نجدة أنزور صفق لي في العديد من المشاهد "هذا العمل يبدو لي نخبويا أكثر من شعبويا.. انه موجه الى فئة من ذوي الثقافة العالية أكثر منه الى المشاهدين العاديين، مما يجعل العديد من هؤلاء لا يحسون به، ولاينغمسون في أحداثه ولا يتجاوبون معه". قال الممثل الشاب محمد الطاهر زاوي، معربا عن رأيه في مسلسل "ذاكرة الجسد" للمخرج السوري نجدة أنزور، والذي جسد من خلاله شخصية والد المجاهد البطل خالد بن طوبال، زير النساء، الطاغية، المستبد. الممثل الذي تألق في بطولة فيلم ومسلسل "عيسات ايدير" للمخرج الأردني كمال اللحام في السنة الفارطة، شرح في اتصال بالنصر، بأن سيناريو مسلسل "ذاكرة الجسد" الذي كتبته السورية ريم حنا، ظل وفيا لرواية الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي حيث حافظ على قيمتها الأدبية والفنية والمستوى اللغوي القوي والراقي المميز، وقد برز كل ذلك بوضوح في طريقة الحديث والحوار والسرد، مما يجعل بعض المشاهدين يفتقدون حركية الأحداث ويحسون بنوع من الثقل في انسيابها - على حد قوله- مؤكدا بأنه يعتبر العمل نخبويا طغت الرواية فيه على سيرورة أحداث ومضمون المسلسل، واستدرك قالا: "هذه وجهة نظر فقط، فأنا لست في مستوى الحكم على مخرج كبير في قامة نجدة أنزور". وبخصوص اختياره لدور والد خالد، كشف بأنه شارك في عملية "كاستينغ" نظمت بالجزائر العاصمة في شهر جويلية الفارط تحت اشراف المخرج المنفذ، قبل حضور باقي أفراد الطاقم الفني والتقني للعمل. وعندما حصل على السيناريو قبل أسبوع من انطلاق التصوير، تعمق في دراسته، وأعاد قراءة الرواية.. فأدرك بأن نص الرواية لم يظهر أبو خالد بشكل كاف ... لكن سيناريو المسلسل اهتم أكثر برسم ملامح هذه الشخصية القاسية المستبدة التي تستمتع بالخيانة الزوجية، ومدى تأثيرها على شخصية الرسام خالد، خاصة وأنه كان على علاقة وطيدة بأمه وهو أقرب اليها من والده، وكان يتابع بحزن وأسى مراحل علاقتهما، وكم تألم وهو صغير من سوء معاملة أبيه لأمه وضربه وإهانته لها. وأضاف محدثنا بانه اجتهد في دراسة الدور ليعيشه وينصهر فيه.. وأغلب المشاهد - كما أكد- تم تصويرها بالجزائر العاصمة وبالضبط في حي القصبة العتيق، حيث يوجد بيت العائلة الذي يشبه من الناحية العمرانية البيوت القسنطينية التقليدية وتم اختياره من هذا المنطلق كما صور مشاهد أخرى بقسنطينة. وفي ما يتعلق بعلاقته بالمخرج وباقي الممثلين، أوضح بأن المشاهد التي مثل فيها جمعته بكل من بهية راشدي /جدة خالد في المسلسل/ وموني بوعلام /أم خالد/ والممثل البرجي الواعد الذي سبق وأن مثل معه في فيلم ومسلسل "عيسات ايدير" بلال شبير، 13 عاما (خالد في مرحلة الطفولة) وبالتالي لم يحتك بباقي الممثلين. لكنه تناقش مع المخرج نجدة أنزور حول الدور قبل عملية التصوير وقد أعجب بآرائه وطريقته الاحترافية السلسة في توجيه الكاميرات وتسيير العمل وتشجيع الممثلين، مؤكدا بأنه صفق طويلا له ولموني وهما يصوران مشاهدهما ودعا الحضور الى مشاركته التصفيق. وعندما سألنا هذا الممثل الذي قضى 20 عاما من مساره الفني على ركح المسرح، مقدما العديد من الأعمال المميزة، اذا كان مستعدا بعد تألقه في "عيسات ايدير" وتميزه في "ذاكرة الجسد" للمشاركة في أعمال اجتماعية كوميدية، رد دون تردد بأنه قدم العديد من الأعمال الفكاهية على المسرح، وهو على أهبة الاستعداد لتجسيد مختلف الأدوار وخوض كل التجارب الراقية والهادفة... وكل تجربة لابد أن تضفي عليه المزيد من الخبرة والنضج الفني. أما مشاريعه، فتتمثل على المدى القريب في عرض مسرحية "حكاية مسدس" في أواخر سبتمبر المقبل على مسرح باتنة في اطار جمعية "آفاق للفنون" مأخوذة عن نص لكاتب فرنسي وتكفل شخصيا باعادة كتابتها للمسرح وهو الآن بصدد اضفاء الروتوشات الأخيرة عليها. أما عن المشاريع التليفزيونية والسينمائية فقال بأنها لاتزال في مرحلة الاقتراحات والوعود والتحضيرات ويتمنى أ ن ترى النور قريبا.