طويت أول أمس آخر سهرة من المهرجان الدولي للسماع الصوفي في نسخته الأولى، وأحيت الفرقة البريطانية ''شام'' الحفل الختامي مع فرقة ''الراشدية'' من ولاية قسنطينة، وهو الحفل الذي استلطفه الجمهور الحاضر بقصر الثقافة إمامة بتلمسان وتجاوب معه بالغناء والتصفيق والحركات. قبل أن تستهل الفرقة البريطانية الحفل، أبدى قائد الفرقة ذو الأصل الباكستاني إعجابه بمدينة تلمسان، حيث أحسّ بروحانية المكان، وطلب من الجمهور أن يكونوا معه صوتا واحدا في المدح والثناء على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، إيمانا منه بأنّ الغناء جماعة سيزيد من البركة ويضفي على المجلس أجواء روحانية صرفة، فكان الجمهور التلمساني ملبيا للطلب وردّد وصفّق مع الفرقة. وافتتحت الفرقة وصلتها الإنشادية بأنشودة ''لا اله إلا الله'' باللغة العربية، ثم أدت باللغة الأوردية أنشودة تتغنى بمولد خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم، كما أبدعت في تقديم الأنشودة المشهورة ''مولاي صل وسلم دائما أبدا''، وتخللت برنامج الفرقة وصلة من الإيقاعات الجميلة. وحتى تزيد من نشوة الحفل، دعت الفرقة الأطفال لمشاركتهم أداء أنشودة ''صلى الله على محمد''، فخلقت بذلك أرقى صور في تبليغ رسالة تربية الأجيال على حبّ الرسول صلى الله عليه وسلم. وتعد فرقة ''شام'' رائدة الفرق الإنشادية في بريطانيا، تأسّست سنة 1979 واتّخذت لنفسها اسم الشام باعتباره المكان الذي ألهم مؤسسيها لتعلّم فن الإنشاد الديني وحيث كانت الشام محطة لكلّ أعضاء الفرقة، وتسافر الفرقة في أجواء الصوفية وتسعى إلى الحفاظ على تراث فن الإنشاد الأصيل مع إيقاعات الدف، محلّقة بذلك في عوالم الروحانية بين ذكر الله عز وجل ومدح شفيع الأمة الإسلامية سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. وتتميّز أصوات الفرقة بالدفء والنقاوة وتعتمد على عبق الكلم وروحانية الموسيقى، تسافر من برمنغهام البريطانية لتعانق زمن الصفاء الأوّل وتغني الحب الخالد، ولم تجد في اتّخاذ لغات أخرى، فضلا عن العربية كالأردية والإنكليزية، مانعا لكسر حواجز التواصل، من خلال استخدام كلمات بسيطة وألحان عذبة وأداء صادق. وتلت السهرة صعود جمعية ''الراشدية العيساوية'' القادمة من ولاية قسنطينة، الركح، لتقدّم أجود ما غنّته في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، المأخوذة من التراث العيساوي الذي تشتهر به قسنطينة، على غرار ''يا بن عيسى''، ''يا صاحب اللواء والخاتم''، ''باسم الله'' وغيرها، وتفننت الفرقة في ذكر الله ومدح رسوله الكريم من خلال الأداء الحماسي الذي راق الحاضرين-. مبعوثة ''المساء'' إلى تلمسان: دليلة مالك