تحولت ثاني ليالي الدورة الأولى المهرجان الدولي للسماع الصوفي الذي تحتضنه تلمسان استثناء هذا العام في إطار احتفالية ”عاصمة الثقافة الإسلامية”، إلى سهرة خاصة بالأناشيد الوطنية والدينية التي تبتعد نوعا ما عن موضوع المهرجان· وقدم تلك الأناشيد الأردني الشهير غسان أبو خضرة الذي حاول أن يجود بأحسن ما عنده من ألحان وأناشيد، غير أن رداءة هندسة الصوت بقاعة قصر الثقافة حالت دون تمكنه من الغناء كما يريد· وكان بين الفينة والأخرى يناشد مهندسي الصوت تسوية الأمر، ومع هذا تنوعت فقرته التي شاركته فيها فرقة ”الكوثر” التلمسانية وتغنت بخصال النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بأناشيد كان أهمها ”يا إمام الرسل” و”أنت شفيعي ونور عيني” و”يا طيبة”، بالإضافة إلى أنشودة ”اللهم صل على المصطفى” التي أداها باللهجة الجزائرية، وذلك على وقع تصفيق الجمهور وزغاريد النسوة· كما كانت الأغاني الوطنية حاضرة خاصة فيما تعلق منها بفلسطين، مسقط رأس المنشد أبو خضرة، وأخرى عن تلمسان والجزائر عموما، ومنها أنشودة ”يا أم الأبطال يا جزائر” و”أهل تلمسان أنتم النبع والعين”· من ناحية أخرى، تفاجأ جمهور المهرجان الدولي للسماع الصوفي لطبيعة الأداء الذي قدمته فرقة ”ديبو” الإندونيسية ويعني اسم الفرقة التراب الذي خلق منه الإنسان ويعود إليه، وهي فلسفة الفرقة· وغلب على الأداء الذي كان باللغات الإنجليزية والعربية أحيانا، والإندونيسية والتركية والفارسية والإسبانية، طابع ”الجاز” من خلال الموسيقى التي كان يعزفها أفراد الفرقة· وعدا ذلك أمتعت الفرقة الحاضرين بأناشيد متنوعة من بينها ”يا رب ادخل الرحمة قلوبهم” و”دعاء الناس”، بالإضافة إلى أناشيد أخرى تغنت بالأولياء ومعاني الحب الإلهي الصوفي لتختتم السهرة بتكريم المنشد الأردني غسان أبو خضرة والفرقة الإندونيسية ”ديبو”·