة ''الفهامة'' إلى درجة لقبت عند جمهوري ب ''سالي الفهامة''. ماذا أضافت لك إلى رصيدك؟ كل شيء جميل وصادق نابع من القلب، ساعدتني على التواصل مع الناس بكل عفوية، وعلى تكسير حاجز الصمت بيني وبين الجمهور، ساعدتني على استغلال ملامحي بالماكياج أو دونه، لأعبّر عن مواقف كوميدية ذات معنى، دون أن يشعر المشاهد بشيء. أما الشيء المهمّ في مدرسة الفهامة، فهو أنها لقّنت طاقمها من الممثلين العفوية في الأداء، وهدف المخرج من وراء ذلك إيصال رسائل للمشاهد بصدق. كما علمتنا تقنيات الحضور أمام الكاميرا والتقيد بفكرة الموضوع، رغم الارتجالية المطلوبة في التمثيل. يعتبر التمثيل الكوميدي من أصعب الفنون، لماذا وقع اختيارك عليه؟ لم أختر شخصيا التوجه إلى الكوميديا، وجدت نفسي فيها من باب الصدفة، وما أجملها صدفة، بعد أن فتحت لي حصة ''الفهامة'' أبوابها، وأؤكد للجميع أنني لم أندم يوما على أنني شاركت في هذه الحصة الفكاهية، بل أعتبرها من أجمل محطات حياتي الفنية. ولأن الكوميديا تعتبر من أصعب ألوان التمثيل، أعتبر نفسي حققت بعض النجاح، إذ ليس سهلا أو هينا أن تُدخل البهجة والمتعة إلى عدد كبير من المشاهدين، على اختلاف مشاربهم ومستوياتهم الثقافية والعلمية. غير أنني أود أن أشير إلى هذا لا يمنعني من أن أتقمّص أدوارا في مسلسلات أو أفلام مطولة، كما أنه لا يمنعني من تقمص أدوار تراجيدية أو تاريخية باللغة الفصحى، خاصة وأنني أملك سلاسة النطق باللغة العربية. إعتمدت على لهجتك الشرقية (سوق أهراس) في التمثيل على غرار بعض الممثلين؟ هذا صحيح، فلهجتي النابعة من كوني امرأة من الشرق الجزائري أعطتني شعبية وتميزا كبيرا. الشيء الجميل في حصة ''الفهامة'' أنها تزاوج بين اللهجات، ما يكسر حاجز الجهوية. كما أنه من الجميل أن نعرف بلهجاتنا الجزائرية الدالة على ثراء إرثنا الثقافي والتاريخي. وللحفاظ على لهجتي من التأثر باللهجات المحلية الأخرى، فإنني أذهب بين الحين والآخر إلى مدينة سوق أهراس لأحافظ عليها من التلف والاختلاط. هل ستشاركين طاقم ''الفهامة'' في حصة ''المفيد''؟ بطبيعة حال، سأشارك محمد صحراوي في حصته الجديدة، وستكون ''المفيد'' بمثابة تطوير لفكرة ''الفهامة''، فقد أعطاها محمد صحراوي تصورا جديدا، كما أنها ستعتمد على الفكاهة والترفيه لإيصال رسائل مختلفة، وسيشارك جميع أفراد ''الفهامة'' إلى جانب وجوه جديدة. أنت خريجة معهد الفنون الدرامية، لكنه لم يسبق لك المشاركة في أدوار رئيسية بالمسلسلات الجزائرية؟ أنا على استعداد تام لتقمص أدوار متعددة، مهمها اختلف سيناريو الفيلم أو المسلسل، غير أن نظرة المخرجين الذين شاهدوا أدواري الكوميدية في حصة ''الفهامة''، أصدروا أحكاما غير عادلة في حقي، وقالوا ''إنني لا أصلح في الأدوار غير الأدوار الكوميدية''. من المعروف عن المخرجين الجزائريين أنهم يتفادون الكاستينغ لمعرفة مستوى كل ممثل وقدرته على العطاء، وهم يفضّلون عدم بذل مجهود ويكتفون مع الممثل فقط بالأدوار التي نجح فيها، عند اشتغاله على الأعمال السابقة، بالعامية ''ما يحبوش يكسروا راسهم''، ودليل أن كثيرا من رموز التمثيل الجزائري ارتبطت أسماؤهن بنفس الأدوار، فمثلا السيدة فريدة صابونجي ارتبط دورها بالمرأة الشريرة والسيدة بهية راشدي بالمرأة الحنون والعطوف، والممثلة فتيحة بربار بالمرأة الراقية، على الرغم من أن لا شيء يمنع فنانة في مقام فريدة صابونجي أو شافية بوذراع لهن القدرة في أداء التمثيل الكوميدي والتراجيدي وحتى المسرحي لِمَ لا. أحدث عبد القادر السيكتور -مؤخرا- ضجة في الوسط الفني، خاصة على مواقع الشبكة العنكبوتية، كيف ترين مستقبله؟ أتوقع له مستقبل زاهر، فهو يملك القدرة على الارتجال بمستوى خارق، لكن مع احترامي لهذا الممثل، إلا أنني ألومه -شخصيا- لأنه سمح لنفسه أن يتطاول على أفراد حصة ''الفهامة'' دون أن يعرف مستواهم. ربما كان موقفه هذا لأنه لم يلق التشجيع الذي يستحقه في وطنه، وفضّل الهجرة إلى الخارج. الجزائر تملك طاقات مهمة في الفن الكوميدي، غير أنها لم تلق الاهتمام، أتمنى من كل قلبي أن يأخذ كل ذي حق حقه في مجال الفن. ما تعليقك عن الفنان الذي يهجر بلده للحصول على الشهرة؟ هي فكرة متعارف عليها بين الممثلين الجدد ''إذا أحببت أن تنجح في بلادك روح بلاد الناس، كثير من الفنانين هجروا الجزائر من أجل تسلط عليهم أضواء الشهرة، شخصيا أنا ضد هذه الفكرة ومقتنعة بأفكاري وعليّ أن حقق وجودي في بلدي قبل أي بلد آخر.