كشف رئيس الجمعية الجزائرية للنازفين بالدم “الهيموفيليا”، بن يخلف نور الدين، أن الأطباء لا يزوّدون المرضى بالكميات اللازمة خوفا من نفاد الكميات المتوفرة، ولا يتم صرف الأدوية إلا في الحالات المستعصية، الأمر الذي يهدد صحة وحياة المرضى علاج المريض يتطلب 12 علبة في الشهر كل علبة ب 12 ألف دينار قال بن يخلف في تصريح ل”الفجر”، بأن كميات الأدوية الخاصة بعلاج مرضى الهيموفيليا موجودة بكميات قليلة ما دفع الأطباء إلى وصف علبة واحدة للمريض وعند نفاد الكمية يضطر إلى العودة مرة ثانية لجلب علبة أخرى وهكذا يضطر المريض في كل مرة إلى الذهاب للمستشفى من أجل تجديد الوصفة الطبية والحصول على الدواء. وأشار المتحدث إلى أن علاج المريض يتطلب 12 علبة، وكل علبة تحتوي على 500 وحدة، يتناولها المريض بصفة دورية، إلا أن هذا الأمر غير متوفر في مستشفياتنا كون هذه الأخيرة لا تقتني كميات كبيرة من الأدوية الضرورية لعلاج المصابين بالهيموفيليا نظرا لتكاليفها الباهظة، حيث تكلف العلبة الواحدة من هذا الدواء 12 ألف دج، ليبقى المريض هو المتضرر الوحيد. وأبرز بن يخلف في حديثه معنا النتائج السلبية نقص الأدوية يؤدي تعقد الحالة الصحية للمرضى، حيث إن النقص في عامل التجلط الثامن والتاسع للنوعين من المرض “أ” و”ب” يزيد من خطورة المرض، إذ أن تقلص عامل التجلط في الدم يصل في بعض الحالات إلى واحد في المئة ما يؤدي إلى الإعاقة أو حتى إلى الوفاة. وجدد المتحدث دعوته للسلطات بإنشاء مراكز خاصة بالتكفل بمرضى الهيموفيليا نظرا للمضاعفات التي أصابت الكثير منهم بسبب نقص التكفل وتشتتهم بين نقاط الاستقبال التي لا تفي بالغرض، قائلا “لا يوجد مركز متخصص، هناك نقاط استقبال فقط في كل من بوزريعة ومستشفى مصطفى باشا”. وفي السياق ذاته، أشار بن يخلف إلى جملة من المشاكل يتخبّط فيها المرضى بالإضافة إلى ندرة الأدوية، منها نقص التحاليل والأشعة على مستوى المستشفيات، مما زاد الوضع تعقيدا، ناهيك عن وجود فئة من المرضى تعاني من التهاب الكبد الفيروسي ومرض الهيموفيليا في آن واحد، وهي فئة لا تلقى العلاج ولا التكفل اللازمين. وذكر أن 80 بالمئة من المرضى أصيبوا بإعاقات حركية وتشوهات على مستوى العضلات والعظام، بالإضافة إلى وجود خطر النزيف الخطير الذي يؤدي إلى الوفاة مباشرة. وتشير الإحصائيات الرسمية حسب بن يخلف إلى وجود 1500 مصاب بالهيموفيليا على مستوى القطر الجزائري، من بينهم 250 مريضا على مستوى العاصمة. وقال إنه رغم أن هذا الدواء يمنح مجانا على مستوى المستشفيات، إلا أنه يبقى ناقصا وفي غير متناول المرضى.