يزار.. قرية تلامس ثلاث بلديات و محرومة من التنمية يعيش سكان قرية يزار ببلدية الشرايع 7 كلم عن القل و البالغ عددهم حوالي 600 ساكن ظروفا معيشية مزية وعزلة وتهميشا ومعاناة يومية جراء ما وصفوه بلامبالاة المسؤولين المتعاقبين على تسيير البلدية التي ينتمون إليها إداريا ،ولم يشفع لهم الموقع الجغرافي المتميز بين ثلاث بلديات (القل كركرة وبني زيد ) من الظفر بحقهم في مشاريع التنمية المحلية. فالطريق الوحيد المؤدي إلى القرية والرابط بالطريق الولائي 39 الرابط بين القل والميلية بولاية جيجل مرورا ببلدية بني زيد والذي أنشأ سنوات الثمانيات يعرف حالة جد متقدمة من التدهور بالرغم من أنه يمتد على مسافة أقل من 2 كلم فقط ،حيث تحول إلى حفر ومطبات يصعب على المركبات من سيارات وشاحنات اجتيازها خاصة في فصل الشتاء وهو ما أثر سلبا على يوميات السكان . عند انتقالنا إلى القرية بالمقهى الوحيد والموجود بمفترق الطرق بين طريق القرية والطريق الولائي وهي مقهى خاصة بسكان قرية يزار التي تجمعهم في السراء والضراء ويتم ربط كل المواعيد بها فيما تنعدم المقاهي في داخل القرية التي تنقل إليها عبر الطريق المليء بالحفر، قال لنا السكان بمرارة أنهم مازالوا محرومين من الخدمات الصحية لعدم وجود ولو قاعة علاج واحدة ، وهو ما يجبرهم عند أخذ حقنة دواء إلى التنقل إلى البلديات المجاورة كالقل ، كركرة وبني زيد ، والمعاناة تكون كبيرة أثناء نقل النساء الحوامل إلى عيادات الولادة في ظل غياب وسائل النقل نتيجة تدهور حالة الطريق . كما أن معاناة التلاميذ من سكان يزار متفاقمة جدا في ظل وجود مدرسة ابتدائية وهي الوحيدة تحمل اسم الشهيد تويقر مولود بها 20 تلميذا فقط في ثلاث مستويات ومعلمان في العربية في انتظار التحاق معلم خاص بالفرنسية، وكان للوضع القائم انعكاسات سلبية على المردود الدراسي للتلاميذ وتبقى المدرسة دون جدار و محاطة بسياح فقط و عرضة لدخول الحيوانات من أبقار وغيرها وساحتها غير مهيئة . ومعاناة تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي أكثر تفاقما أين ينتقلون للدراسة بمقر بلدية بني زيد المجاورة على مسافة تفوق 15 كلم في ظل قلة وسائل النقل حيث يضطرون للتنقل سيرا على الأقدام لمسافة تصل كيلومترين وانتظار أية وسيلة نقل عبر الطريق الولائي للوصول إلى مقاعد الدراسة في وقت متأخر. كما يشتكي السكان من انعدام ساحة لعب أو ملعب للأطفال وهو ما حرمهم من ممارسة النشاطات الرياضية ، وشبكة المياه تعرف تسربات بالجملة تحرمهم من الإستفادة من الماء بالرغم من أن قناة جر المياه انطلاقا من سد بني زيد لتزويد منطقة القل تمر بجانبهم ، فيما يعاني السكان من خطر تدفق المياه القذرة و الأحواض التقليدية التي يلجأون إليها لصرف المياه القذرة لأن سكناتهم غير مربوطة أصلا بشبكة الصرف الصحي وهو ما يجعل إمكانية انتشار الأمراض وارد . هناك أولويات حسب البلدية وحسب رئيس البلدية أن طريق قرية يزار مازال غير مقترح ضمن شبكة الطرق البلدية باعتبار أن هناك أولويات لإصلاح الطرقات وتكون حسب القرى أكثر كثافة سكانية مثل قرى وادي بني عمروس و بوموسى وبوزلازل، وذكر"المير" أن طريق يزار يمكن برمجته لاحقا خاصة وأن طوله لا يتعدى 2 كلم. وأشار رئيس البلدية أن قاعة العلاج بقرية يزاز كذلك مازلت غير مبرمجة وتمت برمجة قاعة علاج في منقطة 50 مسكنا القريبة منها، وفي مجال النقل المدرسي ذكر نفس المسؤول أن البلدية خصصت سيارة للنقل الجماعي خاصة لتلاميذ قرية يزار لكنها حسب أولياء التلاميذ تبقى غير كافية خاصة وأن سائق السيارة يضطر نقل التلاميذ على مرحلتين. ومن المنتظر أن تحظى قرية يزار بمشاريع لتوصيل الماء وشبكة الصرف الصحي ضمن البرامج التنموية القادمة حسب حديث رئيس البلدية . بوزيد مخبي