حمام لكنيف البخاري جوهرة سياحية مهملة حمام لكنيف البخاري أو كما يطلق عليه سكان المنطقة «حمام الشفا» يشتهر بمعالجة الروماتيزم و المفاصل و الحساسية و الأمراض الجلدية التي استعصى علاجها لدى الأطباء وبجميع المركبات حسب تأكيدات زواره الذين شفوا من أمراضهم المزمنة من السكان المحليين ومن باقي الولايات الصحراوية والشرقية القريبة من ولاية خنشلة. هذا فضلا عن شفاء بعض النساء من الأمراض المسببة للعقم في الوقت الذي يظل فيه المئات من المرضى في باقي جهات الوطن لا يعرفونه لأن القائمين عليه فضلوا الصمت وعدم الاشهار لهذا الموقع السياحي الهام وعدم ترقيته بإقامة مرافق للزوار التي تبقى من أهم وأكبر العوائق التي تصادف الوافدين إليه قصد العلاج حيث لا يجدون أين يبيتون بالإضافة إلى عدم توفر مطاعم و وسائل نقل أيضا . الحمام البخاري الذي تصل درجة حرارته 50 درجة مئوية يقع على ارتفاع 1120 متر فوق مستوى سطح البحر بجبال منطقة لكنيف الواقعة بتراب بلدية بغاي عاصمة ملكة الأمازيغ الكاهنة شمال خنشلة بنحو 30 كلم إلى الجهة الشرقية من الطريق الوطني بين خنشلة وعين البيضاء الواقعة بتراب ولاية أم البواقي ، اكتشف من قبل بعض رعاة المنطقة خلال العقد الأول من القرن التاسع عشر وتم بناؤه من قبل بعض الأهالي في ريف المنطقة المجاورة. وظل على وضعه الأول إلى بداية القرن المنصرم أين أعيد بناؤه مجددا وأنجزت على الفوهات البركانية التي تنفث بخار الماء الساخن غرفتان الأولى لاستحمام وعلاج النساء والثانية للرجال، وبقي على هذا الوضع إلى يومنا هذا دون أن تتدخل السلطات المعنية محليا لترقيته وترميمه وإعطائه الأهمية والمكانة الوطنية والعالمية التي يستحقها كمعلم سياحي ومشفى في أحضان الطبيعة من الأمراض المستعصية . و قد أكد لنا العديد من الزوار الذين التقينا بهم ، و القادمين من عدة ولايات ( عنابة – سوق أهراس- تبسة- الوادي- سطيف – وأم البواقي) وأغلبهم جاؤوا من ولاية تبسة خاصة من المسنين أنهم اعتادوا الحضور إلى هذا الحمام الذي يتطلب العلاج ببخاره البقاء لعدة أيام ، غير أن مشكل الإقامة بسبب انعدام مرافق الإيواء تضطرهم للمبيت بمدينة خنشلة على بعد 30 كلم ثم التوجه إليه في الصباح الباكر لتفادي الازدحام والانتظار الطويل نتيجة الإقبال المتزايد عليه من قبل المرضى لأنه لا يضم إلا قاعتين فقط ، واحدة للرجال وأخرى للنساء ، فيما أشار بعض العاملين به إلى قدرته على علاج العديد من الأمراض المستعصية التي يعالجها بخار هذا الحمام الواقع حسب العارفين على بركان خامد منذ أمد السنين. المواطن الحسناوي مرداسي وهو شيخ طاعن في السن من المقيمين بالمنطقة والعارفين بخبايا وأسرار الحمام أكد لنا أن مئات الأشخاص ممن تداووا ببخار الحمام تم شفاؤهم من أمراضهم. وهو نفس ما قالته المواطنة فاطمة القادمة من مدينة خنشلة التي دأبت على التداوي ببخار الحمام لعدة سنوات ، حيث أنها كما أضافت كلما حلت بها نزلة من برد أو روماتيزم أو آلام المفاصل إلا و سارعت باللجوء إليه ، وأنها لم تزر الأطباء طلبا للعلاج من هذه الأمراض أبدا . كما يروى بعض المترددين عليه أيضا أنه يفضل زيارته خلال فصل الربيع حيث يعتقد الكثيرين أن المياه المتبخرة تمر على أعشاب باطنية فتحمل رائحتها من خلال التبخر فضلا عن معادن طبيعية أخرى كالكبريت وغيرها من المعادن التي تساعد في شفاء العديد من الأمراض. و كان فريق من الخبراء قد أجرى دراسة على هذا الحمام الفريد من نوعه وقاموا بتحاليل علمية دقيقة أثبتوا من خلالها أن التركيبة المعدنية لبخار هذا المرفق المصنف عالميا من حيث الأهمية والقيمة الطبية تأتي في المرتبة الرابعة على المستوى العالمي ، إلا أن ذلك أيضا لم يشفع لدى السلطات في الولاية ببعثه إلى الوجود وترقيته إلى مصاف أحد أهم المعالم السياحية في العالم بالرغم من البرامج الانمائية التي استفاد بها قطاع السياحة في إطار المخططات الاقتصادية وبرامج رئيس الجمهورية الرامية إلى ترقية السياحة الوطنية واعطائها المكانة الخاصة شأنه شأن وضعية حمام الصالحين الذي يتدهور يوما بعد يوم وعزوف المواطنين عليه بعد تدني الخدمات وتدهوروضعه العام. فضلا عن شكاوي سكان المنطقة القريبة من حمام لكنيف من الآثار السلبية التي انعكست على الموقع جراء تفجير الديناميت بالمحجرة المجاورة لأحد الخواص التي أثرت أيضا على منسوب المياه الباطنية بالمنطقية.