فرقة «ديبو» الأندونيسية تبدع في حضرة امتزجت فيها الحضارات أوفت السهرة الثانية للمهرجان الدولي الثاني للغناء الصوفي الذي تحتضنه دار الثقافة هواري بومدين بسطيف أول أمس بوعودها تجاه الجمهور الذي حضر وكان معتبرا، حيث قدمت فرقة «ديبو» الأندونيسية كوكتيلا من أغانيها المتنوعة و الثرية ضمت العديد من الطبوع ومختلف اللغات، حيث خطفت التشكيلة بعناصرها الشابة وحتى الأطفال الأضواء و الاهتمام. و حرصت التشكيلة على مقاسمة الجمهور قصة مؤسس الفرقة الذي هو من جنسية أمريكية، اعتنق الإسلام منذ عقدين من الزمن و انتقل للعيش في اندونيسيا، أين نقل شغف حب الإسلام والغناء الصوفي لولديه المؤدي الرئيسي (المنشد) وأخيه (عضو بالفرقة) ، فكان يتوقف من فقرة لأخرى لأجل سرد روايته والتعبير عن ما يختلج بصدره، فاللغة لم تكن مشكلة للتواصل مع الجمهور لأن الموسيقى كانت أبلغ تعبير كل الأحاسيس خاصة إذا كانت مفعمة بالروحانيات معبرا عن اعتقاد ديني و انتماء عرقي. ففرقة ديبو حملت معها من بلد الإسلام أندونسيا العديد من الرسائل التي أرادت إيصالها للجمهور السطايفي، فرددت أنشودة» لا إله إلا الله» التي قال عليها مؤدي الفرقة « مصطفى داوود بأنها رددت من قبل المسلمين وغير المسلمين في مختلف حفلاته، مؤكدا فخره و اعتزازه بتأديتها وطالب الجمهور بترديد كلماتها، حيث امتزجت الكلمات والألحان وأعطت رونقا وجمالا متميزا بذكر الإله وترديد عبارات الحمد والشكر، هذا التفاعل لم يزد أعضاء الفرقة سوى إصرارا على تأدية بقية الأغاني بحماس وشوق كبيرين. وعلى إيقاع آلة القانون ونقرات العود سرد مصطفى داوود أنشودة «مجنون ليلي» التي روت هذه الاسطورة العربية القديمة بلغة إنجليزية ونغمات شجية، تلتها أنشودة « أولياء الله يحرسون الغابة»، حيث امتزجت فيها الإيقاعات الغربية والألحان المعاصرة مع كلمات روحية إسلامية مما أضفى عليها مزيجا غريبا و رائعا، لتؤدي بعدها أغنية «ما أحلى الله و رضوانه»، التي تم تأديتها باللغة التركية قبل أن تختتم الحفلة وسط تفاعل كبير مع الجمهور بأنشودة «صلوات على الرسول» وسط تهليل وتكبير. و غادرت فرقة «ديبو»الركح على وقع تصفيقات الجميع بحرارة منقطعة النظير وشكر وعرفان لما قدمته من لوحات فنية رائعة زاوجت فيها بين الماضي والحاضر والإسلام والغرب، تاركة لفرقة جمعية الراشدية من قسنطينة التي أدت باقة من أناشيدها الإسلامية والصوفية و ابتهالات صبت في مجملها في تمجيد الله عز وجل ورسوله الكريم عليه أزكى الصلوات والتسليم. وكمسك ختام في هذه السهرة الثانية اعتلت ركح دار الثقافة فرقة التراث من سطيف التي أمتعت الحضور بباقة من أناشيدها على غرار «أهاليل « ،»ابتهالات صحرواية» ،»صلاة على النبي المصطفى» ، ليسدل الستار على السهرة الثانية وأطياف فرقة «ديبو» لم تنزل ها هنا ظلت باقية في أركان الركح.