الجزائر و إيطاليا تدعوان إلى حلّ عاجل يحمي الوحدة الترابية و سيادة مالي دعت الجزائر و إيطاليا أمس إلى التعاون من أجل حل عاجل للأزمة في مالي بما يضمن حماية الوحدة الترابية لهذا البلد و سيادته.و أوضح البيان الختامي المشترك، الذي توج الاجتماع الجزائري الإيطالي الثاني الرفيع المستوى بمناسبة زيارة رئيس مجلس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي إلى الجزائر،أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و السيد مونتي، أعربا عن انشغالهما إزاء استمرار حالة اللااستقرار و اللاأمن في مالي لاسيما في الشمال. و دعا السيدان بوتفليقة و مونتي إلى تعاون معتبر و إلى حل عاجل للأزمة في مالي بما يضمن حماية الوحدة الترابية لهذا البلد و سيادته، لمواجهة الانعكاسات السلبية لهذه الأزمة على السلم و الاستقرار في المنطقة. و أعربا في ذات السياق عن دعمهما للإستراتيجية الإقليمية التي أعدتها دول الساحل وفق مبدأ تكفل هذه الدول بأمنها الاقليمي ، و مسؤوليتها الفردية و الجماعية في مكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة، وكذا على أساس التي أقامها الفاعلون الرئيسيون ضمن الاستراتيجيات الموسعة في هذه المنطقة. و أكد الطرفان قناعتهما بأن المبعوث الأممي إلى منطقة الساحل رومانو برودي سينجح في حشد جهود المجموعة الدولية لإعداد و تطبيق استراتيجية شاملة و صالحة و ناجعة. و اعتبرت الجزائر و إيطاليا حسب ذات البيان أن المصادقة على اللائحة 2071 لمجلس الأمن الدولي تشكل خطوة باتجاه إيجاد حل سياسي للأزمة في مالي. و أشار الطرفان إلى أن هذه اللائحة توصي بمقاربة شاملة، و تحدد معالم حل سياسي يمر بإشراك جميع الأطراف الفاعلة في مالي و التكفل بمطالبها الشرعية. و بشأن ملف النزاع في الصحراء الغربية ، أكد البيان دعمهما لجهود الأممالمتحدة في إطار المفاوضات الجارية من أجل التوصل إلى حل عادل و نهائي و مقبول من طرفي النزاع، طبقا للشرعية الدولية و لوائح الأممالمتحدة ذات الصلة التي تكرس حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. كما أكد البلدان في ذات السياق مساندتهما لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية كريستوفر روس، و استعدادهما التام للتعاون مع الأممالمتحدة بغية التوصل إلى تسوية نهائية لهذه المسألة. من جهة أخرى، و في تصريح للصحافة عقب محادثاته مع رئيس الجمهورية أكد رئيس مجلس الوزراء الايطالي أمس الأربعاء أن الجزائر و إيطاليا قررتا إعطاء دفع جديد لعلاقاتهما خاصة في المجال الاقتصادي. وأضاف مونتي "لقد عبر الرئيس بوتفليقة بوجه خاص فيما يخص علاقاتنا الاقتصادية عن أمله في ان تكثف ايطاليا حضورها و تعاونها و دعمها للاقتصاد الجزائري". و أشار في هذا السياق إلى ان العلاقات الجزائرية الايطالية كانت على مر السنين كثيفة و مثمرة و قائمة على الصداقة بين الشعبين". كما وصف رئيس مجلس الوزراء الايطالي المحادثات التي اجريت بمناسبة القمة الجزائرية-الايطالية الثانية بالمكثفة و الجد مثمرة من أجل تطوير العلاقات الثنائية. و أوضح أن الرئيس بوتفليقة عبر عن أمله في أن يصبح الاقتصاد الإيطالي راعيا للاقتصاد الجزائري في المرحلة الاستراتيجية الحالية من تنويعه. و ذكر مونتي بأن اقتصاد بلده كان قائما بشكل كبير على نسيج المؤسسات والصناعات الصغيرة و المتوسطة الذي بإمكانه كما قال انتاج تعاون هام مع الاقتصاد الجزائري. وتم خلال زيارة مونتي الذي أقام رئيس الجمهورية مأدبة غذاء على شرفه، التوقيع على ثماني اتفاقيات تعاون و مذكرات تفاهم بين البلدين. وجرى التوقيع على هذه الاتفاقيات و مذكرات التفاهم بمقر رئاسة الجمهورية بحضور الرئيس بوتفليقة و السيد ماريو مونتي.ويتعلق الأمر باتفاقية بين وزارتي الدفاع للبلدين متضمنة للتعاون التكنولوجي و الصناعي و التجاري في ميدان الطيران. كما يتعلق الأمر باتفاق للتعاون في ميدان النقل البحري و اتفاق من أجل تنسيق عمليات البحث و الانقاذ البحريين، و مذكرة تفاهم للتعاون الصناعي و ترقية الشراكة، و مذكرة تفاهم في مجال الأرشيف و مذكرة تفاهم في ميداني حماية المستهلك و مراقبة المواد الصناعية و الخدمات. كما وقعت الجزائر و إيطاليا أيضا على مذكرة تفاهم متعلقة بالتعاون في مجال الحماية المدنية و مذكرة تفاهم بين الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية و هيئة تنمية التجارة الخارجية الايطالية. كر أن زيارة السيد مونتي للجزائر التي اختتمها مساء أمس جاءت بدعوة من رئيس الجمهورية، و هي تندرج في إطار القمة الثانية الجزائرية الايطالية بمقتضى معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون الموقعة بين البلدين في 27 جانفي 2003 . وقد عقدت القمة الأولى في ألغيرو بسردينيا (ايطاليا) عام 2007 .