عائدون من تونس يروون تفاصيل الأيام العصيبة مع جراحة الأطفال الجزائريين ضحايا سبينا بيفيدا غادر الأطفال الجزائريون ضحايا مرض سبينا بيفيدا تونس و عادوا الى أرض الوطن بعد خضوعهم لعمليات جراحية دقيقة على أيدي فريق طبي متخصص يضم جراحين أمريكيين و تونسيين الى جانب الطبيب الجزائري المقيم بالولاياتالمتحدةالأمريكية عزالدين اسطنبولي الذي أطر العملية و أشرف على رعاية الأطفال الجزائريين و أوليائهم منذ وصولهم الى تونس. ما لا يقل عن 12 طفلا خضعوا للجراحة الدقيقة و الخطيرة على مستوى النخاع الشوكي و الدماغ و تخلصوا من المياه المتجمعة بالدماغ و الورم الذي لازمهم منذ الولادة في انتظار عمليات أخرى لتقويم الأطراف المعوجة و العمود الفقري المشوه. عمليات جراحية غير مسبوقة أعادت الأمل لعائلات آلاء ، لينا ، سيف الدين ، ملاك و عبد الله و غيرهم من الأطفال الذين كانوا مهددين بالتشوه و خطر الموت الذي أودي بحياة الكثير من الأطفال الجزائريين المصابون بمرض العصر سبينا بيفيدا. أيام عصيبة قضاها أولياء الأطفال بتونس لم يكن احد منهم ينتظر خروج طفله حيا من غرفة العمليات و حتى إذا خرج حيا كانت المخاوف على السمع و الرؤية و الصوت لأن الجراحة كانت بموقع تتجمع فيه جميع الأعصاب التي تتحكم في الحواس الخمس و أي خطأ كان سيعرض الطفل الى مضاعفات صحية تضاف الى متاعب سبينا بيفيدا الذي تحول الى كابوس مرعب لدى الجزائريين. النصر التقت أولياء بعض الأطفال الذين عادوا من تونس بعد العمليات الجراحية و نقلت عنهم ما وصفوه بالأيام التي قضوها بتونس ، خوف على أطفالهم و متاعب مادية كبيرة ظهرت قبل الشروع في العمليات الجراحية و تحد كبير رفعه الطبيب الجزائري عزالدين اسطنبولي رفقة جزائريين آخرين تمكنوا من تخطي العائق المالي الكبير في آخر لحظة و فوق كل هذا أيادي أمريكية رحيمة امتدت بلطف الى الأجساد الصغيرة المتهالكة لتزيل عنها الألم. الطفلة آلاء تخضع لأطول و اعقد عملية آلاء ذات الخمس سنوات طفلة من قالمة مصابة بمرض سبينا بيفيدا تنقلت الى تونس رفقة أمها و جدها صالح الذي تحدث إلينا و هو غير مصدق بأن آلاء خرجت من غرفة العمليات حية و عادت الى أحضان عائلتها و قد تخلصت من الورم الذي لازمها منذ الولادة. يقول عمي صالح " وصلنا الى تونس صباح الثامن سبتمبر كل عائلة تنقلت بمفردها و إمكاناتها الخاصة الى هناك و كما قيل لنا وجدنا الغرف محجوزة بالفندق و كان الطبيب الجزائري عزالدين سطنبولي أو من وصل الى تونس قادما من الولاياتالمتحدةالأمريكية ، كانت معه الملفات الطبية للأطفال المسجلين على جدول العمليات أخبرنا بأن الفريق الطبي الأمريكي سيصل في اليوم الموالي للشروع في العمليات الجراحية و كانت آلاء مبرمجة ضمن المجموعة الثانية ليوم الثلاثاء 11 سبتمبر عاينها الأطباء الأمريكان مباشرة بعد وصولهم و صرحوا بأنهم سيكونون مع أخطر و أعقد عملية على الإطلاق كنا خائفين على مصير الطفلة الصغيرة لكننا ارتحنا أن تلقينا إشارات مطمئنة من كبير الجراحين الأمريكيين الذي حل بتونس رفقة 6 أطباء أمريكيين آخرين متخصصين في التخدير و الإنعاش و الأشعة و جراحة الأعصاب الدقيقة حان الموعد و دخلت آلاء غرفة العمليات و بقنا نحن ننتظر مرت ساعتان و لم تخرج ثم 4 ساعات انتابنا القلق و الخوف مع مرور الوقت و بعد 7 ساعات و نصف خرجت الطفلة محمولة على سرير الجراحة و قد تجاوزت مرحلة الخطر و الحمد لله و هي الآن بالمنزل العالي تتماثل للشفاء تدريجيا رغم مضاعفات العملية ". فنان كبير يرفض و لاعب كرة قدم يتبرع ب150 مليون سنتيم بالرغم من التحفظ الكبير على أبداه المشرفون على تنظيم العمليات الجراحية للأطفال الجزائريين ضحايا مرض سبينا بيفيدا بتونس حول المتاعب المالية التي واجهتم لتغطية التكاليف الكبيرة إلا أن المعلومات التي حصلت عليها النصر أشارت الى العمل الإنساني الذي قام به لاعب كرة قدم جزائري تبرع ب150 مليون سنتيم لتغطية العجز الذي ظهر قبل انطلاق العمليات الجراحية نظرا لارتفاع تكاليف التجهيزات المتطورة التي سخرت للعملية الى جانب تكاليف الإقامة و الرعاية الصحية بمصحة تونسية خاصة وافق صاحبها على استقبال الأطفال الجزائريين و الوفد الطبي المشرف على العمليات الجراحية و ذكر بأن أولياء الأطفال قد أبدوا استعدادهم لمساهمة في تغطية العجز لكنهم لم يكونوا يملكون ما يكفي فقام جزائريون منظمون للعملية بالاتصال بلاعب كرة قدم جزائري رفض الكشف عن هويته فأرسل المبلغ المذكور على الفور الى تونس و تنفس أولياء الأطفال الصعداء داعين بالخير و الشكر لهذا اللاعب الذي ساهم في إنقاذ أطفال كان يتهددهم الموت. و قالت مصادرنا بان بعض المنظمين كانوا قد اتصلوا بفنان جزائري كبير قبل أشهر و طلبوا منه تنظيم حفل فني خيري بأمريكا تخصص مداخيله للأطفال الجزائريين ضحايا سبينا بيفيدا لكنه قدم شرطا تعجيزيا ثم رفض الطلب من الأساس و الغريب في الأمر أن الفنان الذي طلبت مصادرنا عدم ذكر اسمه قد حل بتونس خلال فترة العمليات الجراحية و أقام بنفس الفندق الذي يأوي الأطفال الجزائريين و أوليائهم و حاول التقرب من بعض المنظمين لكنهم رفضوه ردا على موقفه الذي لا يشرف الجزائر و فنانيها الكبار كما قالت مصادرنا. تغطية إعلامية دولية مكثفة و غياب تام للإعلام الجزائري تميزت العمليات الجراحية التي خضع لها الأطفال الجزائريون ضحايا مرض سبينا بيفيدا بتونس بتغطية إعلامية دولية كبيرة حيث تسابقت الفضائيات الى فندق الإقامة و غرفة العمليات لنقل وقائع الحدث الطبي الكبير الذي لم يشهد العلم العربي مثيلا له من قبل و قد أجرت القنوات الفضائية سلسلة من الاستجوابات مع الأطفال و أوليائهم و نقلت تفاصيل العمليات الجراحية من البداية الى النهاية و ينتظر أن تعرض العمليات الجراحية الدقيقة على العديد من القنوات الفضائية العربية و الأمريكية و الأوروبية و تمنى أولياء الأطفال لو أن الإعلام الجزائري كان حاضرا هو الآخر كما كان العلم الوطني حاضرا بالفندق و غرف العمليات و أمام الصحافة الدولية. العمليات المصورة ستعرض على الباحثين و طلبة الطب بالجامعات الأمريكية كل العمليات الجراحية التي خضع لها الأطفال الجزائريون تم تصويرها من قبل الفريق الطبي بعد حصوله على موافقة عائلات الأطفال و ستكون أشرطة الفيديو محل دراسة و بحث دقيق من طرف الباحثين في الطب و الجراحات العصبية الدقيقة و طلبة الطب بكبرى الجامعات الأمريكية و يتوقع أن تساعد العمليات المصورة على مزيد من الاكتشافات حول مرض سبينا بيفيدا و أسرار الجهاز العصبي عند الإنسان و من ثم بحث إمكانية معالجة الشلل الذي يصيب الإنسان جراء المرض أو الحوادث المختلفة.