رحيل محمد الصالح منتوري توفي أمس بالعاصمة محمد الصالح منتوري الوزير الأسبق والرئيس السابق للمجلس الإقتصادي والاجتماعي الوطني إثر سكته قلبية عن عمر يناهز السبعين سنة. وقد عرف الراحل بأخلاقه العالية وسعة ثقافته واطلاعه الدقيق على شؤون البلاد، وتسييره الجيد للمناصب التي تقلدها.وكان الفقيد الذي ولد في 9 أفريل 1940 بالحامة في قسنطينة. قد تخرج من المدرسة العليا للدراسات التجارية وحصل على شهادة في القانون إضافة إلى ديبلوم في علوم الإقتصاد. وعبر مسيرته النضالية كان المرحوم خلال حرب التحرير الوطني عضوا في المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني بقسنطينة ثم بتونس، وكذا عضوا نشطا بالإتحاد العام للطلبة الجزائريين المسلمين من سنة 1960 إلى 1962. وبعد الإستقلال باشر حياته المهنية ببنك الجزائر قبل أن يلتحق بالشركة الوطنية "ريبال" شركة جزائرية - فرنسية وكان بها عضوا في الإتحاد العام للعمال الجزائريين. ويشهد للفقيد في مشواره المهني الطويل والحافل أنه وضع أسس ومناهج جديدة وعصرية في تسيير منظومة الضمان الإجتماعي خلال السنوات العشر (1970-1980) التي تولى فيها منصب المدير العام لصندوق الضمان الإجتماعي "الصندوق الوطني للتأمينات الإجتماعية حاليا" حيث شارك في اعداد مشاريع النصوص التي أفضت إلى قوانين 1983. كما شغل منصب الأمين العام لوزارة التكوين المهني من مارس 1982 إلى غاية جانفي 1984، ويصبح بعدها نائبا لوزير الرياضة، ثم نائبا لوزير السياحة قبل توليه رئاسة اللجنة الأولمبية الجزائرية في نوفمبر 1989.وعين في 18 جوان 1991 وزيرا للعمل والشؤون الإجتماعية في عهد حكومة سيد أحمد غزالي، ثم وزيرا للصحة في اكتوبر 1991 قبل أن يستقيل طواعية من هذا المنصب. ومن المحطات البارزة في المسير المهنية للمرحوم توليه سنة 1996 رئاسة المجلس الوطني الإقتصادي والإجتماعي قبل أن يستقيل منه في ماي 2005. ومنذ انتخابه على رأس هذه الهيئة بذل محمد الصالح منتوري جهودا في المتابعة الواقعية والموضوعية الجوانب الإقتصادية والإجتماعية في حياة المجتمع والبلاد ما أكسب المجلس الإقتصادي والإجتماعي في ذلك الوقت مصداقية كبيرة عبر تقاريره الدقيقة الموثقة بالأرقام والتحاليل الموضوعية للظواهر الإجتماعية بلهجة نقدية في كثير من الأحيان. وكان بالموازاة مع ذلك، قد انتخب سنة 2001 رئيسا للجمعية الدولية للمجالس الإقتصادية.