قتيل و مفقود في إنقلاب لأحد قوارب الموت بعرض سواحل عنابة إيداع جميع المنقذين رهن الحبس على ذمة التحقيق الإبتدائي . أدى إنقلاب زورق صيد تقليدي الصنع إستعمله أحد بارونات تهريب البشر بولاية عنابة في رحلة للهجرة غير الشرعية إلى وفاة شاب، وبقاء آخر في عداد المفقودين ، في الوقت الذي تم فيه إنقاذ 22 حراقا كانوا على متن نفس الزورق، بعدما إستجاب طاقم باخرة جزائرية محملة بالمواد البترولية لطلب النجدة الذي تقدم به " الحراقة " في عرض المياه الإقليمية الجزائرية، لأن رحلتهم بإتجاه جزيرة سردينيا الإيطالية تحولت إلى كابوس. مصادر مطلعة أكدت للنصر بأن هذا الفوج من " الحراقة " كان قد إنطلق سهرة أول أمس السبت مباشرة بعد آذان الإفطار من شاطئ سيدي سالم بولاية عنابة، و يضم في تركيبته قاصرين من بلدية البوني، ضمن 18 شابا من ولاية عنابة، إضافة إلى شبان آخرين قدموا من ولايات قالمة، سكيكدة، جيجل و أم البواقي ، لكن القارب الذي كانوا على متنه تعرض لعطب ميكانيكي، و هذا على بعد نحو 35 ميلا بحريا إلى الشمال من رأس الحمراء، الأمر الذي دفع بالحراقة إلى طلب النجدة تحت جنح الظلام الدامس من باخرة جزائرية كانت محملة بالبترول، ليكون تدخل السفينة كافيا لإنقاذ عدد معتبر من المهاجرين غير الشرعيين، لأن الزورق إنقلب بعدما إرتطم بالأمواج و الصخور، و قد كانت عواقب ذلك وفاة شاب من بلدية البوني كان ضمن هذا الفوج من " الحراقة " مع تسجيل فقدان شاب آخر ينحدر من حي الصفصاف بمدينة عنابة، في الوقت الذي تم فيه إنقاذ 22 شابا آخر تتراوح أعمارهم ما بين 17 و 35 سنة، و قد أشعر طاقم هذه الباخرة وحدات حراس السواحل التابعة للمجموعة الإقليمية بعنابة، و التي أعلنت حالة طوارئ قصوى، فتدخلت و إقتادت الشبان المنقذين إلى مقر المحطة البحرية الرئيسية بميناء عنابة، و كان أغلبهم في حالة هيستيرية جراء الرعب و الفزع من حادثة إنقلاب الزورق في عرض البحر، و قد أجمعوا خلال تصريحاتهم أثناء التحقيق الإبتدائي بأن الفوج كان قد إنطلق ب 24 عنصرا.هذا و بعد إتمام إجراءات الفحص الطبي تم إحالة الحراقة المنقذين على الجهات القضائية، و قد أصدر وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة الإبتدائية في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد أمر إيداع رهن الحبس المؤقت في حق جميع المنقذين، سيما و أن رحلة الهجرة غير الشرعية شهدت وقوع " كارثة " بتسجيل قتيل و مفقود في أوساط ممتطي زوارق الموت.للإشارة فإننا حاولنا الإتصال بالمجموعة الإقليمية بعنابة للحصول على المزيد من المعلومات و التفاصيل بشأن هذه الحادثة ، لكن وحدات البحرية ظلت متمسكة بموقفها القاضي بمقاطعة الصحافة، و ذلك طبقا لسياسة العمل التي دخلت حيز التنفيذ منذ شهر مارس المنصرم، حيث تقرر غلق قناة الإتصال بين المجموعة الإقليمية و وسائل الإعلام لأسباب تبقى مجهولة.جدير ذكره بأن هذه الحادثة و التي هزت الشارع العنابي أمس الأحد، تعد الثانية من نوعها التي تشهدها رحلات الحرقة بسواحل عنابة، بعدما كانت الوحدات المختصة قد سجلت في شهر جويلية من السنة الماضية وفاة الشاب حمزة إكرام من عنابة و فقدان طالب جامعي من الجزائر العاصمة يدعى إسلام زهيوة في عرض البحر بعد عملية مطاردة قامت بها وحدات البحرية لثلاثة قوارب للمهاجرين غير الشرعيين كانوا قد إنطلقوا من شاطئ الخروبة، ليؤدي إرتطام أحد القوارب بالصخور إلى وقوع " الكارثة ".