حركة الوفاق الوطني تنتزع رئاسة بلدية البوني بعنابة إنتزع متصدر قائمة حركة الوفاق الوطني ببلدية البوني بولاية عنابة عبد العزيز لطرش رئاسة المجلس الشعبي البلدي خلال العهدة الجديدة، و ذلك بعد تزكيته بالإجماع من طرف كل المنتخبين على اختلاف انتماءاتهم الحزبية في الاقتراع السري التي نظم مساء أمس الثلاثاء، خلال تنظيم الدور الثاني للحسم في أمر رئاسة البلدية، حيث كان لطرش المترشح الوحيد عن القوائم الأربع التي كانت قد انتزعت مقاعد في الانتخابات المحلية الأخيرة، الأمر الذي جعله يحظى بتزكية كل الأعضاء. هذه التزكية جاءت بعد 48 ساعة من حالة الانسداد التي عرفها الدور الأول من الاقتراع السري، لأن قائمة حركة الوفاق الوطني كانت قد تحصلت على 13 مقعدا ببلدية البوني، و هي نتيجة كانت شبه منتظرة في هذه البلدية، بالنظر إلى مكانة متصدر هذه القائمة، كون البوني تعد من أبرز معاقل التيار الإسلامي بولاية عنابة، و لطرش من المحسوبين على جناح الأحزاب الإسلامية، على اعتبار أنه كان ضمن المترشحين تحت مظلة حركة الإصلاح في عهدات سابقة، لكن عدم الحصول على الأغلبية المطلقة أبقى السباق على منصب " المير " مرهونا بنشاط الكواليس ، و نتائج التحالفات بين مختلف الأحزاب، حيث أن حركة الوفاق الوطني حظيت بتحالف من حركة مجتمع السلم التي كانت قد نالت 3 مقاعد في المجلس، مقابل تشكيل تحالف معارض بين الأفلان التي حصلت على 10 مقاعد و الأرندي الذي انتزع 7 مقاعد، و هو الانقسام الذي اتضحت معالمه بصورة جلية في الاقتراع الرسمي الذي نظم يوم الأحد الفارط بمناسبة مراسيم تنصيب المجلس، لأن لطرش كان العضو الوحيد الذي ترشح لرئاسة المجلس، بحكم أن قائمته هي الوحيد التي حققت نسبة 35 بالمئة من إجمالي عدد المقاعد، إلا أن نتائج الاقتراع السري حالت دون تنصيبه على رأس البلدية، لأنه تحصل على 15 صوتا، مقابل رفض 18 عضوا لترشحه، غير أن المعطيات تغيرت بعد برمجة الدور الثاني طبقا لما هو منصوص عليه في المادة 80 من قانون الانتخابات، لأن التحالف المعارض فشل عن تقديم مرشح إجماع يحظى بتزكية الأغلبية المطلقة، بعد عدم توصل منتخبي الأفلان و الأرندي إلى اتفاق بخصوص توزيع المناصب في الهيئة التنفيذية، الأمر الذي عبد الطريق أمام متصدر قائمة الوفاق الوطني لضم كل التشكيلات إلى صفه، و دخول الدور الثاني كمرشح إجماع حيث تمت تزكيته من طرف كل المنتخبين، بمن فيهم الأعضاء ال18 الذين كانوا قبل يومين قد عارضوا ترأسه المجلس. و بتنصيب بلدية البوني مساء أمس تكون السلطات المحلية لولاية عنابة قد نصبت كل المجالس المحلية على ضوء نتائج الانتخابات الأخيرة، و لو أن نتائج المحليات أحدثت تغييرا جذريا في الخارطة السياسية بالولاية، لأن الأفلان خسر العديد من المجالس التي كان يرأسها خلال العهدة المنصرمة، حيث اكتفى بالمحافظة على رئاسة المجلس الولائي و كذا بلديات عنابة، الحجار و عين الباردة، مقابل رفع التجمع الوطني الديمقراطي عن عدد البلديات التي ظفر برئاستها إلى 3، و هي سيرايدي، التريعات و شطايبي، بعدما كان خلال العهدة المنقضية ممثلا برئيس وحيد لبلدية عين الباردة، في الوقت الذي ظهرت فيه تشكيلات سياسية جديدة في الساحة بولاية عنابة، كما هو الحال بالنسبة للجبهة الوطنية الديمقراطية الذي انتزعت رئاسة بلديتي برحال و وادي العنب، و حزب العمال الذي أصبح يرأس بلدية الشرفة، إضافة إلى الحركة الشعبية الجزائرية التي إنتزع ممثلا عنها رئاسة بلدية سيدي عمار، بينما عادت رئاسة بلدية العلمة لقائمة حرة بعد التحالف مع الأرندي، الأفلان و حمس.