البناءات الفوضوية تغزو قطار العيش و "مير" الخروب ينتظر قرار الهدم من الوالي تشهد منطقة قطار العيش ببلدية الخروببقسنطينة في الآونة الأخيرة انتشارا كبيرا للبناءات الفوضوية الجديدة، وسط غياب مظاهر التحسين الحضري و انعدام مختلف أنواع المرافق العمومية و تخريب ما توفر منها. منطقة قطار العيش التي كانت في وقت سابق قلب بلدية الخروب حسب ما أكده سكانها، عرفت في الفترة الأخيرة انتشارا مخيفا للسكنات الفوضوية التي نمت كالفطريات بمدخل الحي و بجوار الشاليهات، حيث قام عدد كبير من المواطنين ببناء سكنات جديدة باستعمال الطوب و تمت تغطيتها بالصفيح شوهت مدخل المنطقة الواقعة على حواف الطريق الوطني الرابط بين قسنطينة وباتنة. و قد أكد من تحدثنا إليهم بأن هذه السكنات قد تم بناؤها منذ أزيد من سنة، عندما قام البعض ببناء بيوت و لم تتدخل المصالح البلدية لردعهم، ما شجع الكثيرين على السكن بجوارهم، ليتجاوز عددها إلى اليوم حسب ما وقفنا عليه ال200 بيت متلاصق و لا تتجاوز مساحة كل واحد منه ال30 مترا مربعا، و قال بعض السكان بأن إقصاء سكان القطار من مختلف استفاذات السكن هو ما دفعهم إلى البحث عن بديل، مؤكدين بأنهم عانوا لسنوات طويلة من مشكل ضيق السكنات. سكان قطار العيش الذين قالوا بأنهم ما زالوا يعيشون في ظروف بدائية، اشتكوا من انعدام مظاهر التهيئة و التحسين الحضري، حيث تفتقر الطرقات إلى التهيئة و الأرصفة، و تمتلئ بتسربات المياه التي تجعل من التنقل أمرا صعبا، فضلا عن انعدام الإنارة العمومية بأغلب أجزاء الحي و مواقف الحافلات و كذا خدمة النقل نحو مختلف مشاتي المنطقة و حرمان الحي من عمليات التنظيف، ما أنتج أكواما كبيرة للنفايات المتراكمة وسط التجمعات السكنية. و ندد محدثونا أيضا بغياب المرافق العمومية كدور الشباب و تدهور وضعية ما توفر منها كالعيادة الصحية و الملعب الصغير، كما نددوا بما آلت إليه بناية دار الشباب التي تم افتتاحها سنة 2004، غير أنها تحولت إلى هيكل مخرب بأبواب مغلقة بالسلاسل و محطمة منذ ذلك التاريخ، حيث أكدوا بأنها لم تفتح للخدمة ما عدا الأشهر الأولى ثم أغلقت بشكل مفاجئ. رئيس بلدية الخروب قال فيما يخص البناءات الفوضوية بأنه قد تم بناؤها في فترة حرجة، ما أخر التدخل لتهديمها، و هي العملية التي تعذر القيام بها بسبب العدد الكبير للبيوت، و أكد بأن التهديم لا بد و أن يكون بقرار من الوالي، مضيفا بأن أغلب السكان هم أجانب عن المنطقة. أما عن التهيئة، فقد قال بأنه سيتم برمجة الحي لعملية تهيئة شاملة، و قال حول دار الشباب التي تعرضت للتخريب، بأنها أغلقت لعدم التحاق أي شخص بها من السكان، و أكد بأنها سجلت من أجل الترميم الذي يرتقب بأن ينطلق شهر مارس من العام المقبل. و أضاف المير حول مشكل انعدام النظافة، بأن المقاولة التي تتعامل معها البلدية بقطار العيش هي السبب في هذا، مؤكدا بأنه قد وجه عدة اعذارات لصاحبها، و قال بأن حملة تنظيف واسعة ستخص القطار في الأيام القليلة المقبلة.