علي هارون: مذكرات الشاذلي ستزعج بعض الأطراف والآفلان مات يوم 6 جوان 1962 توقيف المسار الانتخابي كان صوابا اعتبر المحامي علي هارون أن مذكرات الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد ستزعج بعض الأطراف لأنها «ستحمل اعترافاته حول وقائع وأحداث شاركه فيها أشخاص لا يزالون على قيد الحياة» وهي الحقائق التي تمتد حسبه منذ الثورة التحريرية إلى اليوم، سيما الفترة ما بين1989 و 1992 وأحداث توقيف المسار الانتخابي . وأوضح علي هارون أمس في ندوة صحفية على هامش الملتقى الدولي حول “انعكاسات ثورة واستقلال الجزائر على العالم" بوهران،أن أهم ما ينتظر من مذكرات الراحل الشاذلي هو الإجابة على سؤال “هل استقال بمحض إرادته" وبالتالي يكون قد أسس حسبه لديمقراطية حقيقية وتداول على السلطة وكسر نمطية الحكم منذ 62، وإما أنه أقيل وبالتالي نكون قد عشنا انقلابا عسكريا"،وأضاف في ردّه على سؤال حول هذه المذكرات أن الشاذلي “إنسان عاقل ورزين وأكيد أن مذكراته لن تمس أشخاصا لأغراض أخرى سوى أنهم كانوا معه صانعي القرار في بعض الفترات من تاريخ الجزائر"، مشيرا إلى أنه سبق له أن تحدث مع الشاذلي حول ضرورة أن ينقل شهاداته عن الأحداث التي عاشها للأجيال القادمة و"من أجل كتابة التاريخ الصحيح للجزائر نقلا عن صانعيه"، وقال أن وجهة نظره حول إلغاء المسار الانتخابي في 92 تتأرجح بين حتمية نجاح الفيس في الدورالأول للانتخابات وأنه كان من الديمقراطية بالتالي أن يواصل المسار، وما بين إمكانية تقبل قيام دولة إسلامية، وأضاف “أظن أن قرار توقيف المسار كان صائبا"، وقال في ذات الشأن أنه مثل 1954 وما حدث أثناء الثورة وحتى غداة الإستقلال من أمور يقول عنها البعض أنها سلبية، “غير أنه لو كان شبابنا في نفس الظروف لتعاملوا مع القضية بنفس التعامل الذي جسّده الثوار و قياديي الجبهة آنذاك" . من جانب آخر ركّز علي هارون على أن جبهة التحرير الوطني انتهت مهمتها يوم 6 جوان 1962 عند منتصف الليل حين اجتمع المجلس الوطني للثورة والحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية لتقرير مصير الجزائر ما بعد الاستقلال ، واضاف حيث أن “الجبهة" التي كونّها مفجرّو الثورة في 1954 لم يعد لهم وجود والتحرير زال بالإستقلال"، وقال “كلامي سيزعج البعض لكن يجب أن يغيروا رموزحزبهم لكي لا يرتبط بآفلان الثورة الميت في 62" . من جهة أخرى، وخلال المحاضرة التي ألقاها علي هارون وتجاوزت ساعة من الزمن، قال المتحدث أنه ركز على تجربته الخاصة في إطار نضاله مع جبهة التحرير في فرنسا حيث ذكر أمثلة عن انعكاساتاندلاع الثورة في 54 على الحركات التحررية وعلى الأوروبيين المناضلين من أجل حقوق الإنسان والتحرر، و منهم عدة أسماء ساعدت الثورة الجزائرية سواء عن طريق مقالات بالجرائد أو عن طريق مساعدة الثوار على الهرب من الجيش الاستعماري، وحتى على شراء وإدخال السلاح للمجاهدين خاصة من المانيا،علي هارون طالب كتّاب التاريخ أن يكتبوا الحقائق التي توجه للتلاميذ في المدارس منذ الابتدائي حتى يتشبّعوا بتاريخ بلادهم، مشيرا إلى أن الكتابة عن الثورة منذ الإستقلال لم تكن تنشر في الجزائر وأنه لولا أحداث 88 و إقرار التعددية في 89 لما بدأت حركية كتابة تاريخ الثورة من طرف بعض صانعيها والمجاهدين وشهود العيان والباحثين . وعن “الآمال والتمنيات"التي كانت مرجوة من ثورة الجزائر، قال علي هارون أنها متضمنة في بيان أول نوفمبر وفي ميثاق الصومام، وهي الفقرات التي قرأها المحاضر كما كتبت، وقال “لقد حققنا أهم أمنية في البيان والميثاق وهي الإستقلال و الباقي لم يتحقق لحد الآن"،وأضاف “الجزائر عاشت أمراض الطفولة منذ الإستقلال و لكن بعد 50 سنة نضجت وأصبحت كبيرة وزالت عنها تلك الأمراض الطفولية فلابد من التغيير" الذيأكد علي هارون أنهلا يراه مثل تغيير ما يعرف بالربيع العربي الذي قال أنه أصبح شتاء عربيا وخيّب آمال صانعيه .