سعدان تنازل عن حقوقه المادية وكان في غاية التأثر عند الاستقالة كشف مصدر جد مقرب من الإتحادية الجزائرية لكرة القدم صبيحة أمس للنصر أن قرار إستقالة الشيخ رابح سعدان من على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني كان قد إتخذ مباشرة بعد عودة " الخضر " إلى فندق نادي الجيش ببني مسوس، و ذلك في جلسة عمل طارئة جمعته برئيس الفاف محمد راوراوة استمرت إلى غاية فجر السبت، و أفضت إلى ترسيم مخطط الإستقالة ، حيث توصل الطرفان إلى قناعة تقضي بإستحالة مواصلة العمل في هذه الظروف، سيما بعدما أخذت موجة الغضب الجماهيري تتصاعد مع كل مباراة ودية أو رسمية للتشكيلة الجزائرية. و إستنادا إلى ذات المصدر، فإن سعدان لم يطرح إطلاقا مشكلة التعويضات المادية، رغم أن عقده يمتد إلى غاية شهر جوان من سنة 2012، لأن بعض الأطراف كانت قد سارعت إلى ربط تمسك سعدان بمنصبه بقضية العائدات المالية عقب إقدام الإتحادية على تمديد عقده لمدة سنتين إضافيتين بداية من شهر جويلية المنصرم ، و قد أكد مصدرنا في نفس السياق بأن راوراوة حاول تشريح الوضعية الراهنة التي يعيش على وقعها المنتخب، سيما رد الفعل السلبي للجماهير، من دون التلميح الجدي إلى الإستقالة أو إمكانية فسخ العقد بين الطرفين بالتراضي، لكن الشيخ فهم مضمون الرسالة، و أعلن عن قرار إنسحابه ، من دون المطالبة بالتعويض المادي، و هو الموقف الذي جعل الرجل الأول في " قصر دالي إبراهيم " يوافق على هذه الإستقالة، كون الشيخ أرجع سببها الرئيسي إلى الظروف النفسية الصعبة التي أصبح يمر بها، خاصة بعد التهجم عليه بوابل من السب و الشتائم ، و كذا نعته بشتى الأوصاف و النعوت في مباراة الجمعة ضد تانزانيا، لأن سعدان إعتبر التهجم عليه شخصيا دليلا واضحا على أنه أضحى المستهدف الوحيد، الأمر الذي دفعه إلى إتخاذ مثل هذا القرار.و حسب نفس المصدر، فإن سعدان قدم تقريرا مفصلا إلى رئيس الإتحادية بشأن التعثر الذي سجله " الخضر " بملعب تشاكر أمام تانزانيا، و ذلك في محاولة منه لتبرير أسباب التعثر، و بالمرة طمأنة الرقم واحد في المنظومة الكروية الوطنية على مستقبل المنتخب، و مدى قدرته على تدارك الوضع، و بالتالي اقتطاع تأشيرة المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة، لأن التقرير التقني الذي أعده سعدان يضيف مصدرنا علق مشجب التعادل مع تانزانيا على مشجب عدم جاهزية العناصر الوطنية من جميع المستويات، لأن موعد هذه المواجهة يتزامن مع بداية الموسم الكروي، و العناصر الوطنية ليست في كامل لياقتها البدنية، فضلا عن مشكل نقص الإنسجام بين اللاعبين، بحكم أن تركيبة المنتخب عرفت إقحام وجوه جديدة، في صورة بودبوز، زياية و قديورة، مما إنعكس بصورة مباشرة على التنسيق و الربط بين الخطوط الثلاثة ، و حتى بين اللاعبين في نفس الخط.هذا و خلص مصدرنا إلى التأكيد على أن سعدان عمد إلى تقديم إعتذاراته إلى رئيس الفاف، لأنه إعترف بأن كل الظروف كانت مهيأة لتحقيق نتيجة إيجابية، لكن الأمور على أرضية الميدان سارت في الإتجاه المعاكس، فضلا عن كون الفاف سخرت كل الإمكانيات من أجل تسهيل مهمة عمل الطاقم الفني، و رصدت إمكانيات مادية ضخمة للمنتخب، و ليكون خاتمة جلسة العمل بين الرجلين، و التي دامت نحو ساعتين من الزمن إتفاق على إستقالة الشيخ سعدان، و تركه المنتخب دون شرط أو قيد، لأنه إعتبر ذلك خدمة لمصلحة الكرة الجزائرية بعدما أصبح مغضوبا عليه من طرف آلاف الأنصار، جراء تراجع النتائج.و بخصوص موقفه عقب هذا القرار، أشار مصدرنا إلى أن سعدان كان شديد التأثر بمجرد ركوبه الحافلة بملعب تشاكر بالبليدة، لأن راوراوة رافق المنتخب على متن نفس الحافلة، من أجل الحسم في هذه القضية، غير أنه تريث إلى غاية الوصول إلى نادي الجيش ببني مسوس، سيما و أن الشيخ كان قد حاول الرفع من معنويات اللاعبين و التخفيف من وطأ التعثر، و هذا عند إجتماعه بهم في غرف تغيير الملابس، لأن هذا الأمر كان تلميحا من سعدان إلى نيته في مواصلة عمله على رأس المنتخب، و هو نفس الموقف الذي كان قد كشف عنه خلال الندوة الصحفية التي نشطها عقب المقابلة، غير أن الموازين تغيرت أثناء الجلوس مع رئيس الإتحادية على طاولة النقاش، حيث سارع سعدان إلى الإعلان عن إستقالته، رغم المرحلة الحساسة التي إتخذ فيها هذا القرار.