محمد روان : لست ملحنا لكنني أعزف بقلبي أوعز النجاح الكبير الذي حققته أغنية جنيريك المسلسل الاجتماعي "دموع القلب"لمدير التصوير و المخرج بشير سلامي و جمال صوت المطربة ندى الريحان الذي التحم لحد الانصهار التام في اللحن الذي قال أنه عزف أنغامه بنبضات قلبه و أحاسيسه، ليجسد بذلك رابع تجربة له في تلحين أغنيات جنيريك المسلسلات و العروض كثيرة في هذا المجال، لكنه يؤكد بأنه ليس ملحنا بل عازفا للموندول متخصصا في الموسيقى الروحية و يفتخر بتعامله مع نجوم الموسيقى و الغناء بالجزائر و الخارج و يتأسف في نفس الوقت لتواصل بث مقاطع من معزوفاته في الاذاعات و التليفزيون دون استئذانه أو ذكر اسمه.عن هذه الأمور و عن ألبومه الجديد الذي لم ير النور بعد، و آرائه الفنية المختلفة تحدث إلى "النصر"في هذه الدردشة الهاتفية... - قمت بتأليف لحن أغنية جنيريك مسلسل "دموع القلب"الذي بثته القناة الجزائرية الثالثة خلال شهر رمضان المنصرم و حققت هذه الأغنية التي أدتها ندى الريحان نجاحا كبيرا حتى أن الكثير من المشاهدين قالوا بأنهم كانوا يستمتعون باللحن أكثر من المسلسل نفسه حدثنا عن هذه التجربة... -لا بد أن أوضح بأنني خضت في "دموع القلب" رابع تجربة لي في وضع ألحان لأغنيات الجنيريك.الأولى كانت من خلال جنيريك مسلسل "الليالي البيضاء"لمسعود العايب و الثانية تتعلق بجنيريك مسلسل "شهرة"لبشير بلحاج و الثالثة خاصة بجنيريك الفيلم الثوري"أرخبيل الرمال"للغوتي بن ددوش.و العروض كثيرة في هذا المجال لكنني أقول للجميع، بكل صراحة، لست ملحنا. بالنسبة ل"دموع القلب"التقيت بكاتبة السيناريو فاطمة الزهراء العجامي و هي من مدينة باتنة و كنت مع مجموعة من الأصدقاء و اقترحت علي وضع لحن الجنيريك دون أن ترافقه كلمات.و طلبت منها أن تمهلني إلى أن أقرأ السيناريو لأرد عليها.فأنا لا يمكن أن أضع لحنا لعمل لا أحس به و يؤثر بي و يلهمني و أصبح طرفا في ثنايا أحداثه.و قرأته و عشته حقا لحد الانصهار فيه و استغرق تأليف اللحن حوالى شهرين،لأنني أدقق في كل نغمة و أغير و أجدد... فتربطني بالموسيقى قصة حب و إلهام و هروب من الواقع إلى فضاءات الخيال و الابداع الروحي. اتصلت بي مجددا السيناريست هي و أعضاء من طاقم المسلسل ليقولوا لي بأن هذا اللحن لا بد أن ترافقه كلمات ليتحول إلى أغنية جنيريك معبرة و مؤثرة تختزل حلقات المسلسل و ترسخ في أحاسيس و ذاكرة المشاهد.و اتصلت بصديقي عبد الوهاب شعبة الذي يتقاسم معي أفكاري و مشاعري على مدار 30 عاما و لا يتعامل في كتابة الكلمات مع غيري و سمعتم ثمرة جهدنا التي أبدعت ندى الريحان في أدائها و أنا فخور بذلك فكلما ألتقي بالناس في الشارع أو أي مكان يهنأونني بمودة و احترام و هذا هو المهم.علما بأنني وضعت لحنا لومضة إشهارية تليفزيونية لمتعامل الهاتف النقال "جيزي" تم بثه في رمضان أيضا . -ماذا لو طلبت منك ندى الريحان أو غيرها من المغنيين تلحين أغنيات جديدة لهم؟ - يقصدني الكثير من المغنيين و"مادابيا" أن أتعاون معهم لكنني لا أستطيع فأنا لست ملحنا و لا أعرف تلحين الأغاني لهم. أنا موسيقي و عازف و لا أعزف إلا ما أحس به و تخصصي هو الموسيقى الروحية الراقية التي تصهر الروح و القلب و تتدفق صدقا و سحرا... لا أحمل ريشة بل أحمل قلبي و أعزف به على آلة الموندول و أحلق في عالمي الخاص بحثا عن الالهام و السكينة.المهم أن أقدم موسيقى تعبر عن مكنونات كل انسان فيحس أنها له منه و إليه. أما الرزق فعلى الله.و مهما حدث لن أقدم ألحانا تستعمل لتسويق أغان تجارية .أتأسف كثيرا لانسياق الكثير من المطربين الموهوبين خلف هذه الموجة.بالنسبة للمطربة ندى الريحان لديها قدرات هائلة و صوتها يتناسب مع موسيقاي لكنها و للأسف الشديد اختارت هدر موهبتها في "ألبومات الرقص" بدل التخصص في الأغاني الطربية الراقية..."خسارة".ممكن أن أتعامل معها إذا اختارت أداء موشحات أو مرافقتي بصوتها و أنا أؤدي تقاسيم على العود.اتصلت بي أيضا المطربة و أستاذة الموسيقى سعاد بوعلي و أتمنى أن أتعامل معها فهي من أحسن الأصوات الموجودة في الساحة الفنية الجزائرية،لكنني و بكل صراحة أعتبر صوت الصديقة سلمى كويرات مغنية فرقة "ميديتيرانيو"التي أسستها قبل سنوات من أحسن الأصوات في العالم العربي و يمكن أن نتعاون معا في المستقبل. -و ماذا عن المغني بعزيز؟ - الصداقة القوية التي تربطنا و الرغبة في التسلية و الضحك و الترفيه جعلتني أعزف أنا و أفراد من فرقتي في الحفلات التي يقدمها من حين لآخر ... و لم نلتق منذ أكثر من سنة لأنني كنت مشغولا بمعزوفاتي وهو يقيم بفرنسا.و الأكيد أنه لا يقدم نفس اللون الفني الذي أقدمه و هذا واضح وجلي. -هل ما زالت معزوفاتك تسرق منك لتبث في الاذاعة و التليفزيون و تستخدم في الومضات و الفواصل الاشهارية و الأغاني؟ - للأسف نعم ...تبث يوميا ببلادي مقاطع من معزوفاتي أو كاملة عبر الفواصل و الحصص الاذاعية و تستعمل في الأشرطة الوثائقية التليفزيونية التي تنشر في مقدمتها أسماء كل من ساهم في انجازها حتى السائق ومن حمل صورة أو قطعة ديكور إلا اسم صاحب موسيقى الجنيريك.هؤلاء لا يحترمون الفن و ليس لدي الوقت لأهدره في الرد عليهم أو مقاضاتهم و يكفي أن أقول:"ربي يهدينا و يهديهم ".في حين يتصل بي من حين لآخر شباب ليستأذونني في استعمال مقاطع من معزوفاتي في مسرحيات فلا أتردد في الموافقة. بالمقابل يتصل بي الكثير من الأجانب من فرنسا و انجلترا و ألمانيا ليطلبوا موافقتي في استعمال معزوفاتي في أعمال فنية فلا أردهم خائبين و يتكفلون هم بالإجراءات الادارية المرتبطة بذلك.لقد اتصل بي مؤخرا مسؤولون في قناة "فرانس2 "ليستعملوا مقاطع من معزوفاتي في شريط وثائقي حول المغرب فوافقت. -ننتظر منذ أكثر من سنتين ألبومك الجديد لماذا تأخرت في طرحه؟ - بدأت انجاز ألبوم "صوت الصمت"الذي يضم 9 أو 10 معزوفات منذ ثلاث سنوات تقريبا و لم انته منه بعد.هناك مقاطع يجب أن يشارك في أدائها موسيقيون أجانب لكي يكتمل الألبوم و يرى النور ويصبح برصيدي خمسة ألبومات من نوع الموسيقى الروحية. -لماذا لا تستعين بعازفين جزائريين للانتهاء بسرعة من هذا الألبوم و التفكير في آخر جديد؟ -بصراحة طريقة العزف التي أبحث عنها لا يمكن أن يقدمها عازفون من بلادي.الفنان عندما يصل مرحلة معينة من التطور و النجاح يجب أن يحافظ عليها.و إذا لم أجد عازفا يضيف شيئا إلى ما أؤلفه من معزوفات و يقدم لي أفضل ما عنده فسأتراجع و أعود إلى الوراء.فالمعروف أن من لا يتقدم يتقهقر.كم يؤلمني رؤية الكثير جدا من العازفين الجزائريين الموهوبين وهم أصدقائي و اخوتي يبتعدون عن الفن بكل عطاءاته و رونقه ليركبوا موجة الأعراس و الركض خلف الأرباح المادية بدل الابداع .لقد جوعوهم و لم يصمدوا أمام الفقر و الاحتياج فأصبح عزفهم دون روح و صدق .لدي بالجزائر فرقة موسيقية لكنني استعين بموسيقيين أجانب ذوي مستوى عالمي في حالات كثيرة. حاورته:إلهام.ط /