زروقي: الدولة تولي أهمية قصوى لتجسيد مشاريع المواصلات لفك العزلة عن المناطق الحدودية    الثلوج تغلق 6 طرق وطنية وولائية    حيداوي يشيد بدور الكشافة الإسلامية الجزائرية في ترسيخ القيم الوطنية    إطلاق مخطط مروري جديد في 5 فبراير المقبل بمدينة البليدة    معسكر: الشهيد شريط علي شريف… نموذج في الصمود والتحدي والوفاء للوطن    إنتاج صيدلاني : حاجي يستقبل ممثلين عن الشركاء الإجتماعيين ومهنيي القطاع    أمطار رعدية على عدة ولايات من الوطن يومي الجمعة و السبت    دورة "الزيبان" الوطنية للدراجات الهوائية ببسكرة : 88 دراجا على خط الانطلاق    ميناء الجزائر: فتح أربعة مكاتب لصرف العملة الصعبة بالمحطة البحرية للمسافرين "قريبا"    اللجنة الاستشارية ل"أونروا" تطالب الكيان الصهيوني بتعليق تنفيذ التشريع الذي يحد من عمليات الوكالة في فلسطين المحتلة    فلسطين: الاحتلال الصهيوني يحول الضفة الغربية إلى سجن مفتوح بوضع عشرات البوابات الحديدية    فايد يؤكد أهمية تعزيز القدرات الإحصائية من خلال تحديث أدوات جمع البيانات وتحليلها    رئاسة الجزائر لمجلس الأمن: شهر من الإنجازات الدبلوماسية لصالح إفريقيا والقضايا العادلة    كرة القدم/الرابطة الأولى "موبيليس": مباراة "مفخخة" للمتصدرواتحاد الجزائر في مهمة التدارك ببجاية    فلسطين: غوتيريش يطالب بإجلاء 2500 طفل فلسطيني من غزة "فورا" لتلقي العلاج الطبي    وزير الاتصال يعزي في وفاة الصحفي السابق بوكالة الأنباء الجزائرية محمد بكير    السوبرانو الجزائرية آمال إبراهيم جلول تبدع في أداء "قصيد الحب" بأوبرا الجزائر    انتخابات تجديد نصف أعضاء مجلس الامة المنتخبين: قبول 21 ملف تصريح بالترشح لغاية مساء يوم الخميس    الرابطة الأولى: شباب بلوزداد ينهزم أمام شباب قسنطينة (0-2), مولودية الجزائر بطل شتوي    وزير الثقافة والفنون يبرز جهود الدولة في دعم الكتاب وترقية النشر في الجزائر    تنوع بيولوجي: برنامج لمكافحة الأنواع الغريبة الغازية    اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الروسية: التوقيع على 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدة مجالات    رياح قوية على عدة ولايات من جنوب الوطن بداية من الجمعة    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية, وزير الاتصال يستقبل من قبل رئيس جمهورية بوتسوانا    وزير الصحة يشرف على لقاء حول القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية للأسلاك الخاصة بالقطاع    وزير الصحة يجتمع بالنقابة الوطنية للأطباء العامين للصحة العمومية    الأونروا مهددة بالغلق    فلسطين... الأبارتيد وخطر التهجير من غزة والضفة    بوغالي في أكرا    فتح باب الترشح لجائزة أشبال الثقافة    التلفزيون الجزائري يُنتج مسلسلاً بالمزابية لأوّل مرّة    الشعب الفلسطيني مثبت للأركان وقائدها    توقيف 9 عناصر دعم للجماعات الإرهابية    رسالة من تبّون إلى رئيسة تنزانيا    محرز يتصدّر قائمة اللاعبين الأفارقة الأعلى أجراً    شركة "نشاط الغذائي والزراعي": الاستثمار في الزراعات الإستراتيجية بأربع ولايات    تحديد تكلفة الحج لهذا العام ب 840 ألف دج    السيد عرقاب يجدد التزام الجزائر بتعزيز علاقاتها مع موريتانيا في قطاع الطاقة لتحقيق المصالح المشتركة    مجموعة "أ3+" بمجلس الأمن تدعو إلى وقف التصعيد بالكونغو    غرة شعبان يوم الجمعة وليلة ترقب هلال شهر رمضان يوم 29 شعبان المقبل    اتفاقية تعاون بين وكالة تسيير القرض المصغّر و"جيبلي"    لجنة لدراسة اختلالات القوانين الأساسية لمستخدمي الصحة    4 مطاعم مدرسية جديدة و4 أخرى في طور الإنجاز    سكان البنايات الهشة يطالبون بالترحيل    توجّه قطاع التأمينات لإنشاء بنوك خاصة دعم صريح للاستثمار    رياض محرز ينال جائزتين في السعودية    مدرب منتخب السودان يتحدى "الخضر" في "الكان"    السلطات العمومية تطالب بتقرير مفصل    الرقمنة رفعت مداخيل الضرائب ب51 ٪    العنف ضدّ المرأة في لوحات هدى وابري    "الداي" تطلق ألبومها الثاني بعد رمضان    شهادات تتقاطر حزنا على فقدان بوداود عميّر    أدعية شهر شعبان المأثورة    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    صحف تندّد بسوء معاملة الجزائريين في مطارات فرنسا    العاب القوى لأقل من 18 و20 سنة    الجزائر تدعو الى تحقيق مستقل في ادعاءات الكيان الصهيوني بحق الوكالة    عبادات مستحبة في شهر شعبان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الناطق باسم جماعة أنصار الدين سندا ولد بوعمامة للنصر
نشر في النصر يوم 13 - 01 - 2013

مدينة كونا ما زالت بين أيدينا و فرنسا قتلت عشرات المدنيين
دمرنا دبابتين وغنمنا عشرات السيارات الرباعية وقتلنا جنودا ماليين وفرنسيين
أكد المتحدث باسم حركة أنصار الدين في مالي، أمس، أن مدينة كونا التي كانت أول نقطة مواجهة بين عناصر الجماعة و القوات الفرنسية الخاصة لا تزال بين أيدي عناصر الحركة و قال أن المعركة التي جرت في المدينة تمثل مجرد تمرين بسيط لقوات أنصار الدين، مشيرا الى سقوط العشرات من القتلى المدنيين في الغارات الجوية التي نفذتها طائرات فرنسية خلال الأيام الثلاثة الماضية في محيط مدينة كونا و ليري على حدود موريتانيا و في مدينة غاو أمس أين تم استهداف مباني حكومية مهجورة أوى اليها سكان المناطق الريفية.
المتحدث سندا ولد بوعمامة قال في اتصال هاتفي مع النصر أن الحركة فقدت قائدا ميدانيا لها هو محمد كوجاك الذي أصيب في معركة كونا أول أمس و قد غنمت الحركة في المواجهة رغم فقدانها لعنصر المباغتة فيها عشرات السيارات الرباعية الدفع و الشاحنات التي تحمل صواريخ "غراد" و قد تم تدمير دبابتين للجيش المالي، بينما أصيبت طائرتان فرنسيتان في المعركة.
وأضاف أن حوالي 30 مدنيا قتلوا في كونا و قد تم إجلاء جثثهم إلى مدينة موبتي، نافيا ما وصفه بالمزاعم و الادعاءات الفرنسية من كون قوات أنصار الدين كانت بصدد الزحف نحو العاصمة باماكو و قال أن مدينة كونا كانت مجرد نقطة تفتيش بسيطة و ليس فيها تواجد عسكري للحركة، لكن فرنسا أرادت تهويل الموضوع وبررت بذلك تدخلها المباغت في ساحة الحرب في مالي.و اتخذت من تواجد نقطة التفتيش فيها ذريعة لتمرير مشروعها بالتدخل العسكري و شن الحرب على الحركة و على أبناء شمال مالي.
حسب المتحدث باسم جماعة أنصار الدين فقد قام المجاهدون من عناصر الحركة بالرد على الهجوم الفرنسي الذي وصفه بالصليبي الغادر و الحاقد و تمكنوا من التصرف مع المستجدات الميدانية و قد غادروا جميعهم المواقع التي كانت ترصدها طائرات الاستطلاع الفرنسية و الطائرات دون طيار منذ أيام عديدة سابقة لتاريخ التدخل الفرنسي.
الناطق باسم انصار الدين قال أن الحركة قامت أمس بعملية في مدينة زاباني قرب مدينة نيونو غرب مالي و ثأرت للدعاة الستة عشر الذين قتلوا في المنطقة قبل أشهر و قتلت العديد من الجنود الفرنسيين و الماليين حينما كانوا في طريقهم إلى باماكو، و قال أنها كانت عملية تأديب للجيش المالي، بينما قام الطيارون الفرنسيون الجبناء حسب وصفه لهم بقصف مواقع للمدنيين في عدة مناطق في مالي، و قتلت حوالي 60 مدنيا من السكان العزل في غاراتها على تلك المناطق.
المتحدث قال أن الطيار الفرنسي الذي قتل في معركة كونا أصيب بطلق ناري من سلاح بسيط و لم تستخدم الحركة قذائف من أسلحة أوتوماتيكية و لا من المدفعية، مشيرا إلى خسارة فرنسا لطائرتين في كونا.
وأضاف أن حركة أنصار الدين وجهت نداءها لكل القوى في منطقة الأزواد لكي يصدوا الهجوم الفرنسي الصليبي على بلادهم و لم تستثن الحركة في طلبها للنصرة الحركة الوطنية لتحرير الأزواد و لا حركة التوحيد و الجهاد في غرب افريقيا "الميجاو" و قال أن كل من يمد يد المساعدة لأبناء شمال مالي موضع ترحيب.
بالنسبة لقصف مدينة غاو قال سندا ولد بوعمامة أنه يجهل حتى مساء أمس حصيلة العمليات العسكرية التي نفذتها الطائرات الفرنسية، و قال أن عناصر من جماعة التوحيد و الجهاد في غرب إفريقيا كانوا متواجدين بالقرب من المدينة و في بعض مناطقها لكن الحركة لم تتأكد من إصابتهم في الهجومات الجوية. حاوره:عمر شابي
استمرار الحشد العسكري في مالي
الطيران الحربي الفرنسي يقصف مواقع في غاو و كيدال
شنت طائرات مقاتلة فرنسية من نوع "رافال" أمس غارات على مدينة غاو في شمال شرق مالي مستهدفة مواقع و قواعد لحركة التوحيد و الجهاد في غرب أفريقيا المعروفة اختصارا باسم "ميجاو" و ذكر بيان لوزارة الدفاع الفرنسية أن الطيران الحربي الفرنسي استهدف في تلك الهجومات مواقع للتدريب و مخازن لوجيستية للحركة التي تسيطر على أجزاء من شمال مالي منذ عدة أشهر.
كما قصفت طائرات فرنسية قاعدة للإسلاميين من جماعة أنصار الدين في مدينة أغابو على بعد 50 كيلومترا من مدينة كيدال في شمال مالي، و نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر أمني بالجهة أن الموقع المستهدف كانت به شحنات من الوقود و مخازن الذخيرة تستعملها جماعة انصار الدين، بينما لم يتسن تحديد حجم الخسائر التي ألحقتها الضربات الجوية بالقاعدة.
و نقلت وكالات الأنباء عن سكان في المدينة سماعهم دوي انفجارات هائلة في و اهتزاز للمباني و قد غادر العشرات من الجهاديين مواقعهم ، بينما تتحدث أخبار عن سقوط عدد من القتلى المدنيين في تلك الغارات، أغلبهم من السكان المحليين الذين أقاموا في تلك المباني الحكومية المهجورة منذ تسعة أشهر.
"كانت هناك العشرات من الضربات الجوية و قد رأى سكان غاو أعمدة الدخان تتصاعد من معسكرات حركة التوحيد و الجهاد، بينما غادر مقاتلو الحركة المدينة إلى جهات أخرى" حسب شهود عيان نقلت عنهم وكالة الأنباء الفرنسية.
و طالب بعض السكان حسب نفس المصدر بسرعة وصول عناصر الجيش المالي للتموقع في غاو قبل عودة الإسلاميين إليها و تقع مدينة غاو على بعد 1200 كيلومتر شمال شرق العاصمة باماكو و كانت فيها مراكز للجهاديين الإسلاميين، كما تمركزت بها حركة تحرير الأزواد التي قادت حركة التمرد على الحكومة المركزية العام الماضي.
في ظل تواصل العمليات العسكرية الفرنسية باستخدام سلاح الجو، تواصلت أيضا الحشود العسكرية من مختلف دول المنظمة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، و أعلنت بريطانيا عن إرسال طائرات شحن للمساعدة في تقديم الدعم للجيش الفرنسي في عملياته على التراب المالي، و قالت أنها لن ترسل جنودها الى ساحات المعارك، بينما اشارت الأنباء الى تعزيز الولايات المتحدة الأمريكية لمهامها الاستخباراتية في منطقة الساحل و عن قيامها بعمليات مراقبة جوية واسعة في الفضاء الصحراوي الشاسع و من المحتمل أن تقدم واشنطن مساعداتها اللوجستية و معلوماتها عن المواقع التي يتواجد بها المقاتلون الإسلاميون للقوات الإفريقية المزمع نشرها في مالي لمساعدة الجيش الحكومي على استعادة السيطرة في مدن الجزء الشمالي من البلاد.
في تمنراست و هي المنطقة الجزائرية الأقرب إلى شمال مالي اشارت مصادر محلية أن التطورات الميدانية للحرب التي تشنها فرنسا فرضت على السكان التقليل من تحركاتهم و قد توقفت رحلات قوافل التجار العابر للحدود بين البلدين كما أن الزيارات العائلية بين أفراد قبائل التوارق لم تعد كما كانت في الأيام السابقة و ذكر مصدر من المدينة أن الحرب لا تزال بعيدة عن عاصمة الهوقار لكن التوارق بدأوا يحسون بوقعها على يومياتهم. ع.شابي
البروفيسور محند برقوق للنصر
التدخل الفرنسي في مالي سيحول المنطقة إلى مستنقع و سيخلق أزمة إنسانية غير مسبوقة
يؤكد البروفيسور محند برقوق أن التدخل العسكري الفرنسي في مالي سيدفع بالأزمة إلى مستويات أعلى وسيجعل من المنطقة مستنقعا حقيقيا ليس فقط من خلال توسيع محتمل لمجالات التشابك بين الجماعات المختلفة والجيوش المالية أو الإفريقية أو الأخرى، للضبابية التي سيخلقها بين الإرهاب والمقاومة التي سوف تستخدم كغطاء آخر من أجل التجنيد. وقال البروفيسور برقوق المختص في القضايا الاستراتيجية والخبير في العلاقات الدولية أن التدخل العسكري ترجمة لرغبة فرنسية في ذلك وليس تلبية لطلب من مالي، ملفتا الانتباه إلى التدخلات العسكرية في إفريقيا طيلة العشرية الماضية كانت فرنسية.
بداية كيف ترون الأزمة المالية وأسباب الوصول إلى هذا المنعرج الخطير، بعد تدخل فرنسا عسكريا تحت عنوان محاربة الإرهاب؟
منذ بروز أزمة مالي للواجهة مرة أخرى للواجهة بعد تمرد المعارضة فإن الأزمة الداخلية تغيرت وقد ساهمت عملية التغيير العسكري للحكم في 22 مارس 2012 في تسريع عملية منظومة الحكم وما عقد الوضع أكثر هو وجود ثلاثة مجموعات من الفواعل غير الدولاتية، حركتين للمطالبة الهوياتية وهي أنصار الدين وحركة تحرير الأزواد من جهة والجماعات الإرهابية المتمثلة في القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا ومجموعات من الجريمة المنظمة والمتاجرة بالسلاح والمخدرات
وبالبشر .. هذا الوضع جعل 940 ألف كلم مربع خارج السلطة المالية بعد خسارة تاريخية للجيش المالي في غضون 15 يوما للسيطرة على ثلثي الأراضي في الشمال أمام حركة التحرير الوطني للأزواد لكن هذا التصور الجيو سياسي جعل من عملية تحديد طبيعة الأزمة أكثر تعقيد ليس أزمة هوية وليس أزمة أمنية فقط بمعنى وجود فواعل غير دولاتية عنيفة او إجرامية وإنما هذا المزج موجود ما جعل البعض يخلط بين حركة أنصار الدين والجماعات الإرهابية وهذا ما جعل العديد من الدول تطالب بضرورة التفرقة فيما بينها ولذلك ورأينا أن الجزائر استطاعت في 21 ديسمبر الماضي عقد اتفاق بين أنصار الدين وحركة تحرير الأزواد التي تلغي أي لبس في هويتها بعدم ارتباطها بالإرهاب أما الموقف الفرنيس فمغاير تماما إذ منذ جويلية 2012 أي مع صدور القرار الأممي 2056 فهي تلجأ دائما إلى جعل هذا الغموض يبقى سار وهو ان أنصار الدين جماعة إرهابية بحكم أنها كانت تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية
ما رأيناه منذ جويلية 2012 هو النزعة الفرنسية نحو العمل العسكري رأينا أن الاتحاد الإفريقي قدم تصورا على خلفية القرار 2071 الصادر يوم 12اكتوبر الماضي عن مجلس الأمن خلال التبني الاستراتيجي لحل الأزمة المالية من خلال بناء تصور يقوم على الحل السياسي بالحوار وتنظيم انتخابات ديمقراطية دون استثناء وأيضا عملية بناء المقدرة الذاتية للجيش المالي مع مذهب ثاني ليوم 21 نوفمبر 2012 الذي يقر بضرورة إرسال 3600 جندي من الاكواس 3600 جندي من '' الإكواس '' التي ليست لها تجربة في مكافحة الإرهاب ولا على مستوى العمل المشترك ورأينا أن قوات الإكواس بقيادة نيجيريا في ليبيريا وسيراليون قد نجحت ولكنها فشلت في الأزمة الداخلية في الكوت ديفوار مما استدعى تدخل فرنسا في أفريل 2011 ما رأيناه حاليا أن القرار 2085 الصادر يوم 20 ديسمبر الأخير ليس إذن بالتدخل العسكري بل هو إذن بالانتشار العسكري داخل الإستراتيجية الشاملة ، التي تحتوي على أربعة عناصر وهي الحوار مع كل الفواعل المالية في الشمال وفي الجنوب من أجل تنظيم انتخابات تشريعية ذات مصداقية قبل نهاية أفريل 2013، بمعنى إنهاء معضلة لاشرعية من يحكم في باماكو والعمل ايضا على توحيد السلطة المالية والثاني هو بناء المقدرة العسكرية للجيش المالي وعملية نشر 3600 جندي من الإكواس واحتمال وجود جنود من خارج إفريقيا والرابع هو التبعات الإنسانية.
وما قامت به فرنسا منذ 24 ديسمير 2012 عن طريق وزيرها للدفاع هو القول باحتمال القيام بعمل عسكري قبل نهاية الثلاثي الأول من السنة الجارية ( 2013) عكس نص القرار الأممي 2085 الذي يعطي مدة سنة لتنفيذه مع وجود عملية لتأهيل الجيش المالي وعملية بناء القيادة المشتركة لهذه البعثة الإفريقية لدعم مالي.
لذلك فإن قرار فرنسا بالتدخل العسكري هو قرار فرنسي ولا أعتقد أنه جاء بطلب من مالي بقدر ما أعتبر أن الطلب المالي هو غطاء عن هذا القرار الفرنسي الذي سوف يعمل على تأزيم الأمر أكثر مما يحققه.
هل تعتقدون أن فرنسا قادرة على حسم المعركة ميدانيا في مواجهة الجماعات المسلحة في مالي؟
أظن أن التدخل العسكري في الأزمة المالية هو بمثابة صب الزيت على النار وهي بمستوى دفع الأزمة إلى مستويات أعلى، ليس فقط من خلال توسيع محتمل لمجالات التشابك بين الجماعات المختلفة والجيوش المالية أو الإفريقية أو الأخرى ولكن أيضا سوف يجعل الضبابية واسعة بين الإرهاب والمقاومة التي سوف تستخدم كغطاء آخر من أجل التجنيد.
وهذا الخط الفاصل بين من هو إرهابي ومن هو غير إرهابي سيصبح تقريبا منعدما واظن أن الفصل بين أنصار الدين والجماعات الأخرى سوف يكون من الصعب القيام به وأظن أن ما رأيناه في الخطاب الفرنسي المبرر للعمل العسكري الذي تم الشروع فيه يوم الخميس هو القول بأن أنصار الدين هي جماعة إرهابية هي محاولة لتقديم شرعية لما يتم القيام به لكن المشكلة الأخرى أننا سنبقى أمام الجيوش الإفريقية غير المؤهلة وغير المتناسقة وغير المتجانسة من حيث القيادة وأكثر من ذلك أننا سنجد أنفسنا أمام مجموعة من جيوب المجابهة العسكرية التي ستدخل المنطقة أمام دوامة من العنف قد تجعل الإرهاب الموجود في مالي إرهابا منتشرا وفق أربع سيناريوهات انتشار داخل مالي من خلال انتشار من كيدال وتمبكتو إلى وغاو إلى مناطق أخرى مما يجعل من الصعب التحكم فيه داخل مالي والاحتمال الثاني هو الانتشار نحو موريتانيا بحكم وجود تجربة للجماعات الإرهابية في موريتانيا واحتمال انتشاره في النيجر بحكم أنه في التاريخ كلما وجدت أزمة في مالي إلا وانتشرت في النيجر، وفي النيجر كما هو معروف الكثير من المصالح الإستراتيجية لفرنسا التي ستحاول أن تحميها واحتمال انتشار الأزمة والعمل العسكري أيضا في النيجر والاحتمال الثالث هو لجوء بعض الجماعات الإرهابية نحو الجنوب الجزائري ، واعتقد هنا أن الجزائر اتخذت واتبعت إستراتيجية استباقية منذ مدة لمنع هذا الاحتمال من خلال دعم مختلف آليات التحكم والإدارة الأمنية للحدود وأيضا على مستوى وجود آليات الإشعار عن تحركات الجماعات الإرهابية استعلاماتيا أو ميدانيا والاحتمال الرابع وهو الأخطر وهو انتقال كل هذه الجماعات نحو كل المنطقة بما فيها ليبيا وأظن أن ليبيا فيها كل عناصر التأزم كغياب سلطة الدولة، غياب إدارة أمنية وغياب جيش ووجود عدد كبير من الأسلحة فضلا عن وجود تفكك مجتمعي ووجود ألوية لجماعات إرهابية كالجماعة الليبية المقاتلة واحتمال وجود خلايا إرهابية نائمة ، بما يجعل تمدد خارطة الإرهاب يشمل كل المنطقة وهو الأمر الذي من شأنه أن يوسع هذه الأزمة ويجعلها صعبة التحكم لكل دول الجوار وسيجعلها تتحول إلى جبهة دولية لمحاربة الإرهاب.
وهل تشاطرون الرأي الذي يذهب إلى القول بأننا سنكون في ظل هذه الاحتمالات أمام أفغانستان جديدة؟
نعم وهذا ما حذرت منه من قبل، نعم إننا سنكون أمام وضعية أخطر مما كنا عليه على مستوى الانتشار الإرهابي سواء على مستوى التجنيد أو على مستوى توسع الرقعة الجغرافية للنشاط الإرهابي، وهذا ما سيهدد مصالح الكثير من الدول وقد يهدد استقرار الكثير من الدول المجاورة.
ألا يمكن تفسير ما قامت به فرنسا من تدخل عسكري في مالي وفق المبررات التي قدمتها أو الغطاء الذي تختفي تحته أنها تستغل الوضع الحالي في هذا البلد من أجل بسط نفوذها لكي تبقى تتواجد هناك بشكل دائم؟
خلال العشر سنوات الأخيرة كل التدخلات الاجنبية في القارة الإفريقية كانت فرنسية، مثل تدخلها في تشاد في جانفي 2009 لإنقاذ حكم الرئيس إدريس ديبي الذي كان على وشك السقوط والتدخل في 2011 لإسقاط قباقبو ضد حسن واتارا في الكوت ديفوار الذي يقود حاليا الجوق الفرنكوفوني وأيضا هذا التدخل في مالي يِكد أنا فرنسا في طور الانتشار العسكري لها وفرنسا متواجدة في 5 دول إفريقية عسكريا من خلال اتفاقيات وهي أيضا مرتبطة بالعديد من الدول الإفريقية باتفاقيات للتعاون العسكري وأظن أن التدخل الفرنسي الحالي في مالي شبيه إلى حد ما بالعمليات العسكرية في 2009 في تشاد ضد المتمردين مع اختلاف الوضع في مالي.
أنتم تقرون في تحليلكم للوقائع والأحداث بأن تأزم الوضع في مالي سيطول أمده؟
نعم التدخل العسكري الفرنسي في مالي لن يكون لأيام أو أسابيع أو لأشهر بل سوف يخلق مستنقع من الصعب إدارته على المستوى الأمني وسوف نرى تدريجيا هروب الآلاف من اللاجئين بما سيخلق أزمة إنسانية غير مسبوقة .
كيف تقرأون الموقف الأمريكي الذي يبدو غير واضح؟
الولايات المتحدة الأمريكية متوافقة في رد فعلها الأولي، مع فرنسا من حيث الأهداف وليس من حيث الاستراتيجية، والموقف الأمريكي في الواقع لم يوص بتدخل عسكري بقدر ما أوصى بعمل عسكري عل اساس انتشار 3600 جندي من الإكواس وعدد من القوى الأجنبية بالإضافة إلى تمكين الجيش المالي.
هل تعتقدون أن فرص الحل السلمي للأزمة المالية الذي تتمسك به الجزائر مازالت قائمة أم تم تقويضها بإسراع فرنسا في التدخل العسكري؟
أظن أن فرص الحل السلمي مرتبطة بمستوى انتشار العنف حاليا هو مازال في المنطقة الجنوبية من الأزواد، وهذا ما يجعل احتمال لجوء الجماعتين المتمردتين إلى الالتزام بقرارهما بتغييب اي تكون للعلاقة مع الجماعات الإرهابية في لقاء الجزائر ليوم 21 ديسمبر ما يعطي إمكانية لحوار جديد بين هاتين المجموعتين مع الحكومة المالية ومن ثم أظن أن التدخل العسكري قد يحقق إحدى أهدافه وهو وضع ضوابط للحوار بما يخدم الحكومة المالية وليس بالضرورة يخدم مطالب هاتين الحركتين المتمردتين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.