"الولاياتالمتحدة ستجد في الجزائر شريكا فعالا و ناجعا" ابرز الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل في واشنطن أول أمس التزام الجزائر مواصلة سياسة التنسيق السياسي والعسكري مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. و نقلت وكالة الأنباء الجزائرية عنه قوله أن"الولاياتالمتحدة ستجد دائما في الجزائر شريكا فعالا و ناجعا يمكنه الإسهام قدر المستطاع في تعزيز السلم في العالم"، و في معرض تطرقه للمسائل الأمنية أكد الوزير أن الجزائر و الولاياتالمتحدة "يواجهان نفس التحديات المرتبطة بأمنهما" و أن التهديدات و الإرهاب و الجريمة المنظمة و الهجرة "هي من الحقائق التي تندرج في إطار زمني و التي تستدعي عملا دوليا منسقا". و تابع يقول أن هذا اللقاء الذي يأتي غداة الدورة الخامسة للحوار العسكري المشترك الجزائري الأمريكي التي جرت في العاصمة الفدرالية "يدل على الطابع الشامل للشراكة بين الجزائر و الولاياتالمتحدة". واعتبر الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي الجزائري الأمريكي، "لبنة تاريخية جديدة" في العلاقات بين البلدين الحليفين ، وأعلن أن الدورة المقبلة ستعقد بالعاصمة الجزائرية في العام القادم. وقال أن هذا الحوار الاستراتيجي هو "تتويج لإرادة مشتركة لدى الطرفين الأمريكي و الجزائري بالنظر لكثافة العلاقات التي كانت تستدعي التنظيم و التأطير و مزيدا من التوضيح".وابرز أن المنتدى سيضفي "دفعا جديدا "للعلاقات الجزائريةالأمريكية من شأنه التمكين من المضي إلى ابعد من الشراكة في مجال المحروقات لتوسيع مجال التعاون إلى كل الميادين لا سيما الصحة و السكن و الصناعة و الفلاحة و الري و الثقافة و التعليم. و أوضح الوزير أن العلاقات بين الجزائر و الولاياتالمتحدة قد عرفت خلال السنوات الأخيرة "حيوية و أهمية مما جعل تطويرها في إطار رسمي يفرض نفسه تلقائيا و ذلك في الوقت الذي تتوسع فيه التهديدات و تتزايد فيه عوامل الشكوك عبر العالم ،وجدد مساهل عن "تنديد الجزائر الشديد" باغتيال السفير الأمريكي و ثلاثة أمريكيين آخرين خلال الهجوم على القنصلية الأمريكية ببنغازي في شهر سبتمبر الأخير. كما ابرز أن "الاستفزازات غير المقبولة و التي تمس بالقيم المقدسة و المعتقدات لا يمكن أن تشكل مبررا للاعتداء على الممثليات الدبلوماسية أو مصالح البلدان الأخرى". وقدم الطرف الجزائري تصوره و عرض قراءته للائحة 2071 التي صادق عليها مجلس الأمن الأسبوع الماضي بخصوص مالي.و أضاف مساهل قائلا "بخصوص هذه المسائل هناك تصور مشترك للبحث عن حل يضمن استقرار مالي و يحفظ وحدته الترابية مع القضاء على الإرهاب والجريمة المنظمة بكل الوسائل بما فيها اللجوء للقوة". و عن مجموع التعاون الجزائري الأمريكي ابرز الوزير إرادة الجزائر الراسخة في إعطاء مكانة مناسبة للمؤسسات الأمريكية مضيفا أن إعادة تنشيط بعض الاتفاقيات منها المجلس الجزائري الأمريكي حول التجارة و الاستثمار سيعزز هذه المقاربة. وجدد رئيس الوفد الجزائري للمسؤولين دعم الجزائر جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية كريستوفر روس في مسعاه من أجل تقريب الطرفين (جبهة البوليساريو والمغرب) قصد إيجاد حل مبني على ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير". و أكد مساهل من جانب أخر أن "الجزائر تظل مهمتها متضامنة مع الجهود المبذولة لإنجاح المسارات الجارية في كل من تونس و ليبيا و الرامية إلى تعزيز مرحلة التحول الديمقراطي" على مستوى هذين البلدين المغاربيين. و أضاف أن استكمال تلك المسارات "سيسهم في إرساء الأمن و الاستقرار الإقليميين الذي يشكل أهم عناصر الاندماج المغاربي". وتابع أن المغرب الأقصى "يظل رغم الصعوبات الآنية أول شريك لنا في العالم العربي و في إفريقيا ونحن نسعى بكل تصميم إلى تطهير أجوائنا من اجل تجسيد مبدأ الاندماج و البناء المغاربي". وأجرى السيد مساهل في العاصمة الأمريكية محادثات مع مستشار الرئيس الأمريكي أوباما للأمن القومي و مكافحة الإرهاب جون برينان. كما استقبل مساهل في مركز الدراسات الإستراتيجية الأمريكي في إطار مائدة مستديرة تم خلالها التطرق للعلاقات الثنائية الجزائريةالأمريكية و الإصلاحات في الجزائر و الوضع في الساحل و في مالي و الوضع السائد في المغرب العربي و إشكالية التكامل المغاربي و قضية الصحراء الغربية.وجمع هذا اللقاء الوزير بخبراء المركز و مراكز أخرى تنشط في العاصمة الفدرالية و ممثلي المعهد الأمريكي للسلام و جمعية نقابة المحاماة الأمريكية و جامعة الدفاع الوطني.