أعلم مدير السياحة بولاية خنشلة مراد بشيري يوم الثلاثاء أنه سيشرع قريبا في إعادة تأهيل الموقع الحموي لحمام اكنيف ببلدية بغاي الموجود على بعد 26 كلم من مدينة خنشلة عاصمة الولاية. وذكر بشيري أن الدراسة التقنية الخاصة بهذا المشروع ستسند إلى مكاتب دراسات مؤهلة ومختصة على اعتبار أن المنطقة التي يتواجد بها هذا الحمام حساسة "مما يستوجب مراعاة الدقة التقنية" للحفاظ على البخار الجوفي في باطن الأرض ذات الطبيعة الصخرية. ومعلوم أن هذه المحطة الحموية يستحم فيها بالبخار المتصاعد من الفوهة الصخرية بعمق يزيد عن مترين تحت الأرض بدرجة حرارة تفوق 70 . وأوضح ذات المصدر أنه سيتم فتح هذا الموقع المعدني بعد إعادة تأهيله و تزويده بمرافق الاستقبال و الإطعام و وقاعة للعلاج والبريد وموقف للسيارات وذلك في إطار الاستثمار السياحي الخاص وعن طريق إعداد دفتر شروط يحدد طبيعة استغلال مثل هذه المرافق السياحية. وقد أصبحت هذه المنشأة السياحية في السنوات الأخيرة كما هو ملاحظ بعين المكان عرضة لتصدعات الجدران و السقوف بغرف الاستحمام والإقامة جراء انعدام الصيانة التي تعتبرها بلدية بغاي التي يقع الحمام بإقليمها مكلفة بالمقارنة مع مداخله التي تخصص معظمها لتسديد أجرة العمال. ويستدعي هذا الحمام الذي يستقبل قرابة 8 آلاف مستحم في السنة من مختلف جهات الولاية والولايات المجاورة حسب لجنة الثقافة والشؤون الدينية والتكوين المهني للمجلس الشعبي الولائي العناية اللازمة بتحويله فعلا إلى وجهة لجلب السياح سواء للاستحمام أو لطلب الراحة والاستجمام وذلك بتهيئته الداخلية و الخارجية وتزويده بالمرافق الضرورية للاستقبال وخلق فضاءات مفتوحة على الطبيعة للمترددين عليه خصوصا العائلات. وللإشارة فإن الفضاءات الخارجية لهذا الموقع تعرف إقبالا للعائلات ومحبي الاستجمام و حتى من هواة رياضة المشي و ألعاب القوى من الشباب نظرا لما يتميز به من خصوصية بيئية في المناظر الطبيعية الخلابة وسط أحزمة الغابات الخضراء وكذا نقاوة الهواء خاصة في فصلي الربيع والصيف. و الجدير بالذكر أن هذا المرفق الذي بني سنة 1905 لا يزال رغم قدمه يبدو للعيان من بعيد ومن على هضبة صخرية عالية. وتشير بعض روايات سكان المنطقة إلى أن هذا الحمام كان يطلق عليه اسم حمام شيقو نسبة لأحد المعمرين الذي بناه لكن التسمية الأصلية المتعارف عليها استمرت إلى اليوم باسم حمام اكنيف نسبة إلى الجبل والمنطقة التي يتواجد بها. كما أن الذاكرة الشعبية لا تزال تحتفظ باسم حمام اكنيف وترجع اكتشافه إلى راعي للغنم كان كلما كان الجو باردا يلجأ إلى صخرة كبيرة ساخنة يتدفأ عليها ومع مرور الزمن تصاعد البخار منها و أصبح سكان المنطقة ينصبون خيامهم من الشعر للاستحمام من تحتها قبل أن يتفطن إليه أحد معمري الاستعمار الفرنسي ليقوم بناء الحمام بعد أن لاحظ شفاء صديقه من الشلل بفضل بخار مياه هذا الحمام الساخنة. وتجدر الإشارة أن هذا الحمام و بسبب انعدام أبسط المرافق به مما يجبر الزوار الراغبين للمكوث فيه مدة معينة خاصة طالبي العلاج من آلام المفاصل والروماتيزم وضيق التنفس جلب لوازمهم الضرورية معهم كالفراش و الأغطية و أدوات الطبخ وغيرها من وسائل الإقامة من أجل الاستحمام بالبخار والعلاج به.