قصفت الطائرات الحربية الفرنسية الجبال الصحراوية الجرداء في محيط مدينة كيدال شمال مالي، بينما تحدثت تقارير عن تواجد عدد من العناصر الإرهابية من مختلف التنظيمات المسلحة و بعض الرهائن الفرنسيين في المنطقة. حسب تقديرات وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان. التصعيد العسكري الفرنسي في شمال مالي يمهد دون شك لمبادرات سيطرحها الرئيس الفرنسي هولاند خلال زيارته اليوم لمالي حيث يلتقي الرئيس المالي المؤقت ديونكوندا تراوري، و من المحتمل ان يبحث معه قائمة التنظيمات المعنية بعملية الحوار الوطني المزمع إطلاقها في مالي تمهيدا لانتخابات عامة قبل نهاية جويلية تعيد الشرعية للنظام. القصف الفرنسي استهدف مواقع يعتقد أن بها عناصر مسلحين في محيط مدينة أغلهوك الشمالية و قال ناطق باسم وزارة الدفاع الفرنسية أن الأهداف التي تم قصفها تشمل مراكز قيادة و مخازن ذخيرة و معدات لوجيستية و مراكز تدريب. و كان هدف الفرنسيين من القصف تأمين مدينة كيدال التي دخلوها بالاتفاق مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد و حركة أزواد الاسلامية المنشقة عن أنصار الدين. و تسعى فرنسا و حكومة باماكو المؤقتة إلى رفع قدرة تواجدهما على أرض شمال مالي و إضعاف موقف الجماعتين لكي يتيسر التفاوض مستقبلا حول الخريطة السياسية الجديدة للبلاد، و كانت باماكو قد قبلت التحاور مع حركة تحرير أزواد العلمانية و رفضت الجلوس إلى المنشقين عن أنصار الدين ووصفتهم بالإرهابيين بينما قال زعيم التنظيم الجديد أغ انتالا أنه مستعد للحوار و قد ارسل موفدين عن حركته التي تضم قبائل توارق "أدرار إيفوغاس" القوية و معقلهم كيدال إلى مجموعة دول غرب غفريقيا و إلى الرئيس البوركينابي راعي الوساطة السياسية للمصالحة في مالي.مصدر مقرب من القيادي التارقي المتمرد إياد غالي قال أن هذا الاخير لا يزال يتحين الفرصة للرد على القصف الجوي الفرنسي و توجيه ضربات مباغتة لعناصر جيش مالي و الجنود الفرنسيين الذين ساعدوهم في الدخول الى مدن تمبكتو و غاو و كيدالو برأي المصدر المقرب من قائد جماعة أنصار الدين في حديث لأسبوعية فرنسية فالحرب عند إياد غالي لم تبدأ بعد. حرب العصابات المتوقع شنها ضد الجنود الفرنسيين و جيش مالي و القوات الإفريقية عند بداية انتشارها بدأت ملامحها امس الأول بهلاك أربعة من الجنود الماليين كانوا في طريقهم لتقديم مساعدة لرفاق لهم أصابهم العطب عند انفجار قنبلة على الطريق بين غوسي و همبوري في الشمال، و اصيب خمسة من جنود مالي بجروح في الإنفجار. و من المتوقع أن يطير الرئيس الفرنسي الليلة إلى باماكو أين سيلتقي القادة العسكريين الفرنسيين المشرفين على تنفيذ مهمة "سرفال" كما سيلتقي المسؤولين الماليين و يزور مدينة تمبكتو التاريخية يرافقه وزير الخارجية لوران فابيوس و لودريان وزير الدفاع. ع.ش