النسور لمواصلة التحليق والفيلة لتأكيد الجاهزية يلتقي مساء اليوم المنتخبان التونسي والإيفواري في ثاني خرجة لهما في الكان، بمعنويات تعانق السحاب، حيث وفق الفريقان في تخطي العقبة الأولى بنجاح، ما وضعهما في رواق أفضل للتنافس على ورقتي التأهل للدور الثاني والخروج من مجموعة الموت بسلام. ورغم أن فيلة كوت ديفوار تواصل الظهور في ثوب المرشح الأكبر للظفر بالتاج القاري، إلا أن نسور قرطاج أكدت في الديربي المغاربي الذي جمعها بمنتخبنا الوطني أنها طرف صعب في معادلة التأهل، على اعتبار أن رفقاء المساكني لعبوا لقاء الخضر بذكاء وعقلانية، حيث وفقوا في عديد مراحل الديربي في امتصاص حرارة واندفاع رفقاء فغولي وسيروا جل أطوار اللقاء بريتم يناسب لياقتهم البدنية المتدنية، قبل خطف نقاط الأمل في الوقت القاتل، وهو لا شك السيناريو الأمثل لسامي الطرابلسي اليوم، لاختلاف موازين القوى وعدم قدرة النسور على مجاراة النسق المرتفع للفيلة العازمة على ضخ ثلاث نقاط إضافية في رصيدها وتفادي أي مفاجأة غير سارة في اللقاء الثالث والأخير الذي سيجمعها بمنتخبنا المطالب بتحقيق الانتصار في اللقائين المتبقيين في رزنامة المجموعة، سيما وسيناريو كان 2010 لا يزال عالقا بأذهان ديديي دروغبا ورفقائه. وعشية الاحتكام إلى المستطيل الأخضر شرح الناخب التونسي سامي الطرابلسي الفيلة وأسلوب لعبهم، معتبرا بأن منتخب كوت ديفوار يعد أبرز مرشح للتتويج باللقب القاري، لكنه لا يخلو من النقائص: « هو فريق يتمتع بإمكانات عالية، لكن يمكن هزمه نظرا للنقائص التي يعانيها» ولمح مدرب نسور قرطاج إلى سعيه اللعب على أخطاء ونقائص رفقاء يايا توري، من خلال تأكيده على أن منافسه اليوم يضم أفضل اللاعبين في القارة، لكنه لم يتمكن من معانقة اللقب منذ عدة سنوات، وذهب المسؤول الأول عن العارضة الفنية لتونس إلى أبعد من ذلك بقوله أن لاعبي كوت ديفوار يتمتعون بفنيات عالية ويملكون خبرة كبيرة وقدرة فائقة على الصبر قبل النيل من المنافس، ومع ذلك أبدى الطرابلسي تفاؤلا بقدرة فريقه على تثمين فوز الأول ، بتأكيده على أن المنافس في المتناول، واعدا بتحسين مردود النسور في لقاء اليوم، الذي لن يعرف تغييرات كثيرة على التشكيلة التي واجهت الخضر سهرة الثلاثاء الماضي، انطلاقا من مقولة لا تغيير للفريق الذي يحرز الفوز. وفي الجهة المقابلة وعد الناخب الايفواري صبري لموشي برفع مستوى فريقه في لقاء اليوم، إيمانا منه بأن اللعب بنفس أسلوب اللقاء الأول سيخدم التوانسة الذين لن يقعوا في هفوات الطوغو، مضيفا بأن تشكيلته بحثت عن النقاط في أول ظهور ما جعلها تظهر بوجه مخيب « لكن بداية من اليوم سنظهر بوجهنا الحقيقي وسنؤكد جاهزيتنا ورغبتنا في الذهاب إلى أبعد حد» وبدوره قرأ لموشي جيدا المنافس « لقد لعبت تونس أمام الجزائر على الطريقة الإيطالية، من خلال الصرامة الدفاعية والفعالية الهجومية». معطيات كفيلة بحضور قمة كروية بين منتخبين ينتهجان أسلوب لعب مختلف، حيث يراهن النسور على الصرامة الدفاعية والانضباط التكتيكي في مواجهة فيلة «متوحشة» سترمي بكل أوراقها في الميدان لخطف نقاط الفوز وركوب قطار التأهل مبكرا، مع سعي كل طرف لتفادي أخطاء اللقاء الأول والظهور بوجه مطمئن لدعم حظوظه في الخروج من مجموعة الموت.