وجه، أمس، وزراء حزب جبهة التحرير الوطني رسالة جديدة إلى الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم يطالبونه بالتنحي من منصبه و فسح المجال أمام انتخاب أمين عام جديد للحزب في الدورة المقبلة للجنة المركزية، فيما يقدم وزير النقل الحالي عمار تو كخليفة محتمل لبلخادم. و نصح الوزراء الثمانية وهم عبد العزيز زياري ،عمار تو ، الطيب لوح ، عبد القدر مساهل، رشيد حراوبية وموسى بن حمادي، رشيد بن عيسى، ومحمود خذري أمين عام الأفلان "الاعلان" عن استعداده الطوعي للتنحي واعتبار ذلك خطوة متبصرة في مسار التحضير الجيد للدورة العادية للجنة المركزية المقررة في متم جانفي الجاري و مطلع فيفري القادم. وتضمنت"لائحة الاتهام" التي وجهها الوزراء لبلخادم "الانحراف بالحزب إلى المعارضة وخصوصا في البرلمان". وجاء في الرسالة التي تحوز النصر نسخة منها:" لقد أدت تصرفات الأمين العام الحالي لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم ، بعد استعداء المحيط الإداري والسياسي للحزب، إلى محاولة تسخير مؤسسات الدولة لخدمة طموحاته الشخصية انتهاكا لحرمة هذه المؤسسات" في إشارة ربما إلى اعتزام بلخادم الترشح للرئاسيات المقبلة. و أضافت الرسالة " وقد بدأت هذه السلوكات تأخذ بالتدريج منحى المعارضة في تناقض خطير مع الواجبات التي يفرضها موقع الصدارة الذي يحتله حزب جبهة التحرير الوطني ضمن الأغلبية،" في إشارة إلى خطاب الحزب على وجه الخصوص خلال فترة الحملة الانتخابية و بعد الإعلان عن نتائج المحليات، و ساق فيها الحزب اتهامات للحكومة وخصوصا وزارة الداخلية باستهداف الحزب. و في رأي الوزراء فإن خطاب الحزب في ظل قيادة بلخادم" تطرح انشغالات سياسية وأخلاقية خطيرة تمس بالسوء توجه الحزب ومواقفه المبدئية بشأن مساهمته في تحقيق البرنامج الرئاسي التنموي والسياسي". واتهم الوزراء أمين عام الأفلان بعرقلة الإصلاحات و إطلاق يد نواب الحزب في نقد السياسات الحكومة ومشاريع القوانين و تحدثوا عن الأمر بالقول"أن خطورة هذه التصرفات التي نقلت هذه الأيام، قضايا حزبية صرفة، إلى المؤسسات السيادية للدولة، مثل المجلس الشعبي الوطني، راحت تهدد، ولو عبثا، الأجواء الضرورية لدراسة مشاريع القوانين والتي تندرج ضمن التزامات حزب جبهة التحرير الوطني، في سياق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإصلاحات السياسية". وأعلن الوزراء في رسالتهم عدم اعترافهم بوصاية بلخادم عليهم ، و أكدوا "عدم امتلاكه أي سلطة عليهم" . داعين إياه للاستقالة و التنحي طوعا من منصبه، وأنهم ينتظرون منه التبصر ضمانا لاستمرار الحزب في تأدية رسالته كقوة سياسية رائدة في البلاد". واقترحوا هنا" فسح المجال لأمين عام جديد يحظى بالإجماع أو التوافق أو عن طريق الانتخاب، خلال دورة اللجنة المركزية العادية المقبلة". و يشكل إعلان الوزراء عدم اعترافهم بسلطة الأمين العام ، ومطالبتهم له بالاستقالة من منصبه، لطمة سياسية جديدة لبلخادم، ومعطى جديد في الصراع داخل الحزب. و يجري حاليا على مستوى الحزب ، الحديث عن مرحلة ما بعد بلخادم، ويتم ترويج اسم عمار تو عضو المكتب السياسي الحالي، كبديل قوي له. و أستفيد من مصادر في الحزب أن عبد القدر حجار سفير الجزائر بتونس يمارس ضغوطا على جناحه لأجل حشد التأييد لوزير النقل الذي، لا يخفي منذ عقد رغبته في تبوأ منصب الأمين العام، ويوصف تو بأنه إصلاحي، ولكنه طبيعته المزاجية قد تشكل عائقا في طريق توليه هذا المنصب، ويطرح أيضا اسم رشيد حروابية كبديل آخر. ويشتبه أنصار الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، في وقوف عمار تو وراء إفشال التجمعات الجهوية للمنتخبين من خلال التدخل لدى وزارة الداخلية لإقناعها برفض الترخيص بهذه النشاطات، ضمن خطة تضم إضعاف شبكات الأمين العام قبل الإجهاز عليه يوم تنظيم اللجنة المركزية. و نفت قيادة الأفلان في تصريح للناطق الرسمي قاسة عيسي منع الداخلية للمؤتمرات الجهوية، وقال ان هذه الندوات" ستؤجل إلى ما بعد انعقاد الدورة العادية السادسة للجنة المركزية وهذا لتمكين نواب البرلمان بغرفتيه المشاركة في هذه الندوات، بعدما تتم تنصيب هياكل مجلس الأمة ، بعد المصادقة على المشاريع والقوانين الهامة المسجلة في جدول أعمال هذه الدورة للبرلمان في الأيام المقبلة".