بن يونس: الدول الغربية تحارب الإرهاب في مالي وتسانده في سوريا لأجل مصالحها رافع أمس الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس من أجل تكريس النظام شبه الرئاسي وصيانة الطابع الجمهوري والديمقراطي للبلاد إلى جانب دعوته للإبقاء على الثلث الرئاسي في مجلس الأمة في تعديلات الدستور القادم الذي توقع أن يتم طرح تعديلاته للاستفتاء الشعبي، فيما أثنى على تدخل القوات الخاصة للجيش الوطني الشعبي لتحرير الرهائن والقضاء على الجماعة الإرهابية التي هاجمت المجمع الغازي في عين أمناس مؤكدا '' إننا نساند تدخل الجيش بدون حرج''. وقال بن يونس خلال إشرافه على لقاء رؤساء الفدراليات الولائية للحزب '' يجب أن نكون يقظين حيال التعديلات المرتقب إدخالها على دستور البلاد باعتبار أنه مشروع مجتمع للجزائر وليس مجرد قضية قانونية فحسب''، مؤكدا بأن مسالة الطابعين الجمهوري والديمقراطي للبلاد لا نقاش فيها كما رافع مطولا لصلح النظام شبه الرئاسي الذي يراه النظام الأصلح لقيادة البلاد، إلى جانب دفاعه على بقاء الغرفة العليا للبرلمان ( مجلس الأمة ) وعلى وجود الثلث الرئاسي فيها. وبعد أن أعرب في هذا السياق عن يقينه بأن التعديلات التي سيقترحها رئيس الجمهورية ستحرص على صيانة الطابع الديمقراطي والجمهوري للدولة الجزائرية ، ألح الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية على ضرورة أن يكرس الدستور القادم كل الحريات بدون استثناء وأن يحافظ على استقرار واستقلالية الجزائر، مبرزا بأنه قال للوزير الأول عبد المالك سلال في لقاء لقيادة الحزب به في إطار المشاورات التي تجريها الحكومة مع الطبقة السياسية في البلاد حول تصوراتها للتعديلات الواجب إدخالها على الدستور أن الحركة الشعبية الجزائرية تؤكد على ضرورة '' إيجاد توازن بين استقرار البلاد والحريات ''. كما دعا إلى ضرورة العمل في رئاسيات 2014 عل من أجل الحفاظ على استقرار واستقلالية الجزائر، وتعزيز الوحدة الوطنية من خلال الالتفاف حول مشروع قوي. وأثناء تطرقه للحديث عن الاعتداء الإرهابي الذي تعرضت له المنشاة البترولية بتيقنتورين في عين أمناس بولاية إليزي أكد عمارة بن يونس مساندة حزبه المطلقة لتدخل قوات الجيش منوها بالعملية النوعية التي قادتها من أجل تحرير الرهائن والقضاء على الجماعة الإرهابية '' الدولية '' التي استهدفت الموقع الغازي وقال '' إننا نساند قوات الجيش في تدخلها السريع وبكل نجاعة في عين أمناس'' ملفتا إلى أن البلدان الأجنبية التي انتقدت في البداية طريقة تدخل الجيش في تيقنتورين عادت واستدركت في النهاية لتؤكد حق الجزائر في إنهاء الاعتداء الإرهابي بالطريقة التي تراها مناسبة''. وفي رده على بعض التحاليل والقراءات التي ربطت بين فتح المجال الجوي الجزائري وحادث الاعتداء الإرهابي على المجمع الغازي بعين أمناس، أكد بن يونس بأن الأمر يتعلق في الحقيقة بوجود مخطط من عدة أطراف وجهات خارجية لم يسمها '' تستهدف ضرب استقرار الجزائر باعتبار أنها البلد الوحيد المستقر في المنطقة '' داعيا بالمناسبة إلى يقظة '' رسمية وشعبية في التصدي للإرهاب الذي اتخذ البعد الدولي ولكل المخططات التي تستهدف ضرب استقرار البلاد لا سيما وأن بلادنا تقع في محيط غير مستقر''. وقال بأن الحركة الشعبية الجزائرية هي الحزب الوحيد الذي كان قد حذر من تداعيات التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا، وانعكاساته على الجزائر ومالي ونبه '' آنذاك '' إلى خطر قيام المرتزقة الليبيين fتهريب أسلحة وعتاد حربي متطور نحو مالي. وأثناء تطرقه للحديث عن التدخل العسكري الفرنسي في مالي قال عمارة بن يونس '' بودي أن أتوجه بالسؤال إلى الدولة الفرنسية عن الفرق بين الأزمة في مالي والأزمة في سوريا... ألا يتعلق الأمر بمكافحة الإرهاب في كلا البلدين'' وأضاف ألا توجد جماعات إرهابية في سوريا ''، قبل أن يؤكد بأن البلدان الغربية لا تهدف من حربها ضد الإرهاب سوى الحفاظ على مصالحها لذلك فهي – حسبه '' تحارب الإرهاب في مالي وتسانده في سوريا من اجل مصلحتها''، مؤكدا أن حزبه يساند كل القوى التي تحارب الإرهاب لكنه يقف ضد سياسة الكيل بمكيالين في هذه الحرب. وبعد أن شكك في حقيقة الثورات العربية تساءل بن يونس عن سبب اقتصارها فقط على النظم الجمهورية واستثنائها الأنظمة الملكية وقال أن الأمر يتعلق بانقلاب عسكري في تونس وبتدخل عسكري ثلاثي في ليبيا من أجل القضاء على معمر القذافي، وقال انه يعرف من قتل الزعيم الليبي الراحل، أما عن سوريا فقال بان المعارضة المسلحة لا تحمل أي مشروع سياسي وأن الغرب هو من صنعها. وفي تطرق للشأن الحزبي قال بن يونس أن حركته فازت برئاسة 91 بلدية في 43 ولاية بمجموع 1600 منتخب من أصل 20 ألف منتخب ترشحوا في قوائم الحزب في 628 بلدية في المحليات التي جرت في ال 29 نوفمبر الماضين مشيرا أن قضية بلدية الأبيار التي فاز بها الحزب تم رفعها إلى المحكمة العليا. وبخصوص لقاء رؤساء الفدراليات الولائية أكد بن يونس بأنه مخصص لمناقشة قضايا متعلقة بالتحضير لعقد المؤتمر الاستثنائي للحزب أواخر جوان الماضي وهو المؤتمر الذي تحدث بن يونس عن إمكانية تغييره إلى الخريف المقبل في حالة ما إذا جاء مواكبا لموعد الاستفتاء على تعديلات الدستور.