أطلقت السلطات الجزائرية مشاورات دبلوماسية مكثفة مع أعضاء في مجلس الأمن، قبل بته في قبول أو رفض منح غطاء لتدخل عسكري في شمال مالي الذي تسيطر عليه مجموعات إسلامية. ودعت وزارة الخارجية سفراء روسيا والصين والولايات المتحدةالأمريكية لمشاورات حول الملف، قبل محادثات أخرى ستجرى اليوم، بالجزائر، مع الممثل الخاص لوزير الشؤون الخارجية الفرنسية بمنطقة الساحل جون فيلكس باغانون. استعجلت الجزائر توجيه الدعوة لثلاثة سفراء لدول أعضاء في مجلس الأمن يملكون حق ''الفيتو''، في سياق ''معركة دبلوماسية'' تحاول الجزائر إنهاءها لصالحها داخل الهيئة الأممية، لترجيح كفة ''الحل السياسي'' على حساب ''التدخل العسكري'' الذي تدعمه باريس عن طريق مجموعة دول غرب إفريقيا. وأعلنت وزارة الخارجية أن الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، استقبل، أمس، على التوالي سفراء كل من فيدرالية روسيا وجمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة ، وقال عمار بلاني، الناطق باسم الخارجية، إن المحادثات ''تمحورت حول الوضع السائد بمالي الذي سيتم بحثه خلال الأيام القادمة من طرف مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي''. وقالت الخارجية إن ''الوزير المنتدب تطرق إلى المقاربة الجزائرية فيما يخص تسوية الأزمة المالية''. وأوضحت أنه في إطار المشاورات التي تجريها الجزائر مع البلدان الأعضاء في مجلس الأمن سيحل ''وفد فرنسي بقيادة السيدة إيلين ليغال، مستشارة إفريقيا بالإليزيه، اليوم، بالجزائر''. وأضاف أنه خلال إقامتها بالجزائر ستجري ليغال محادثات مع مساهل حول ''الوضع في مالي ومنطقة الساحل''، مؤكدا أن المستشارة الفرنسية ستكون مرفوقة بالممثل الخاص لوزير الشؤون الخارجية الفرنسية بمنطقة الساحل، السيد جون فيلكس باغانون. لكن زيارة الوفد الفرنسي للجزائر، لا يؤمل منها التوصل لتوافق بين العاصمتين حول الوضع في مالي، وقد استبق وزير الخارجية الفرنسية، لوران فابيوس، وصول موفديه للجزائر، بتأكيد أن بلاده ''متفائلة من موافقة مجلس الأمن في المرة القادمة على قرار لإرسال قوة إفريقية إلى مالي''. وقال لصحافيين، أمس، على هامش محادثات مع وزير الخارجية الألماني في باريس ''لدينا أمل كبير أن القرار سيتم تبنيه''، وتحدث فابيوس عن كواليس مذكرتين اثنتين رفعهما الاتحاد الإفريقي لمجلس الأمن لكنه رفضهما: ''المسودة الأولى للمذكرة اعتبرت غير دقيقة وغير واضحة بالنسبة للبعض... حاليا هناك مذكرة جديدة محل نقاشات في الأممالمتحدة، ولدينا أمل في تبنيها، لأن هذا سيمكن أصدقاءنا الأفارقة من اتخاذ سلسلة من القرارات المدعومة، طبعا وفق الشرعية الدولية''. وتنذر دعوة الجزائر لثلاث دول أعضاء بمجلس الأمن، ب''مواجهة عنيفة'' داخل مقر مجلس الأمن، بين دول غرب إفريقيا التي تدعم خيار الحل العسكري، وبين فريق ''الحل السياسي'' وتقوده الجزائر، التي تبدو إلى حد الآن ''مطمئنة'' على الصعيد الدبلوماسي، في وجود صوت أمريكي مؤيد للحل السياسي.