سهرة غد الجمعة بملعب تشاكر (سا:22,30) الجزائر- تنزانيا الخضر في رحلة البحث عن الانتصار واستعادة ثقة الأنصار يعود "الخضر" سهرة اليوم إلى أجواء المنافسة الرسمية من خلال تدشينهم تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 المقرر تنظيمها شراكة بين الغابون وغينيا الاستوائية، باستضافتهم للمنتخب التنزاني، في مباراة يراهن عليها المدرب سعدان وكتيبته لتحقيق انطلاقة قوية في هذه المنافسة القارية التي يطالب رئيس "الفاف" محمد روراوة بتاجها، أو بلوغ محطتها النهائية على الأقل، وفق ما اتفق عليه مع الناخب الوطني قبل تجديد الثقة في شخصه على رأس العارضة الفنية الوطنية، وتمديد مدة صلاحية عقده. زياني ومن معه يدركون جيدا مدى أهمية أول مباراة في مثل هذه المنافسات، ومباراة الغد على وجه الخصوص، والتي يسعون خلالها إلى تحقيق عدة أهداف، بداية بإفتكاك النقاط الثلاث لتأمين بقية المسار، خاصة في ظل المنافسة الشديدة المرتقبة من قبل أسود الأطلس العازمين على العودة إلى الواجهة، بعد خيبة ونكسة "كان ومونديال 2010". بركة تشاكر وخطة سعدان (2/5/3) هذا ويسعى "كومندوس" الخضر كذلك إلى فك عقدة الهجوم الذي فشل في التهديف وتحقيق الانتصار منذ نهائيات المونديال الإفريقي، مما أغضب الأنصار الذين يوجدون ضمن دائرة اهتمامات أشبال سعدان، العازمين على إسعادهم، وبالمرة استعادة أجواء فرحة التصفيات المزدوجة التي تقاسموها معا بملعب تشاكر بالبليدة، الملعب الذي يعترف رفقاء "الماجيك" ببركته، بمن فيهم الوافد الجديد محمد شاقوري الذي بدا مؤمنا هو الآخر ببركة هذا الملعب، حيث صرح في هذا الخصوص مؤكدا على أنه سيكون فأل خير على "الخضر"، وأنه يشعر وكأنه سبق له اللعب فوق أرضية ميدانه، وعايش أجواءه المميزة من كثرة مشاهدة كل اللقاءات التي لعبها المنتخب هناك قبل تقريبا سنة.بالإضافة إلى أفضلية الملعب وقوة مفعوله في شحن بطاريات اللاعبين، من خلال دعم عشرات الآلاف من الأنصار الأوفياء. سيكون الرهان كذلك على خيارات الناخب الوطني، والرسومات التكتيكية التي سيعتمد عليها. وبالنظر إلى المعطيات الميدانية وآخر المستجدات التي اعتاد عليها المنتخب وعشاقه، والمتمثلة في الغياب الاضطراري لبعض الركائز الأساسية. تؤكد آخر الأخبار المستقاة من داخل المعسكر التحضيري ببني مسوس، بأن الشيخ سعدان سيظل وفيا لخطته التي اعتمدها طيلة التصفيات المزدوجة و نهائيات "الكان والمونديال"، والمتمثلة في الرسم التكتيكي (2/5/3)، بغية تعزيز وسط الميدان بأكبر عدد من اللاعبين للحد من خطورة المنافس ومنعه من الوصول إلى الشباك، وتدعيم ثنائي الهجوم من خلال استغلال الرواقين من قبل الظهيرين بلحاج وقادير. بودبوز أو مصباح لخلافة يبدة وصراع بين غزال وجبور وزياية الناخب الوطني اضطر مرة أخرى على مراجعة حساباته وخياراته، لكن دائما في إطار الرسم التكتيكي السالف الذكر. فمن أجل مساندة صانع اللعب زياني وتدعيم المهاجمين- الدور الذي كان يؤديه حسان يبدة- هناك خيارين أمام الشيخ، إما الاعتماد على وسط ميدان نادي ليتشي الإيطالي جمال مصباح، والذي سبق لسعدان استعماله كظهير أيمن، وإما إقحام "مايسترو نادي سوشو الفرنسي رياض بودبوز الذي يمتاز بمهارات فنية عالية، بالإضافة إلى كونه اختصاصي في الكرات الثابتة، وهو ما قد يساهم في فك عقدة التهديف، وهي المهمة التي ستكون محل صراع بين الثلاثي العائد بقوة في المدة الأخيرة، غزال الذي أبدع أمام "اليوفي"، جبور هداف أيكا أثينا وزياية الذي يواصل هز شباك أندية الدوري السعودي، وهو ما سيجعل المنافسة بينهم شرسة والصراع على أشده للتواجد ضمن التعداد الأساسي، ما سيعقد من مهمة الشيخ في الإختيار، خاصة وأن مشاركة مطمور تبقى غير مؤكدة بعد أن عاودته الآلام خلال حصة أول أمس، ليبقى لاعب مونشنغلادباخ رهن قرار الطاقم الطبي للمنتخب. تحذير من المنافس التنزاني من جهة أخرى حذر الطاقم الفني الوطني اللاعبين من المنافس التنزاني، حيث طالب سعدان ومساعديه من زملاء بوقرة التركيز على المباراة، وعدم استصغار المنافس مهما كان، بالإضافة إلى عدم الاكتراث بتصريحات المدرب الدانماركي بولسن التي أكد من خلالها إبعاده 7 لاعبين أساسيين من المنتخب عشية التنقل إلى الجزائر، وكذا بالمقالات التي مفادها عدم وجود لاعبين نجوم... تصريحات صنفها الطاقم الفني في خانة المناورات الرامية إلى مغالطة "الخضر"، بدليل رد الفعل السريع لطاقم سعدان والذي جاء على لسان المدرب المساعد زهير جلول الذي حذر من المنافس التنزاني، كما ألح على ضرورة أخذ المباراة بالجدية اللازمة، والتسلح- كما جرت العادة بالإرادة والروح القتالية الجماعية، لتحقيق الانتصار واسترجاع ثقة الأنصار.على العموم الموعد سيكون مرة أخرى مع الإثارة و"السيسبانس"، في سهرة رمضانية تذكرنا بإنجازات الكرة الجزائرية في هذا الشهر الفضيل، على أمل تحقيق "الخضر" الفوز نتيجة وأداء، حتى تعود الفرحة إلى الأنصار، والحيوية إلى مختلف ربوع الجزائر.