دعا إلى جعل صالون الإعلام والاتصال تقليدا سنويا استحسن المواطنون بمدينة وهران لدى الافتتاح الرسمي للصالون الوطني للإعلام والاتصال في طبعته الثانية بقصر المعارض، الذي اختتم أمس وشاركت فيه الإذاعة الوطنية و10محطات جهوية و30 مؤسسة إعلامية تنشط في الحقل الإعلامي، استحسنوا مبادرة وزارة الاتصال. مطالبين بتعميمها وجعلها تقليدا سنويا بهدف تدارك النقائص والنهوض بهذا القطاع من خلال ميولات وملاحظات القراء. مبعوث "اليوم" إلى وهران : رضوان. خ وأكد زوارالصالون من مختلف الشرائح الاجتماعية الذين سألتهم "اليوم"، على حسن تنظيم الصالون والرغبة الملحة في الإقبال على مختلف أجنحة المؤسسات الإعلامية من صحف وإذاعات محلية وجهوية، خصوصا في اليوم الثاني والثالث، بينما طالب البعض الآخر بتعميم إقامة هذا الصالون في كل الولايات كي يتسنى للقارئ البسيط المتواجد في الجزائرالعميقة، الاطلاع على أهم المستجدات الحاصلة في قطاع الإعلام بسلبياته وإيجابياته. فضول كبير ومطالبة بمواضيع اجتماعية ذات أبعاد حضارية وفي هذا الصدد يقول مدير ثانوية توقف عند جناح جريدة "اليوم" : " أنا أتوق في هذا الصالون لأتعرف على مختلف الجرائد الوطنية التي كنت أجهل بعضها، وقد جاءتني هذه الفرصة مواتية لأعرف الصحفيين والإعلاميين الذين يكتبون في الصحف والذين كنت أتابعهم منذ زمن طويل من خلال مقالاتهم فقط، وأتمنى أن أستفيد من هذا الفضاء وأعرف المراحل المتبعة في الكتابة من حيث التحرير والإخراج والطبع ". وأضاف عن ميولاته وما يحب أن يقرأ من حيث المواضيع في جريدة ما " أنا أشمئز من المواضيع التي أجدها غالبا في صفحات بعض الجرائد التي لا تتحدث إلا على الشواذ والأمور اللاأخلاقية التي لا أريد أن أقرأها، حتى أنني أحيانا أخرى لا أدخل الجريدة إلى بيتي مخافة أن يطلع عليها أولادي الصغار وتحدث في نفسيتهم اضطرابات غير محمودة العواقب، نحن نريد مواضيع ذات أبعاد اجتماعية تعطينا صورة حضارية وتجعل من المواطن الجزائري متحضرا ويحب الخير دائما، إلى جانب مواضيع تخص الشباب وظروفهم الاجتماعية الصعبة". ثم علق قائلا: " من محاسن هذا الصالون أنني على الأقل ربحت جريدة اليوم كقارئ جديد منذ هذه اللحظة، خصوصا وأنها تبدو متوازنة في مواضيعها وتوجهاتها والتي أتمنى لها التوفيق والنجاح". مواطن أخر قال : " الصالون جيد لان مجرد اتصال الإعلاميين ومؤسسات الإعلام مع المواطنين والاحتكاك بهم، يحدث نوعا من التقارب، لاسيما أن الإعلام حق من حقوق المواطن، كما أن الصالون فرصة لأقدم ملاحظاتي واقتراحاتي في المواضيع التي تنشرها الجرائد يوميا ولاطلع على الوسائل التكنولوجية التي تزخر بها الإذاعة والتلفزيون والتي عادت ما أراها على شاشة التلفزيون". ويضيف : " أنا كمواطن أريد أن أقرأ كل شيء سواء المواضيع الرياضية أو السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية وكل ما يخص الحياة اليومية، نتمنى أن يكون هذا المعرض سنويا وكل شهر أفريل وأن يصبح عادة حميدة لتدارك النقائص ". الصحافة المكتوبة حاضرة بقوة والقارئ الوهراني يستطلع كل الجرائد أستاذة لغة إنكليزية بجامعة وهران قالت هي الأخرى : " تمنيت لو تدعم هذا الصالون بمعرض للكتاب يناسب مهنة الصحافة، ليجد المواطن الأسئلة الخاصة بمهنة المتاعب في هذه الكتب، تكون مكملة لشروحات ممثلي الصحف والمؤسسات الإعلامية، لا سيما باللغات الأجنبية، وهذا ما سيساعد القارئ سواء كان طالبا أو مواطنا عاديا". وأضاف مواطن آخر : " الحمد لله، هذا العام أغلب الجرائد المعروفة متواجدة في الصالون وهذا شيء مهم جدا كي يعرف المواطن البسيط إعلام بلاده". مواطنة أخرى قالت : " لاحظت أن الإذاعات الجهوية عددها قليل مقارنة بالجرائد والصحافة المكتوبة، حبذا لو ضاعفوا عدد الإذاعات الجهوية وفي عدة ولايات أخرى، أعتقد ان الصالون فرصة للمواطن الوهراني كي يطلع على بعض الجرائد التي لم يكن يعرفها في السابق ويعرف توجهاتها، كي يبدل نظرته من خلال القيام بمقارنة بسيطة قياسا بما تقدمه جرائد أخرى". استعراض تقنيات حديثة لأول مرة لمحطة التلفزيون تشد انتباه الزوار من جهة أخرى، تباينت آراء بعض الإعلاميين في هذا الصالون، حيث قال أحدهم " في مثل هذه الفضاءات تعرض تجارب بعض الصحف والإذاعات مثل محطة التلفزيون التي قدمت بعض التقنيات للمواطن التي عرفها لأول مرة في هذا الصالون، خصوصا حول طريقة بث الحصص وبرامج الجزائر، فحاليا نحن بحاجة إلى مثل هذه الفضاءات كي تعطي دفعة قوية لهذا القطاع ولا بد علينا الاجتهاد من أجل تطوير هذا المجال، لأن هناك تغير في فكر الإعلاميين الجدد في العالم، خذ مثالا عن الجرائد الكبيرة تجد أنها غيرت من سياستها وتوجهاتها بصفة عامة خدمة لمواطنيها، الآن عالم الاتصال أصبح من الأمور والأعمدة الأساسية فيما يخص الاقتصاد المبني على المعرفة، حاليا نعيش ما يسمى قرن المعرفة وهذا الأمر يبنى على أسس متينة من إيصال المعلومة بكل أمانة إلى المواطن". دعوة إلى إدارة طاولات مستديرة داخل الصالون والاحتكاك بين الصحفيين أما إعلامي آخر فقال " أرى إقبالا محتشما في اليوم الأول للصالون للجمهور ولست أدري إن كان هذا يعود إلى نقص الإعلام وعدم سريان المعلومة في وسط الجماهير بشكل جيد بخصوص الصالون أم لشيء آخر، وأعتقد أن جمهور وهران لم يكن يدري في البداية أن هناك صالون، وهذا السبب الرئيسي في اعتقادي دليل على أن السنة الماضية كانت البداية محتشمة ثم سرعان ما بدأ التوافد في الأيام التالية بشكل وأعداد كبيرة جدا، ولهذا من غير الممكن أن نحكم على فشل أو نجاح صالون ما بصفة عامة منذ البداية، لأن المهرجانات والصالونات علمتنا أن البداية تكون دائما محتشمة ثم يتحسن الوضع في اليوم الثاني والثالث وكان التوافد كبيرا". وفي هذا الإطار أبدى ملاحظات على بعض الأشياء في الصالون، مؤكدا بالقول : " أرى أن كل الجرائد المعروضة في حالة جمود من حيث تنقل ممثليها إلى بعضهم البعض، وأعتقد أن هناك تباعد كبير بين صحفي وصحفي وبين جريدة وجريدة أخرى، لا وجود لنقاشات وحوارات على طاولات مستديرة. إعلامية أخرى مشاركة في الصالون قالت : " الصالون فرصة للمواطن كي يتعرف على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وهي فرصة لمعرفة مهام كل وسيلة على حدة، خصوصا تقنية البث الفضائي التي لم يكن يعلمها أي مواطن، كما يعتبر الصالون فرصة كي يتقرب الإعلام من المواطن من أجل إيجاد ثقافة جديدة تبنى على الاتصال المباشر لتحقيق الموضوعية والمصداقية والشفافية ".